الدار البيضاء - المغرب اليوم
استدعى فريق العدالة والتنمية في مجلس النواب وزير الداخلية المغربي، عبد الوافي لفتيت، لحضور جلسة الأسئلة الأسبوعية، من أجل تقديم توضيحات حول قضايا المهاجرين ، بعد بضعة أيام من وقوع مواجهات عنيفة بين مهاجرين أفارقة جنوب الصحراء، وشباب من مدينة الدارالبيضاء.
وبرمج مكتب مجلس النواب سؤالًا لفريق العدالة والتنمية طالب فيه هذا الأخير الفتيت بتوضيح حول الاجراءات، التي ستتخذها وزارته لمنع تكرار ما حدث في الدارالبيضاء.
وأوضح يوسف غربي ، رئيس لجنة الخارجية في مجلس النواب ، أنه على الرغم من المجهودات ، التي يبذلها المغرب في موضوع الهجرة، إلا أن هناك الكثير من الأمور التفصيلية وجب على الحكومة تدقيقها.
ونبه غربي إلى أن العدد الكبير للمهاجرين الأفارقة في المغرب ، لاسيما غير الشرعيين منهم ، يفرض على الحكومة كشف إجراء إدماجهم ، وعلاقتهم بالمغاربة، في إشارة إلى أحداث العنف ، والسرقة ، ومختلف الأعمال غير الشرعية ، التي يقومون بها بعضهم.
وأفاد المتحدث نفسه أنه تحدث مع عبد الكريم بن عتيق ، الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة ، وأكد له هذا الأخير أن وزارته تعمل على هذا الموضوع ، بالتنسيق مع كلًا من وزارات الخارجية، والداخلية، والأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، من أجل إيجاد حلول لموضوع المهاجرين الأفارقة.
وسبق أن شهدت مدينة الدارالبيضاء، قبل سبعة أيام من الآن، فوضى عارمة أحدثها مهاجرون أفارقة، قرب محطة أولاد زيان، حيث دخلوا في مواجهات مع المواطنين ورجال الأمن، قبل أن يعمدوا إلى تخريب السيارات، وإضرام النار في الشارع العام.
فيما اندلعت مواجهات بسبب تحرش بعض الأفارقة المرابطين على مقربة من محطة النقل الطرقي أولاد زيان في إحدى المغربيات، التي لجأت إلى أبناء حيها من منطقة درب السلطان ، فانطلقت شرارة المواجهات بين الطرفين.
يذكر أن الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة ، سبق أن كشفت أن المهاجرين الأفارقة في المغرب ينحدرون من 25 دولة، أكثرها نيجيريا، التي يشكل مهاجروها 16% من العدد الإجمالي.
وحسب المصدر ذاته، فإن المهاجرين من مالي، والسينغال يمثلون 13% ، والكوت ديفوار بنسبة 9% ، وغينيا بنسبة 7% ، والشيء نفسه بالنسبة إلى الكاميرون ، فضلًا عن دول أخرى مثل غامبيا، وغانا، وليبريا، وسيرليون، والنيجر، والتشاد، وبوركينافاصو، والطوغو، وأنغولا وغيرها.
ويمثل الذكور 79,7 % من مجموع الأفارقة في المغرب، بينما شكل منهم الإناث 20,3 % ، وتحد الإشارة إلى أن جل المهاجرين الأفارقة في المغرب شباب، إذ يبلغ معدل أعمارهم 27,7 عام ، حيث تشكل نسبة 95,4 % منهم أقل من 36 عام، أما القاصرين ما بين 15 و17 عام فيشكلون نسبة ضعيفة لا تتجاوز 0,7 %.
وتتوفر نسبة 48,5 % من الأفارقة في المغرب على مستوى ابتدائي ، و32,4 % لها مستوى الثانوي، و16,1 % لهم مستوى جامعي، أما الذين لا مستوى تعليمي لديهم فيشكلون 31,7 % من مجموع المهاجرين في المغرب.
يذكر أن المغرب قد أعلن عام 2014 عن تسوية وضعية 17916 مهاجرًا غير شرعي ، من أصل 27 ألف طلب توصلت به السلطات في إطار السياسة الجديدة في مجال الهجرة، التي أعلنها المغرب بتوجيه من الملك محمد السادس.