الرباط– المغرب اليوم
يواجه حزب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني في مدينة صفرو، فضيحة من العيار الثقيل بعد أن أمرت النيابة العامة بالتحقيق في ما كشف عن مدون ومدير شركة إعلامية بالمدينة، بخصوص تعرضه لطقوس من التعذيب والاحتجاز، مباشرة بعد جلسة خمرية حضرها رئيس جماعة بضواحي صفرو ينتمي إلى حزب المصباح، حيث اتهمه المدون باستدراجه إلى ضيعته وتحريض عماله على الاعتداء عليه بسبب مقالات سبق له أن نشرها بموقعه الإلكتروني، تحدثت عن اختلالات في تدبير الرئيس لجماعة "سيدي يوسف بن احمد" التابعة لإقليم صفرو.
وفي هذا السياق، قال شعب الكسير، المدون من صفرو في اتصال هاتفي إن "رئيس الجماعة الذي يتهمه بتعذيبه واحتجازه، دعاه الأسبوع الماضي معية زميل له يعمل معه بموقعه الإلكتروني بصفرو، لقضاء سهرة بضيعته الموجودة بـ"دوار موجو" القريب من مركز جماعة سيدي يوسف بن أحمد بضواحي صفرو يرأسها عضو البيجدي، الذي فأجا المدون وزميله في وقت متأخر من الليل قبل نهاية السهرة التي حضر فيها الخمر، يقول الضحية، بتحريض عماله للاعتداء عليه واحتجازه لأزيد من أربع ساعات قبل أن ينقلوه على متن سيارة في ملكية الرئيس إلى مدينة صفرو، حيث ألقوا به بمدخل المدينة وفروا عائدين إلى ضيعة مشغلهم، يورد المدون في تصريحه.
وعن أسباب الاعتداء، كشف الضحية الذي حصل على شهادة طبية تثبت مدة العجز المؤقت في 30 يوما قابلة للتمديد، جراء ما تعرض له من جروح وكدمات على مستوى الوجه وفي أنحاء مختلفة من جسده، بأن الرئيس الذي اعتدى عليه، اتهمه بعد أن لعبت الخمر برأسه بضيعته، بالوقوف وراء “التدوينات" التي تستهدفه بمواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، خصوصا المقال الأخير الذي نشر بموقعه المحلي حول اختلالات تأهيل مركز صنهاجة.
من جهته، كشف مصدر قريب من التحقيق في هذه الفضيحة التي هزت حزب العدالة والتنمية في صفرو، أن عناصر الدرك الملكي بالمدينة وبأمر من النيابة العامة، أجروا يوم أول أمس الاثنين جلسة مواجهة ما بين المدون المشتكي ورئيس الجماعة المتهم باحتجازه وتعذيبه بضيعته بضواحي مدينة صفرو، حيث أنكر التهم الموجهة إليه، فيما نفى عمال ضيعته أيضا قيامهم بتعنيف أو احتجاز أي شخص بأمر من مشغلهم، غير أن الرئيس المشتبه به فشل في إنكار حضور المدون وزميله كشاهد على الواقعة لجلسة خمر في حضرة الرئيس بضيعته، وهو ما قد يعقد وضعيته خلال مجريات التحقيق الذي تواصله عناصر الدرك قبل إحالة الملف على النيابة العامة.
هذا وتم الاتصال بعضو "البيجدي" عبد العزيز الفاقودي، الذي يرأس جماعة سيدي يوسف بن أحمد بضواحي صفرو للتعليق على الفضيحة المنسوبة إليه والتي تحقق فيها النيابة العامة، حيث صرح أن “عناصر الدرك استدعته واستمعت إليه، حيث نفى واقعة الاعتداء على المدون، لكنه اعترف بحضور هذا الأخير معية زميل له إلى ضيعته بطلب منهما قبل أن يفاجئني المدون، يضيف عضو "البيجدي"، بفبركة الاعتداء المزعوم عليه، للضغط علي وابتزازي في مشروع تهيئة مركز قروي تابع للجماعة، اتهمني بتسهيله لفائدة رجل أعمال من عائلتي، والحال أن المندوبية الجهوية لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة في فاس، هي من أشرفت على الصفقة، وساهمت فيها بـ10 ملايين درهم لإنجاز المشروع بتراب الجماعة التي أرأسها".
فيما قال محمد العابد، الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بصفرو في تصريح خص به “أخبار اليوم"، إن قضية الرئيس المشتبه به في حادث تعريض مدون للتعذيب والاحتجاز بضيعته، هي بيد القضاء الذي سيحسم فيها، مشددا على أن الكتابة الإقليمية سبق لها أن أصدرت عقب الانتخابات التشريعية لسنة 2016، قرارا بتجميد عضويته داخل الحزب لعدم انضباطه والتزامه بمبادئ الحزب وقضاياه، لكن الكتابة الجهوية لم تصادق على قرار التجميد حتى الآن.