مراكش - ثورية ايشرم
كشف مموِّن الحفلات المغربي مراد العشري أن "مهنة ممون الحفلات أصبحت تعرف انتشارًا كبيرًا خصوصًا في الأعوام الأخيرة وصارت تخصُّصًا قائمًا بذاته، وأمرًا لا يمكن الاستغناء عنه في أعراسنا وحفلاتنا،
خصوصًا أننا نعرف ما تعاني منه العروس وأهلها في سبيل الإعداد لهذه الليلة، حتى أن الكثير منهم لا يستمتعون بالعرس جراء تعب التَّحضير له، وبانقضاء زمن كانت فيه النسوة والفتيات يتجمهرن في بيت العروس عدَّة أيام للإعداد، الآن صارت هذه المهام من اختصاص مموِّن الحفلات، بحيث يتكفل فريق من خارج الأسرة بجميع تلك الأعمال التي تسبق العرس، فتجده يحرص على أدق تفاصيل العرس، بدءًا من توفير الحلويات والمأكولات، مرورًا بتزيين قاعة الحفلات، وانتهاء بوصول العروسين إلى قاعة العرس".
وأضاف العشري، في حديث خاص لـ "المغرب اليوم" أن "مهنة ممون الحفلات لا تقتصر على المرأة فقط، بل أصبحت من ضمن المهن التي أضحى الرجل يتقاسمها مع المرأة وينافسها فيها، رغم أن مهام ممون الحفلات هي من اختصاص المرأة منذ القدم لكن هذا لا يمنع أن يصبح الرجل اختصاصيا في المجال أيضا". وأشار إلى أن "اختيار مهنة ممون الحفلات لم يكن بالصدفة، بل هو حب وتعلق كبير بالعادات والتقاليد المغربية، خصوصًا تلك التي لها علاقة بالأعراس هذا ما دفعني إلى أن اهتم بهذا المجال عن طريق الدراسة والتخصص وبحكم المسار الدراسي الذي قمت به، والذي توج بحصولي على دبلوم الفندقة من فرنسا، بعدها قمت بالقيام بفترة تدريبية في باريس، ومن ثم دخلت إلى سوق الشغل فور عودتي إلى المغرب عبر أحد أكبر فنادق في أكادير، بحيث اكتسبت خبرة كبيرة وواسعة في ميدان تنظيم الحفلات التي كانت تقام في الفندق بشتى أنواعها لأهتدي إلى إنشاء شركتي الخاصة في تنظيم الحفلات"، مضيفا أن "هذه المهنة فرضتها ظروف الحياة على جميع العائلات"، بحيث أن "الزفاف في الماضي كان بسيطا، من حيث التجهيزات ووجبات الطعام وطريقة التنظيم، فغالبا ما كان يتم من طرف أهل العروسة أو العريس، بحيث كانت الأمور تفتقد إلى حس الاحترافية، في حين أضحت اليوم تحظى باحترافية كبيرة كانت غائبة عن أعراس الماضي، فكلما زاد التطور يجب أن نواكبه وما أسفر عن هذا التطور هو طلبات للمواطن المغربي الكثيرة في هذا المجال، وذلك بسبب تغيير ظروف الحياة وخروج المرأة للعمل، ما جعل من الضروري أن تتكفل جهة خارجة عن محيط العائلة بجميع تجهيزات الحفل، فأضحت هذه المهام من اختصاص ممون الحفلات"، مشيرا إلى أن "الممون الناجح وذو الخبرة الكافية في هذا المجال هو من يستطيع أن يتجاوب مع ميزانية العروسين وتوفير خدمة لهما خدمة في المستوى، فهذا الأمر مرده إلى المنظم وخبرته وحنكته بالتجاوب مع الميزانية بمنتج جيد، وأشير هنا إلى أن عدم احترافية الممون في حالة الميزانية المحددة قد تكون السبب في بعض المشاكل".
وأضاف العشري أن "هناك نوع من الأشخاص الذين يتهمون مموني الحفلات بأنهم يطلبون مبالغ باهظة، وهذا غير صحيح، فبعض الناس لا يميزون بين الفاتورة والأتعاب، بحيث يصرحون بأن الممون قام مثلا بقبض 10000 درهم، فهذا المبلغ لا يأخذه الممون كله، بل يذهب جزء كبير منه في تغطية مصاريف العرس، لتبقى أتعابه الخاصة بسيطة ولا تتجاوز في غالب الأحيان من 3000 إلى 5000 درهم".
كما أضاف العشري أن "أهم ما يجعل الممون يعرف شهرة في المجتمع هو الخبرة والاحترافية والعمل على إسعاد الزبائن من جميع النواحي، وهو سر نجاح أي ممون، وأنا أقول دائما لزبائني، على سبيل المزاح، إن منظم الحفلات والطبيب الجراح يتشابهان، لأن عملهما معا لا يقبل ولا يحتمل الخطأ، حيث يجب عليه أن يكون متنبها لجميع الأخطاء التنظيمية التي من شأنها التشويش على رقي الحفل، فهذا المبدأ هو ما يجعل ممونا يتميز عن الآخر، فعامل التميز يتجلى في كيفية الحصول على رضا وسعادة العروسين وأسرتيهما وكذلك المدعوين".