وجدة ـ ادريس الخولاني
تشهد الجهة الشرقية تردي الأوضاع الحقوقية والإجتماعية و الإقتصادية، ترصد "المغرب اليوم" أبز سمات مدن الجهة الشرقية فهي الأكثر تهميشا نظرًا إلى انتشار مظاهر البؤس و الفقر و العمل في ظروف لا توفر الحد الأدنى للكرامة، و غياب الحد الأدنى من الحقوق الأساسية و الخدمات الدنيا في ميدان الصحة و التعليم و الشغل و غيرها، مما يفاقم من هذه الأوضاع الاستخفاف التام للسلطات المنتخبة و الإدارية بواقع السكان، وتنبيهاتهم و احتجاجاتهم نتيجة الفساد المستشري و الإفلات من المسؤولية، و انتهاك واضح لقيم المواطنة، مما جعل السكان يحتجون بالوسائل و الطرق المتوفرة على شكل احتجاجات أوإعتصامات غضب للتعبير عن تذمرهم و المطالبة باحترام حقوقهم و هو ما وقع مؤخرا بمدينة عين بني مطهر و عرفته مدينة جرادة قبل ذلك كما عرفته سابقًا مدن أخرى كبني تجيت و غيرها.
ما نتج عنه عدة إعتقالات ومحاكمات فمطالب سكان عين بني مطهر و كل المناطق المقصية ذات صبغة إجتماعية محضة ويستوجب الاستجابة لمطالبهم و مسائلة المسؤولين من منتخبين و سلطات عن تدهور حاجيات و مطالب السكان بهذه المناطق، ولقد دقت ناقوس الخطر فعاليات حقوقية وإعلامية و نبهت لخطورة الإنتشار الفظيع لظاهرة الاغتصاب و خاصة اغتصاب القاصرين و الأطفال، و هناك حالات تغطيها وسائل الإعلام أو هي قيد المتابعة القضائية، و أخرى تضيع في غياهب التكتم و التجاهل و استخفاف المجتمع و المسؤولين، و هناك حالات كثيرة في مختلف المدن أبرزها وجدة و جرسيف و تاورير.
وعرفت مدينة الناظور وقفات و اعتصامات للعمال التابعين "لوكالة مارتشيكا "المكلفة بتنظيف و تنقية "بحيرة مارتشيكا" نتيجة التسريحات الجماعية و الطرد الانتقائي من العمل للكثير من العمال بشكل مفاجئ، مما أصبح يهدد أكثر من 400 عائلة بالتشرد حسب ما أوردته وسائل الإعلام المحلية، إضافة إلى ظروف العمل المتميزة بالأشغال الشاقة و الملوثة و هزالة الأجور. فالجهة الشرقية تسجل خصاصًا مهولا في المساحات الخضراء في كل مدن الجهة الشرقية، و غياب المرافق الأساسية في مختلف التجزئات السكنية و الفضاءات العمرانية، بل الخطير هو التهافت المحموم لتحويل المساحات الخضراء الموجودة إلى تجزءات سكنية و جعلها هدفا لناهبي المال العام تحت أعين السلطات القائمة و بتواطئ معها؛ مما يكرس الفساد المرتبط بالعقار و المضاربين فيه.
وعلاوة على انتهاكات أخرى مرتبطة بالتعمير كالبطء في التعويض عن نزع الملكية لأغراض المنفعة العامة، رغم تمام الأشغال أحيانا أو السطو على الأملاك المخزنية بأثمان بخسة و تفويتها لذوي النفوذ و سماسرة العقار، إضافة إلى الزيادات الأخيرة في رسوم البناء الاقتصادي و الاجتماعي من طرف هيئة المهندسين.
وتعيش فئات مهمة من السكان تحت ضغط التوتر الاجتماعي على الحدود المغربية الجزائرية نتيجة غلق الحدود أمام تهريب البنزين من الجزائر و المواد السلع الغدائية ورهن المصير الاقتصادي للمناطق الحدودية في الجهة الشرقية بالتهريب من الجزائر، و تتعالى اصوات مجتمعية و ثقافية لمطالبة البلدين المغرب و الجزائر بالفتح الفوري للحدود، بما يسمح بتنقل الأشخاص و يخفف من مشاكل السكان المغاربة و الجزائريين على الحدود، و يفتح المجال للبناء المغاربي الديمقراطي الذي يحترم حقوق الإنسان .