الرئيسية » قضايا ساخنة

الجزائر ـ وكالات

عندما احتجز مؤخرا إسلاميون متشددون في الجزائر العديد من الرهائن، طالبوا بإنهاء التدخل الفرنسي في مالي. إلا أن تاريخ الجزائر أيضا في السنوات الماضية، هو تاريخ من النزاعات بين نظامها المستبد والإسلاميين المتشددين.رغم أن الجزائر عملاقة جغرافيا، إلا أن دورها السياسي تقزَم في السنوات العشر الماضية على الصعيد الدولي. بيد ان ذلك تغير، عندما احتلت مؤخرا مجموعة من الإسلاميين المتشددين منشأة لاستخراج الغاز الطبيعي في شرق البلاد واحتجزت العديد من الرهائن من العمال الأجانب هناك، إذ أن هذا الحدث المحزن أثار استياء الرأي العام العالمي ووسائل الإعلام الدولية، وخاصة لأن عملية تحرير الرهائن التي قام بها الجيش الجزائري، أدت إلى مصرع 37 منهم.النزاع في مالي ومأساة احتجاز الرهائن في الجزائر مترابطان. ويعود ذلك جزئيا إلى التاريخ الجزائري، ففي عام 1988 أغلق شباب جزائريون شوارع في كافة أنحاء البلاد للتعبيرعن مطالبتهم بإصلاحات ديمقراطية وانفتاح البلاد وضمان مستقبل لهم. "بدأ الربيع العربي في الجزائر، إذ أن الجزائريين كانوا الشعب الأول الذي أقدم على تمرد واسع النطاق"، يقول الكاتب والخبير في شؤون الشرق الاوسط عاصم الدفراوي.ندما ظهرت أثناء الانتخابات في مستهل التسعينات من القرن الماضي معالم فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ بها، خشيت قيادة الجيش من تحويل البلاد إلى دولة إسلامية ومنعت تولى الجبهة زمام السلطة. وأدى ذلك إلى حرب أهلية طويلة بين الجناح المسلح للجبهة الإسلامية للإنقاذ والجيش.نجح الجيش في تعزيز هيمنته ورد الإسلاميون المتشددون. "أعادت المجموعات المتشددة المؤيدة لخوض الجهاد تشكيلها مرات عدة. وانتقلت بعضها إلى مناطق صحراوية، حيث شكلت تحالفات مع حركات إرهابية من موريتانيا ومالي وليبيا"، يقول رشيد أوعيسى من مركز دراسات الشرق الأوسط التابع لجامعة ماربورغ، الألمانية."تعود مشكلة الإرهابيين التي نواجهها اليوم، إلى الحرب الأهلية في الجزائر"، يقول باحث السلام والخبير في شؤون إفريقيا فيرنير روف. "أيد الجيش آنذاك في مكافحة الجبهة الإسلامية للإنقاذ ومجموعاتها المسلحة شبكات إسلامية إرهابية أخرى وشارك حتى في بناء بعضها"، وذلك بهدف نشر الإرهاب ودفع السكان من خلال ذلك إلى الوقوف ضد جميع الإسلاميين. وعلاوة على ذلك أراد الجيش الانتفاع من اعتداءات هذه الشبكات الإرهابية للتعتيم على أعمال التعذيب والقتل التي قام الجيش الجزائري بها ضد سكان البلاد، كما يقول فيرنير روف. وأدت هذه الحرب الأهلية الدموية إلى مقتل حوالي 200 ألف شخص.رغم أن الجيش انتصر في نهاية المطاف على الإسلاميين وطردهم من المدن الكبيرة، إلا أنه لم ينجح في القضاء عليهم، يقول الخبير الجزائري رشيد أوعسيى، "لقد تشكلت العديد من المجموعات المستعدة لنهج العنف مستخدمة في المناطق الخالية من السكان في الساحل الإفريقي كقواعد خلفية لها، حيث تختفي وتبني شبكات مع متعاطفين لها من كافة أنحاء العالم.ولا تلعب الدولة التي ينحدرون منها، دورا في ذلك، إذ أن المهم بالنسبة إلى الجهاديين، هو الأيديولوجية. " أتى الإرهابيون المشاركون في احتجاز الرهائن في منشأة استخراج الغاز في الجزائر من ثماني دول، بينها تونس والنيجر ومصر. ويقال أن أحدهم أتى من كندا، كما يقول فيليام لورينس الخبير في شؤون إفريقيا من مجموعة الأزمات الدولية.كانت المطالب التي رفعها محتجزو الرهائن، متعلقة بوضوح بالنزاع في مالي. "قال المعتدون إن سبب رفع مطالبهم، هو الوضع في مالي. ولذلك نحجوا في لفت انتباه الرأي العام إليهم، يقول لورينس.يثير التدخل في مالي تشاؤم الخبيرلورينس "يتحدث الفرنسيون الآن عن تصميمهم على طرد الجهاديين من البلاد في اتجاه الشمال"، يقول لورينس. "ولكن، إلى أين سينسحب هؤلاء الجهاديون؟ إلى الجزائر التي ينحدر معظمهم منها"؟ ويشير الخبير في هذا السياق إلى أن الجزائريين خاضوا عشر سنوات صراعا عنيفا من أجل طرد الإسلاميين المتشددين إلى الجنوب. ولذلك من الضروري وضع إستراتيجية قوية الأساس لمكافحة الإسلام متشدد.رغم ذلك لا يرى لورينس أن الإسلاميين المتشددين يهددون استقرار النظام المستبد في الجزائر، فنتائج الانتخابات الأخيرة أظهرت انخفاض تأييد الناخبين للأحزاب الإسلامية. ولا يزال الجيش القوة المهيمنة على البلاد، مما برهن عليه أيضا في عمليته الدموية لوضع حد لاحتجاز الرهائن في منشأة استخراج الغاز، عين أميناس.

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

حصيلة وفيات فيروس "كورونا" في العالم تتجاوز حاجز الـ370…
المكسيك تسجل ثاني أكبر زيادة في عدد الوفيات بسبب…
"الصحة العالمية" حالات كورونا تتجاوز 100 ألف في أفريقيا
حلفاء الناتو يأسفون لخطط انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة…
كورونا يقتل أكثر من 311 ألف شخص ويصيب نحو…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة