صنعاء - المغرب اليوم
شن الجيش الأمريكي ولأول مرة ، قصفا على مواقع يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم في اليمن بعد هجومين على مدمرته في البحر الأحمر خلال أقل من أسبوع.
ونفى الحوثيون استهداف قواتهم المدمرة الأمريكية في المرتين ، معتبرين أن القصف الذي نفذته واشنطن ردا على استهداف بارجتها الحربية يمثل "استفزازا" لن يكون في صالح أمن الملاحة الدولية.
وتصاعد التوتر في المياه الإقليمية اليمنية وخاصة السواحل الغربية للبلاد على البحر الأحمر منذ مطلع أكتوبر الجاري، بعدما أعلن الحوثيون استهداف وتدمير بارجة عسكرية إماراتية قرب باب المندب إلا ان أبوظبي قالت إنها سفينة مدنية.
وعقب ذلك، حذر الحوثيون أي سفينة من اختراق المياه الإقليمية اليمنية لأي سبب "دون إذن مسبق".
وخلال هذا الأسبوع ، تعرضت بارجة أمريكية للقصف مرتين دون ان يلحق الضرر بها.
وعلى اثر ذلك ، قصفت القوات الأمريكية مواقع رادار في اليمن بمناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين وحلفائهم.
وهذه هي المرة الأولى التي يستهدف فيه الجيش الأمريكي مواقع للحوثيين منذ بدء الصراع في اليمن في مارس 2015.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) تنفيذ ثلاثة ضربات على مواقع تضم أنظمة رادار في مناطق يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين ردا على قصف متكرر للمدمرة الأمريكية "ماسون" في البحر الأحمر من مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين.
وقالت الوزارة في بيان لها ان الضربات نفذت في إطار "الدفاع عن النفس" بعد القصف الأول الذي تعرضت له المدمرة الأحد بصاروخين سقطا في البحر.
وتعرضت السفينة لهجوم آخر الاربعاء خلال "تحركات روتينية" لها في المياه الدولية بالبحر الأحمر قبالة سواحل اليمن وفقا للبنتاجون الذي أكد عدم تعرض المدمرة لأذى.
لكن الحوثيين نفوا استهداف المدمرة الأمريكية في المياه الاقليمية.
وحذر ناطق عسكري موال للجماعة مما وصفها بـ"النوايا السيئة" من تكرار هذه الادعاءات وتوقيتها،معتبرا أن "الاعتداء الأمريكي المباشر واستهداف الأراضي اليمنية صباح اليوم ليس مقبولا وأنه سيتم التعامل مع أي تطورات بما يناسبها".
وأكد العميد شرف لقمان الذي عينه الحوثيون ناطقا باسم القوات المسلحة اليمنية "حق الجيش اليمني واللجان الشعبية في الدفاع عن سيادة اليمن وحماية حدودها البرية والبحرية".
ونفى لقمان ، بحسب ما نقلت عنه وكالة (سبأ) التي يديرها الحوثيون ، "المزاعم الممنهجة والموجهة التي تدعي استهداف بوارج أمريكية في المياه الاقليمية".
ووصف الاستهداف الأمريكي بـ"الاستفزاز الذي لن يكون في صالح امن واستقرار الملاحة الدولية" ، محملا دول التحالف العربي وامريكا مسؤولية "أي توتر قد يحدث في المياه الإقليمية وتحويلها إلى منطقة عسكرية".
واكد لقمان "حرص الجيش اليمني واللجان الشعبية الكامل على سلامة الملاحة الدولية في المناطق المسئول عنها، مبديا الاستعداد الكامل للتعاون مع أي جهة اممية او دولية للتحقيق في هذه الادعاءات ومعاقبة المتسببين اي كانوا".
وأشار الناطق الى ان "البحرية اليمنية تقوم بواجبها الدفاعي ضد الجماعات الإرهابية والاجرامية وكذا القطع البحرية العسكرية التابعة لدول تحالف العدوان".
وحذر الحوثيون من ان الاستهداف المستمر من قبل التحالف العربي للشواطئ والمدن اليمنية "سيظل سببا للتوتر المتزايد في البحر الأحمر".
وتقول الحكومة اليمنية المعترف بها إن الحوثيين يهددون الملاحة في الممر المائي الدولي في باب المندب.
وقال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اليوم ان "الاعتداءات التي تقوم بها مليشيا الحوثي الانقلابية منها استهداف البارجة الامريكية (ماسون) والسفينة الإماراتية (سويفت) يؤكد على التصعيد الخطير لتلك العصابات الارهابية ومن يقف خلفها" في إشارة الى ايران.
وحذر عبدربه من ان تلك الاعتداءات "تعتبر تهديدا للملاحة الدولية".
ويشهد اليمن معارك مستمرة بين القوات الموالية للحكومة والحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في عدد من المحافظات.
ويقول المحلل العسكري اليمني حامد أبو البدرين، ان الحوثيين وحلفاءهم يمتلكون أسلحة تمثل تهديدا فعليا للملاحة الدولية داعيا الى اتخاذ عدد من الإجراءات لتفادي تلك التهديدات.
وأوضح أبو البدرين "ان قوات الجيش الموالية للحوثي وتحديدا القوات البحرية تمتلك صواريخ بحرية (سطح سطح نوع سي 801 ) مستوردة إثر صفقة عقدت في منتصف التسعينات بعد قيام اريتريا بالاعتداء على جزيرة حنيش اليمنية".
واضاف "هذا النوع من الصواريخ لدية القدرة على تدمير السفن الحربية وعلى بعد 100 كيلومتر.
وتابع "لم تجد كل الغارات التي شنتها مقاتلات التحالف العربي في تدمير مثل هذا النوع من الصواريخ مما قد يكون تهديدا فعليا للملاحة الدولية في منطقة البحر الأحمر".
وأشار المحلل العسكر الى انه "يمكن تفادي هذا التهديد بدعم القوات الموالية للحكومة في تعز وتمكينها من السيطرة على السواحل الغربية للبلاد وطرد المليشيات منها بحيث لن تتمكن من الاستطلاع والرصد والمتابعة والقيام بأي هجوم بحري".
وتقع منطقة باب المندب الى الجهة الغربية من اليمن، وتتبع اداريا محافظة تعز (256 كم جنوب صنعاء) التي تشهد معارك بين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني منذ ابريل 2015.
وفي مطلع أكتوبر 2015 تمكنت قوات عسكرية يمنية موالية للحكومة وقوات من التحالف العربي من السيطرة على منطقة باب المندب المشرفة على الممر المائي الدولي وجزيرة ميون الاستراتيجية.
ويربط مضيق باب المندب الممر المائي الدولي، البحر الاحمر بخليج عدن وبحر العرب، وهو المدخل الجنوبي لقناة السويس المصرية.
وتشن طائرات التحالف العربي غارات مستمرة على اهداف للحوثيين وحلفائهم في العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى، فيما تفرض إجراءات برية وجوية وبحرية في اليمن.