القاهره - شيماء مكاوي
كشف عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال الدكتور مجدي بدران إن تدخين الأم والجدة يزيد من معدلات الاوتيزم، حيث وقال: يحتفل به العالم 2 أبريل/نيسان لتسليط الضوء على الحاجة للمساعدة على تحسين نوعية حياة الذين يعانون من التوحد.
وأضاف بدران في حديث خاص لـ" المغرب اليوم" أن تدخين الجدة أو الأم خلال الحمل يزيد من معدلات الأوتيزم بنسبة 53% والتفسير المحتمل هو أن التدخين يسبب خللا في الميتوكوندريا والشفرات الوراثية ، يمكن أن يورث للأجيال القادمة، و تدخين الأم خلال الحمل يزيد من معدلات الأوتيزم ويسبب التدخين نقصان كبير في مستويات مضادات الأكسدة خاصة فيتامين س وفيتامين هـ والبيتاكاروتين المصدر الرئيسي لفيتامين أ و الجلوتاثيون، والإجهاد التأكسدي يحدث إذا كان الجسم ليس لديه ما يكفي من المواد المضادة للأكسدة نيكوتين التبغ يضر تطور الأعصاب والمخ مما يضر عرقلة تطور المسارات العصبية الحرجة في المخ.
وتابع: "وهناك علاقة طرديه بين نقص الماغنيسيوم و تدخين التبغ والماغنيسوم مهدئ للمخ إذ يكسب الاسترخاء عن طريق زيادة الموصل العصبي الأساسي الجابا في المخ الذى يهدئ نشاط الدماغ عند إنخفاض الجابا يصبح من المستحيل على المخ الاسترخاء ونقص الماغنيسيوم سبب رئيسي في القلق و نوبات الذعر يقلل الماغنيسيوم من هرمونات الإجهاد و التوتر ويحول دون دخولها المخ ويحمى الماغنيسيوم المخ من الإلتهابات، وهناك معادن ثقيلة تنبعث من تدخين التبغ وهى سموم تضر المخ تتراكم في الجسم والمخ و تسبب أعراضا سلوكية وعصبية مثل النيكل والخارصين والكادميوم والكروميوم والرصاص الزئبق أهم السموم الأكثر شيوعا التي تتراكم ويعتقد أنها تلعب دورا رئيسيا في الأوتيزم .
اقرأ ايضا:مجدي بدران يُؤكد أنّ رائحة الأم تُشجع الطفل على الرضاعة الطبيعية
وتشتمل اضطرابات الأوتيزم مجموعة من المشاكل العصبية التنموية التي تبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة، تتميز بانخفاض التواصل الاجتماعي و التفاعل الاجتماعي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، مع أنماط سلوكية مقيدة و متكررة وأطفال يعانون من مشاكل في اللغة والتخاطب، ولا يميلون لمشاركة الأطفال الآخرين في اللعب، وينفعلون يغضبون عند محاولة التدخل في خصوصياتهم ، و كأنهم يعيشون مع أنفسهم فقط ولا يهتمون بمن ينظر إليهم وكأنهم لا يرونه ، و لا يستجيبون لمن يتحدث معهم وكأنهم لا يسمعونه .
واليوم يصيب الأوتيزم من 1 %- 2 % من الأطفال في العالم ، و كانت معدلات الإصابة من 4 – 5 لكل عشرة ألاف طفل سنة 1966، وأسباب الإصابة بالأوتيزم مازالت أغلب المسببات غامضة ، وهى في الغالب متعددة و محصلة لتفاعل مسببات جينية مع عوامل بيئية الأسباب الوراثية 25 % من الحالات، و الأسباب البيئية تتمثل في التعرض البيئي من عوامل الخطورة المحتملة للإصابة بالأوتيزم ، و التعرض يحدث قبل الولادة في الرحم و خلال الولادة و بعدها مباشرة، و برمجة الجنين خلال الحمل نحو الأوتيزم مثار إهتمام أبحاث العلماء حاليا ، و أدوية خلال الحمل ، و معادن ثقيلة سامة ، و جسيمات عالقة في الهواء الجوي، و إصابة الأم بالعدوى أو السكر أو الحساسية كالربو الشعبي ، و إصابة الجنين أو الوليد بالعدوى ، و سموم الفطريات ، و تلوث البيئة، و الأغذية المعدلة وراثيا، و التدخين و ترتفع نسبة الإصابة بين التوائم المتطابقة ( من بويضة واحدة و حيوان منوى واحد ) ، فلو أصيب طفل واحد ترتفع نسبة إصابة الأخر حوالي 36-95% من الحالات
وفي التوائم الغير متطابقين، ربما يصاب الأخر في 30 % من الحالات وإصابة طفل واحد في الأسرة يزيد من إحتمالات حدوث الأوتيزم مع طفل أخر من نفس الوالدين بنسبة من 2 – 18 % و تزداد نسب الإصابة في الأطفال الذين يعانون من أمراض وراثية أو نفسية أو أمراض التطور 10% من أطفال متلازمة داون ، و 10% في حالة وجود مرض نفسي، و تقدم عمر الوالدين ، و ولادة طفل مبتسر أقل من 26 أسبوع حمل ، أو ذو وزن قليل عند الولادة .
وتابع بدران قائلا: لم تعد حساسية الطعام مشكلة منفصلة عن الأوتيزم، و أظهرت الدراسات الوبائية أن نسب الأوتيزم ترتفع في وجود الربو في الأمهات و الحساسية أثناء الحمل، و كيمياء الحساسية أعلى لإي أطفال الأوتيزم، و تعرض الحوامل لمسببات الحساسية يزيد من فرص حدوث نقص الانتباه وفرط النشاط والتوحد لدى الأطفال
كما أن التحسس من بعض الأغذية يسبب إلتهابات في الغشاء المخاطي للأمعاء ، و يتحسس الجهاز المناعي من الجلوتين وهو بروتين من بروتينات القمح، و الجلوتين هو أكثر المواد قدره على أحداث حساسية للقمح مسببا 200 ضررا، و تصبح الخملات مسطحة وقصيرة وخالية من الخلايا الخاصة بالامتصاص، و تتفاعل المضادات المناعية المفترض أنها ضد القمح مع بعض بروتينات الجسم خاصة الجهاز العصبى للتشابة في التركيب الجزيئي مسببة الأوتيزم ، و جلوتين القمح يؤدى إلى زيادة إنتاج ماده بروتينيه تؤدى إلى انفراج المسافات البينية بين الخلايا المبطنة للأمعاء الدقيقة وبالتالي زياده تسلل المواد الغريبة عن الجسم من تجويف الأمعاء إلى الدم والترسيب في انسجه الجسم مما يؤدى الى تفاعل الجهاز المناعي مع هذه المواد الغريبة
وشكاوى متعددة في الجهاز الهضمي في أطفال الأوتيزم 76% لديهم شكوى واحدة على الأقل في الجهاز الهضمي ، و 64 % لديهم أكثر من شكوتين في الجهاز الهضمي تتكون مضادات أجسام ضد بروتين القمح ويتم تدمير الطبقة السطحية للخملات وبالتالي الإصابة بسوء الهضم والامتصاص ونقص اغلب المواد الغذائية وانتفاخ البطن و لين العظام والاسهالات المتكررة
و أكثر عرضة من 6 إلى 8 مرات لانتفاخ البطن المتكررة، و الإمساك، و الإسهال، و هناك إرتباط بين الشكاوى الهضمية و مشاكل السلوك و سوء التكيف في الأطفال الذين يعانون من الأوتيزم مثل التهيج و الانسحاب الاجتماعي، وتكرار القوالب النمطية، و فرط النشاط
وتتغير البصمة الميكروبية المعوية في مرضى الأوتيزم، و قتل البكتيريا النافعة بالمضادات الحيوية المتكررة خرب البيئة المعوية التي تعد تربة خصبة للمناعة يتم تجريفها بالأدوية العشوائية، و المضادات الحيوية ساهمت في انتشار الأوتيزم، و أطفال اليوم يتعرضون لسموم كثيرة جدا في الأغذية المصنوعة أو المحضرة خارج المنزل مما يمهد لأمراض جديدة باستمرار .
وتدعيم صداقات أطفال التوحد مع الأقران و من الأهمية تد ريب أطفال التوحد على التأقلم على الصداقات مع الأقران، و الصداقات مع الأقران مرضية جدا للطفل الذي يعاني من التوحد , للحد من الشعور بالوحدة و لاكتئاب
وهناك عشرة أسباب قد تمنع الذين يعانون من التوحد من الاحتفاظ بالصداقات، وربما يعانون من الإﺣﺒﺎط ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﺎوﻟﻮن ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺼﺪاﻗﺎت واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻬﺎ
والتفاعلات الاجتماعية في الغالب يمكن أن تكون صعبة التحقيق و مقلقة للذين يعانون من التوحد، وربما يجدون صعوبة في التحدث مع الآخرين و ينتابهم القلق.
و قد لا يعرفون ماذا يقولون أو كيف يقولون ما يعرفون، وقد لا يفهمون لغة الجسد وتعابير الوجه والإيماءات، وربما تصبح مجاراة الأصدقاء في الحديث أصعب من التحدث مع الغرباء، و يتميزون بالجمود ومن الصعب عليهم التنازل لأي تغيرات في سلوكي الروتيني التكراري .
وغياب الثقة في النفس و في إمكانياتهم، والخوف من تجارب الصداقات السابقة السلبية، و سهولة تعلق بعض الحالات بأشخاص بصور لصيقة غير مقبول اجتماعيًا مما يهدد استمرار الصداقات (They may appear to be too over-friendly )، و صعوبة تقبل الآخرين لهم في بعض البيئات ، و ربما هم أنفسهم لايفهمون عواطفهم، وقد لا يعرفون التوقيت المناسب للتواصل مع الأصدقاء
وأظهرت الدراسات الحديثة أن زيادة الإجهاد التأكسدي لدى الأطفال المصابين ب التوحد يسبب كمية هائلة من الالتهابات التي تسبب إعاقة تعلم اللغة، و الإعاقة الاجتماعية و الإدراكية، و المواد الغذائية المضادة للأكسدة يمكن أن تحسن أعراض التوحد.
وفرط نمو الكانديدا شائع في أطفال التوحد، و بعض سموم فطريات الكانديدا تسبب التهابات في الجهاز العصبي، و تقلل من إنتاج الموصلات العصبية خاصة السيروتونين، و الدوبامين و الأستيل كولين . تسيطر الموصلات العصبية على قدرة الدماغ على التركيز والهدوء، ومعالجة المعلومات بكفاءة, و عندما تقل يعتل المزاج و يظهر التعب، والاكتئاب، و القلق، و السلوكيات العدوانية ، والوسواس القهري، ونقص الانتباه والعديد من الأعراض النفسية ومشاكل معرفيه والنسيان والقلق والاكتئاب وقله التركيز والعدوانية ونوبات الغضب.
ووجود طفل مصاب بالأوتيزم يزيد من فرص إصابة الأبوين بالاكتئاب ، وهذا يضر الطفل نفسه، و البيئة المعوية الغنية بالبكتيريا الصديقة تقلل من فرص الأوتيزم، و الحمية الدقيقة مفيدة لمرضى الأوتيزم، و ربما تكون كتلة العظام منخفضة في مرضى الأوتيزم : تنخفض قوة العظام في مرضى الأوتيزم ، والتفسير ربما لقلة تناول الكالسيوم ، وقلة الحركة فيهم ، أو لعدم الاستجابة لهرمون للنمو شبيه الأنسولين، و الموسيقى تقلل من توتر أطفل الأوتيزم، و الموسيقى للأجنة تقلل من التوحد : دراسة حديثة بينت أن التدريب قبل الولادة من خلال كل من الموسيقى و كلام الأم للجنين قد يقلل من خطر السلوكيات التوحدية للأطفال في عمر 3 سنوات.
و الموسيقى تعزز التواصل :وجد حديثا أن استخدام الموسيقى و الأغاني المصاحبة للقصص المألوفة قد يساعد الأطفال المصابين بالتوحد على الانخراط بشكل طبيعي مع الآخرين
ويقدم الدكتور مجدي بدران مجموعة من النصائح والتي تتمثل في الاهتمام بالتواصل الأسري، و العناية النفسية بالأم الحامل و المتابعة الصحية لها و الترحيب الاستباقي بالجنين ، و الوالدين والعائلة يلعبون دوراً رئيساً وأساسياً و الأم هي المدرسة الأولى للطفل و تعاون الأسرة في التعليم والتدريب والتواصل يعزز تطور الطفل المتوحد وزيادة اكتسابه للمهارات الفكرية والسلوكية و الاجتماعية لوصول الطفل لمستوى فكري و نفسي أفضل.
و التدخل المبكر والانتظام في جلسات التخاطب و تنمية المهارات يؤثر على درجة التحسن، والتشخيص يجب أن يكون للمختصين وليس بواسطة الآباء أو الأصدقاء، ومكافحة التلوث البيئي، و مكافحة التدخين، و الحمية الغذائية بدون مشورة طبية خطأ شائع حيث تختلف المسببات الغذائية من فرد لأخر والحرمان العشوائي من الغذاء يسبب تفاقم الحالات . تجنب بعض الأطعمة، ولاسيما تلك التي تحتوي على الجلوتين كالقمح مشتقاته أو الكازين ,والامتناع عن الأغذية المسببة للحساسية تفيد في التحسن الملحوظ في مرضى التوحد في السلوك و الانتباه، و التخاطب
ممارسة الرياضة والاستعانة بالعلاج الطبيعي عند الحاجة، و الكف عن الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية.
قد يهمك ايضا:
مجدي بدران يؤكد أن الارتجاع المَعِدي المرِّيئي يُسبِّب الربو
مجدي بدران يتحدَّث عن إدمان الطعام والحساسية على قناة "القنال"