مراكش - ثورية إيشرم
أكَّدت المطربة المغربية، حكمت في حديث خاص إلى "المغرب اليوم"، أن "الفن هو أجمل ما يمكن أن يدمنه الإنسان، فعندما صدر أول عمل لها، قالت بأنها ليست محترفة في مجال الغناء، ولا تغني من أجل كسب قوتها، واعتبرت الغناء هواية لا غير، وهذا ما يجعل الكثير من المتتبعين يظنون أنها اعتزلت بسبب غيابها عن الساحة الفنية، وهذا لا يعتبر اعتزالًا، وإنما ما يحدث أنها تأخذ وقتًا في اختيار أغانيها، كما أنها لا تعتبر نفسها مرتبطة ببرنامج يحتم عليها إصدار أغاني في وقت محدد".
وأضافت حكمت، أن "ألبوم "أنا حرة" لقي إقبالًا كبيرًا، والحمد لله، من قِبل الجمهور بالرغم من أنني لم أعمل عليه بطريقة احترافية كبيرة، فأنا لم أتعامل مع شركة إنتاج، ومع ذلك وصل إلى الجمهور، لأن أغاني الألبوم صادقة، فأغنية "حاول" مثلًا، تتحدث عن تجربتي الخاصة، فمروان الخوري، كتب كلمات الأغنية بعد حديث جمعني معه، والأكيد أن الأغاني المنبثقة من تجارب واقعية تصل إلى الجمهور أكثر من غيرها، وأنا عندما أغني لا أغني من أجل المال أو لكسب قوت العيش، لكن أغني بكل صدق وبما أشعر به، ومن المؤكد أن الأغنية الصادقة ستصل إلى الجمهور بلاشك، ليس بالضرورة أن تكون تجربة أنا عشتها، فعندما نتحدث عن التجربة ليس بالضرورة هي تجربة عشتها بنفسي ربما عاشها من حولي وعشتها معهم بكل تفاصيلها".
وأكَّدت حكمت، أن "بدايتها الفنية جاءت بعد الجلسة التي جمعتها بمروان الخوري، وبعض الأصدقاء، وتحدثنا مطولًا في الكثير من الأمور، وبعدها بفترة كتب مروان خوري كلمات الأغنية، وعندما سمعتها أحسست بها كثيرًا، وإلى أي مدى تمثلني تلك الأغنية، وهنا أخذت قرارًا بأن أغنيها، وهكذا جاءت البداية".
وتابعت حكمت، أن "المغرب يمتلك أصواتًا يفتخر بها، وليس في المغرب فحسب، بل خارجه، ففي مصر ولبنان يفتخرون بأصواتنا، ويعتبرون الأصوات المغربية من أقوى الأصوات الموجودة على الساحة، لكن ما ينقصنا هو الدعم المادي كما هو معروف، والأكيد أن كل مشروع خصصنا له ميزانية كبيرة نستطيع أن نصنع منه العجائب، ومشكلتنا في المغرب هو قلة الدعم المادي، لأن المغرب يتوفر على أناس مثقفين وعلى أفكار متميزة، وعلى أصوات لا مثيل لها، لكننا نفتقد للأسف إلى الإنتاج والاستوديوهات وإلى الاهتمام عمومًا في هذا المجال".
وأكَّدت أن "احتراف الفنان المغربي خارج بلده لا أمانعه، لكنني ضد التنكر للأغنية المغربية، فسفر الفنان خارج بلده، ليس بالشيء السيئ، فعلى العكس فهو شيء جميل، لكن السيئ هو عدم السعي إلى النجاح واكتشاف الأحسن والانتشار، وهذه أشياء لا يمكنك تحقيقها محليًّا، وهذا في جميع المجالات ليس في المجال الفني فحسب، لكن ما هو غير مقبول هو نسيان ما ننتمي إليه، وهي الأغنية المغربية التي من الواجب على كل فنان مغربي تطويرها وإيصالها إلى الآخر، والعمل على الرفع من قيمتها، وانتشارها في باقي البلدان".
وبشأن برامج اكتشاف المواهب، أوضحت الفنانة حكمت، "لابد أن يكون التركيز أكثر على برامج أخرى تُشجِّع مواهب من نوع آخر، وليس فقط الغناء، كبرامج الصناعات الإليكترونية، والتجارب العلمية، أو على الأقل برامج لاكتشاف الشعراء والملحنين، ما يساعد على خلق فنان خاص لكل مواطن في العالم، فسواء برنامج "أستوديو دوزيم"، أو "ستار أكاديمي"، أو "سوبر ستار"، هل هذه البرامج قادرة فعلًا على جعل كل خريجي تلك البرامج فنانين حقيقيين؟ فلكي يكون المغني ناجحًا أساسًا، لابد من وجود كلمات لائقة ولحن جميل، إذن لماذا لا يهتمون بهؤلاء الأشخاص، ويكتشفون شبابًا لديهم موهبة الكتابة والتلحين".
وعن آخر أعمالها، قالت حكمت، "لدي أغنية منفردة "سينغل" جديدة من كلمات وألحان، نبيل الخالدي، وتوزيع حميد الداوسي، وأغنية منفردة "سينغل" أخرى من أعمال الفنان الكبير عبدالعالي الغاوي، وأغنية ثالثة منفردة "سينغل" أيضًا، من كلمات وألحان الفنان اللبناني، المعروف مروان الخوري، والأغنيتان الأولى والثانية، هي أغاني مغربية 100%، وتلك أول مرة أغني فيها أغاني مغربية، لأن ألبوم "أنا حرة" لم يتضمن أية أغنية مغربية، وجدًا سعيدة بالتعامل مع فنانين مغاربة، وأتمنى أن ينال هذا العمل إعجاب الجمهور المغربي، ومتتبعي حكمت المغربية".