الناظور-كمال لمريني
شهدت تجارة الأسلاك الشائكة التي يتم استعمالها كسياجات لتأمين الحدود بين الدول نشاطًا مهمًّا مؤخرًا، بالتزامن مع عمليات النزوح الكبرى التي عرفتها مناطق من العالم، هروبًا من أهوال الحروب والمجاعة والفقر، حيث بلغ سعر المتر الواحد ما بين 5.5 و8 يورو.
وكشفت جريدة "غارديان" البريطانية، الجمعة، أن الهيئة المسؤولة عن تدبير الحدود الإسبانية–المغربية تُعد من أهم زبائن شركات الأسلاك الشائكة في أوروبا، وذلك خلال تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجريدة حول الشركات العالمية المُصنعة للأسلاك المستعملة في تأمين الحدود، في المناطق التي تعرف تدفقًا كبيرًا للمهاجرين غير الشرعيين أو اللاجئين.
وأكد مدير شركة "كويك فِنس" (Quickfence) المستحوذة على أعلى نسبة استثمار في قطاع البناء المتعلق بالسياج الحدودي الفاصل بين المغرب وإسبانيا، جورج سورا، أن نشاط هذا النوع من التجارة عرف نموًّا مهمًّا بعد بداية نزوح المهاجرين القادمين من بؤر التوتر في سوريا والعراق.
ونفى سورا أن يكون النشاط الاقتصادي للشركة يحاول استغلال الأزمات التي يعيشها العالم من أجل جني المزيد من الأرباح، مشددًا على أن الشركة تؤمِّن الحدود من مخاطر الإجرام والإرهاب، في حين أشارت "غارديان" إلى أن الشركة تنشط كذلك في توفير السياجات الأمنية لحماية منازل المواطنين.
وفي الوقت الذي أربمت فيه الحكومة الإسبانية ما لا يقل عن 83 عقدًا في مدينتي سبتة ومليلية مع شركات مختصة في البناء، من أجل صيانة وبناء السياجات لحماية المدينتين من تدفق المهاجرين، كشفت وزارة الداخلية قبل أشهر أرقاما تلخص ما أنفقته إسبانيا بخصوص عملية تحصين الحدود مع المغرب.
وقالت الوزارة إن الحكومة الإسبانية أنفقت أكثر من 54 مليون يورو لمد أكثر من 9.6 كيلومتر من السياجات، حيث أنفقت 28 مليون يورو لفائدة سياجات مدينة سبتة (48 صفقة)، و27 مليون يورو لفائدة سياج مدينة مليلية (35 صفقة).