غزة - حنان شبات
أكد أخصائي أمراض القلب والشرايين الدكتور نائب رئيس قسم القلب في مستشفى شهداء الأقصى الدكتور إياد أبو شعيرة، أنَّ أمراض القلب المتعلقة بانسداد الشرايين أو الجلطات أصبحت غير مقصورة على فئة كبار السن، بل تتعدى فئة الشباب بصورة لافتة، مشيرًا إلى معظم المرضى في قسم القلب تتراوح أعمارهم ما بين الثلاثين والأربعين عامًا خلال الأعوام الخمسة الأخيرة.
وأوضح أبو شعيرة في حديث مع "المغرب اليوم"، أنَّ السبب الرئيسي في انتشار أمراض القلب في قطاع غزة هو التوتر والضغوط النفسية التي يعاني منها الشباب بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة والحصار المفروض على القطاع منذ أعوام.
وأضاف "إنَّ العامل الوراثي ونمط الحياة فضلًا عن الإسراف في تناول الشاي والقهوة والتدخين، إلى جانب الكيمائيات المستخدمة في الزراعة من أبرز أسباب انتشار أمراض القلب في غزة"، مشيرًا إلى أنَّ الزيارات الطبية التي يجريها بعض الأطباء الأجانب في بعض الأحيان لها أهمية كبيرة في تخفيف الأعباء عن المرضى خصوصًا في أوقات الحرب.
وأشار إلى أنَّ هؤلاء الأطباء يستفيدون أيضًا من المجيء إلى قطاع غزة، حيث أن الحالات التي يتم معاينتها في غزة تضيف لهم خبرات جديدة، لاسيما الحالات الحرجة خلال الحرب، مشيرًا إلى أنَّ بعضهم كان موجودًا في غزة وقت الحرب الأخيرة في صيف 2014، لاستكمال رسالة الماجستير أو الدكتوراه.
وتابع أبو شعيرة "إنَّ الطواقم الطبية الفلسطينية لها خبرات كبيرة وفي تخصصات نوعية أبرزها قسطرة القلب "، لافتًا إلى أنَّ عمليات القسطرة القلبية العلاجية والاستكشافية في قطاع غزة تضاهي الكثير من الدول الأجنبية، موضحًا "بمعنى أن مراكز القسطرة القلبية في دولة أوروبية مثل السويد موجودة في مدن محددة، ما يجبر المريض الموجود في القرى أو المناطق البعيدة على هذه المراكز للسفر وقطع مسافات طويلة للوصول إلى أحد هذه المراكز".
واستطرد "أما في قطاع غزة فيوجد مركزان تابعان لوزارة الصحة، الأول في مستشفى غزة الأوروبي جنوب قطاع والمركز الآخر في مستشفى الشفاء، بخلاف أربع مراكز خاصة موجودة تغطي مساحة القطاع، ما يسهل على مريض القلب الوصول إلى أي مركز في وقت قصير ومن دون عناء أو تعب".
وبيَّن أبو شعيرة أنَّ وزارة "الصحة" افتتحت مركزين لجراحة القلب في مستشفى غزة الأوروبي ومستشفى الشفاء، ما خفف العبء الكبير على المرضى من حيث السفر والتكلفة، فضلًا عن توفير تكاليف العلاج في الخارج، حيث أصبح يتم فيها إجراء أصعب عمليات القلب الجراحية وعمليات القسطرة القلبية، فضلًا عن عمليات القلب المفتوح وتركيب الدعامات القلبية".
ولفت إلى أنَّه لا توجد نسب محددة لمرضى القلب في قطاع غزة؛ لكن بالنسبة إلى مستشفى شهداء الأقصى الذي يغطي منطقة وسط القطاع فإنَّ معدل زيارة المرضى فيه حوالي 140 مريضًا شهريًا منهم 90 حالة يتم تحويلهم إلى قسطرة القلب.
وأكد أبو شعيرة أنَّ الحصار أثر بشكل كبير حيث يوجد نقص في الكثير من أنواع الأجهزة الطبية والأدوية، مطالبٌا برفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر لإدخال الأجهزة والأدوية اللازمة للمستشفيات.