الجزائر – ربيعة خريس
يواصل العشرات من عمال وعاملات مستشفى عين وسارة بمحافظة الجلفة غرب البلاد بما فيهم الأطباء والقابلات وأعوان أمن المستشفى وحتى عمال النظافة لليوم الثالث على التوالي، وقفتهم الاحتجاجية للمطالبة بالإفراج عن زملائهم المحبوسين منذ قرابة أسبوع بسبب ثبوت وقوع تسيب وإهمال في قضية وفاة امرأة حامل مع جنينها بعد رفض ثلاثة مستشفيات حكومية استقبالها.
وقرّر أطباء وممرضون وقابلات ومساعدات توليد وإداريون وعمال مهنيون تقديم استقالتهم الجماعية من مستشفى " المختار سعداوي " في مدينة عين وسارة التابعة لمحافظة الجلفة التي تبعد بنحو 400 كم جنوبي الجزائر. وندد المستقيلون البالغ عددهم 250 موظفا، بتحميل الطواقم الطبية وهيئات التمريض في المستشفيات الحكومية، مسؤولية الوفيات التي تحدث بين الحين والآخر, وجاء هذا الحراك عقب وفاة سيدة حامل رفقة جنينها تبلغ من العمر 24 عامًا بسبب الإهمال الطبي. ودعا هؤلاء الذين اعتصموا داخل المستشفى، وزير الصحة الجزائري إلى التدخل بعد أن أكدوا أن ظروف العمل غير متوفرة تماما، فيما أعربت قابلة عن تخوفها من أن يكون مصيرها الحبس مستقبلا رغم بذل مجهودات معتبرة مقارنة بالإمكانيات.
وندد الأطباء والممرضون والقابلات والعمال بالضغوط التي يتلقونها هذه الأيام، خصوصا بعد زيارة الوالي داعين إلى إعادة مدير المستشفى إلى منصبه معتبرين أنه تم توقيفه " ظلما "، إضافة إلى الإفراج عن المحبوسين.
وتفجر جدل كبير في الجزائر, أخيرًا, عقب وفاة امرأة حامل رفقة جنينها في مستشفى عين وسارة, جابت مئات الكيلومترات في منطقة صحراوية لأجل وضع حملها لكنّ طواقم المستشفيات المملوكة للدولة رفضت استقبالها إلى أن اشتد عليها المخاض فوضعت مولودها داخل سيارة مدنية وبظروف مأساوية حتى لقي الاثنان حتفهما. وقد أمر الادعاء العام في محكمة الجلفة بايداع 5 موظفين داخل 3 مستشفيات حكومية رهن الحبس المؤقت في قضية " الإهمال المؤدي إلى الوفاة بقضية وفاة حامل وفي بطنها الجنين بعد رفض المستشفيات الحكومية ".
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي كثيرا مع قضية وفاة المرأة الحامل وأطلق مدونون هاشتاغًا " نريد إنسانا على رأس وزارة الصحة " وألحوا على ضرورة إدراج إصلاحات جذرية لقطاع الصحة العامة وإيفاد لجان تحقيق حكومية لكشف ما وصفوه بالفساد المُستشري في مستشفيات البلاد. ونظم عشرات الجزائريين احتجاجات ومسيرة جابوا بها الشوارع حاملين لافتات ورافعين شعارات تطالب السلطات بالتدخل العاجل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في قطاع الصحة، محذرين من النقص الفادح في الطواقم الطبية، وخصوصا عى مستوى أقسام الطوارئ والولادة والتحاليل الطبية, وانتشرت هذه الاحتجاجات في كل من محافظتي الجلفة وتيارت وبوسعادةو والوادي جنوب شرق البلاد. وشهدت العديد من المستشفيات, خلال الأسبوع الأخير, حوادث مماثلة, حيث شهد مستشفى محافظة المدية غرب الجزائر حادثة وفاة المرأة الحامل
" ن, بن مصطفاوي " والبالغة من العمر 20 سنة, ومن المرتقب أن تحل لجنة تفتيش في مستشفى محمد بوضياف للتحقيق في وفاة حامل في مستشفى البلدية بعد مكوثها في المستشفى الأول أكثر من خمس ساعات بدون أن يتم التكفل بها قبل أن يتم تحويلها إلى مستشفى البليدة أين لفظت أنفاسها الأخيرة بعد دقائق من وصولها وهو ما تسبب في صدمة كبيرة لسكان بلدية واد الشرفة في محافظة عين الدفلى التي تنحدر منها الضحية .