القاهرة - شيماء مكاوي
كشف أخصائي أمراض الأطفال وحديثي الولادة الدكتور محمد فخري، أن الكوريتزون لا ضرر منه على الأطفال إذا استعمل في موضعه، موضحا أن الكورتيزون عبارة عن هورمون يفرزه الجسم بشكل طبيعي وبنسب معينة من الغدة فوق الكلوية "الكظرية"، ويعتبر أحد أهم الهرومونات في الجسم لأنه له وظائف حيوية عديدة، فهو يهيئ الجسم للتعامل مع الضغوط العصبية وينظم السكر في الدم، وينظم عملية البلوغ، وضغط الدم، وجزء من تنظيم المياه والأملاح في الجسم، واكتمال وظائف ونضج رئة الجنين في بطن الأم.
وشرح فخري، في حديث لـ"المغرب اليوم"، استعمالات الكورتيزون طبيا، وقال إنه مضاد قوي للالتهابات وللحساسية بأنوعها ويستخدم في بخاخات وأدوية الربو الشُّعبي، وكذلك في مراهم وكريمات علاج الأمراض الجلدية، كما يعتبر مضادا للتورم، ويستعمل كجزء من علاج بعض الأمراض الروماتيزمية، ومع العلاج الكيماوي ضد بعض الأورام، وبعد عمليات زرع الأعضاء المختلفة لتقليل فرص رفض الجسم للعضو المزروع، ويعطى للحامل في أواخر شهور حملها لتسريع عمليه نضج الرئة إذا كانت الولادة مبكرة.
وأوضح الدكتور فخري أن كثيرين يخشون استخدام الكورتيزون، ويرجع السبب في ذلك إلى أن استعماله بشكل عشوائي وبكميات كبيرة ولمدد طويلة تكون له أعراض جانبية كثيرة وسيئة، مثل الإصابة بأمراض الضغط والسكر وهشاشة العظام وتغيير توزيع الدهون في الجسم، كذلك يستعمله البعض في علاج أمراض دون حاجة له، ما أعطاه سمعة سيئة.
وأشار الدكتور فخري إلى أن هناك بعض الأمراض تحتاج العلاج لمدة طويلة وبجرعة كبيرة، وفي هذه الحالة يوازن الطبيب بين أعراضه الجانبيه وبين أنه يوقفه، لأنه أحيانا هناك أمراض لو توقفت عن علاجها بالكورتيزون من الممكن أن تتفاقم وتؤدي إلى انتكاسات صحية، في حين أن أعراضه الجانبية تكون مؤقتة وأخف ضررا وتختفي بعد وقف العلاج بعد الشفاء تماما، ويكون له نظام سحب تدريجي معين من الجسم. وإذا تم استعمال الكورتيزون بجرعات مضبوطة لمدة بسيطة مثل حالات الحساسية المختلفة والربو الشعبي عند الأطفال، فتكون له فوائد مهمة جدا، على عكس ما نتوقع من أضراره على الطفل، وأحيانا نستخدمه في البخاخات التي تعطى للأطفال للوقاية ونتائجه تكون ممتازة.
الخلاصة أن الكورتيزون مثله مثل أي دواء أو علاج نستعمله وقت الحاجة وفي مواضع صحيحة وبجرعات مظبوطة، وستكون له فائدة كبيرة جدا في الشفاء العاجل من الأمراض التي ذكرتها سلفا، إنما استعمالاته العشوائية دون احتياج هو الذي يسبب العديد من الأضرار الناجمة عنه.