رام الله ــ محمد مرتجى
كشف مدير المستشفى التخصصي لطب وجراحة الأطفال "Dr.Matar" بفرعيها في روسيا وكازخستان، الطبيب الفلسطيني أسعد مطر، عن تفاصيل المؤتمر العالمي السابع لأمراض الذكور عند الأطفال، والذي سيعقد في العاصمة الروسية موسكو، أغسطس/آب المقبل، مشيرًا إلى أنّ المؤتمر يعقد كل عامين في دولة مختلفة حيث عُقدت النسخ السابقة منه في "تركيا، إيطاليا، كندا، بريطانيا، الهند، وألمانيا".
وأشار د.مطر إلى أنّ المؤتمر سيناقش جديد علاجات أمراض الذكورة، وسيتم بث العديد من العمليات الجراحية مباشرة من غرف العمليات لقاعات المؤتمر، للكشف عن جديد الطب العالمي، موضحًا أنّ أكثر من 200 أخصائي في طب الأطفال سيتحدّثون خلال المؤتمر.
وكشف د.مطر وهو أحد أهم الجراحين البارزين في علاج تشوهات الجهاز البولي والتناسلي عند الأطفال في روسيا، في مقابلة خاصّة مع "المغرب اليوم"، أنّ رحلة المؤتمر ستتضّمن زيارة إلى مسرح بولشوي، وحفل عشاء على متن قارب "راديسون رويال" - على نهر موسكفا، إضافة إلى رحلة إلى الكرملين، ويأتي هذا المؤتمر ضمن السعي الدؤوب له وزملائه الأطباء في مواكبة أهم ما توصّل إليه العلم أخيرًا وتبادل الخبرات بينهم.
وأمضى د.أسعد مطر وهو الابن الأكبر لأسرة مكوّنة من 6 ذكور و3 إناث، طفولته بين أزقة مخيم الشاطئ الواقع غرب مدينة غزة، ودرس المرحلتين الابتدائية والإعدادية في المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين. حيث أتمّ بعدها المرحلة الثانوية في مدرسة فلسطين بدرجات أهّلته للحصول على منحة لدراسة الطب العام في إحدى جامعات الاتحاد السوفيتي قبل انهياره.
وانتقل مطر إلى جورجيا، ودرس فيها اللغة الروسية، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي آثر مع العديد من زملائه الحصول على قبول إحدى الجامعات الروسية لإكمال دراسة الطب فيها، وحصل على بكالوريوس الطب والجراحة بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى عام 1997، والماجستير في جراحة الأطفال عام 1999، ليلتحق بعدها في ذات العام بمعهد أكاديمية البحوث العلمية لطب وجراحة الأطفال للحصول على درجة الدكتوراه، التي حصل عليها عام 2002، وعمل بعدها كمساعد جراحي الأطفال في المعهد حتى العام 2005 حين أصبح جراحاً رئيساً ومشرفاً على العديد من الجراحين المساعدين، ومنذ العام 2005 لم يغب د.أسعد عن معظم المؤتمرات والاتفاقات العلمية الروسية والدولية المتعلقة بجراحة الأعضاء التناسلية، لينال عدة مناصب شرفية في روسيا.
وأسّس د.مطر عام 2014 المركز الدولي لعلاج أمراض الذكورة عند الأطفال في موسكو، والذي يرأسه منذ ذلك الحين، كما وعمل خلال هذه الفترة على افتتاح أفرع جديدة للمركز في بلدان مختلفة، حتى استقال من وظيفته في الحكومة الروسية ليؤسس عام 2015 المستشفى التخصصي لطب وجراحة الأطفال Dr.Matar" ويدير فروعه المختلفة سواء في موسكو وكازاخستان، والذي يستقطب أعداداً كبيرة من المرضى من كافة دول العالم.
وأوضح مطر عن عمله أثناء دراسة الدكتوراه، أنّه "عملت في الفترة الصباحية كجراح للأطفال وأكملت الفترة المسائية كسائق للتاكسي في موسكو، ، أنهيت الدكتوراه كعامل جراح صباحي وعامل تاكسي مساءً، ومطهراتي للأطفال العرب والمسلمين في موسكو"، وفي العام 2005 شارك الدكتور مطر في أول مؤتمر عالمي لطب الذكورة، كممثل وحيد لدولة روسيا، الأمر الذي أثار إعجاب البعض، ومعارضة الآخرين كمدرسيه في المعاهد التعليمية الأخرى كون الدكتور مطر من أصول فلسطينية حصل على الجنسية الروسية.
واستذكر الدكتور مطر الأسبوعين الأسودين في بدايات حياته، في عام 1991 وبعد فوضى انهيار الاتحاد السوفيتي ، عاش ما يقرب الأسبوعين متنقلاً ما بين مطار فنوكوفو في موسكو ومحطات الباصات بسبب عدم وجود مكان للمعيشة وفقدانهم للمنحة الدراسية، الأمر الذي اضطره للسفر إلى أوكرانيا ودراسة سنة كاملة هناك قبل عودته لموسكو وإكماله من السنة الثانية للطب.
وحمل د.أسعد مطر على عاتقه هم الوطن في كل محفل دولي كان يشارك فيه، محاولاً إيصال الصورة الصحيحة التي تمثل الفلسطينيين كشعب يسعى لنيل أدنى حقوقه، ومؤكداً على حب الشعب الفلسطيني للعلوم المختلفة والسلام، ففي عام 2012 لم يكن الحصار المفروض على قطاع غزة حائلاً أمام وصوله إليه، حيث أجرى العشرات من العمليات النادرة والمعقدة للعديد من الأطفال في قطاع غزة ممن لم يحالفهم الحظ في السفر لإجرائها خارج القطاع، حيث كانت نسبة النجاح في جميع العمليات عالية جدا، كما أنّه على تواصل دائم مع الطواقم الطبية في قطاع غزة عن طريق أخيه الدكتور سهيل مطر، ناقلاً لهم آخر الأبحاث التي توصّل الطب الحديث إليها ونتائج المؤتمرات العالمية المختلفة، وهو ما ساعدهم على مواكبة التطور الطبي العالمي، كما قام في العديد من المرات بتقديم معونات مادية لشراء الأجهزة الطبية المعاصرة.
ويتكفل د.أسعد بدفع الرسوم الجامعية كاملة لعدد من الطلاب في قطاع غزة كي يتمكنوا من مواصلة مسيرتهم التعليمية في الجامعات والكليات المختلفة، وحاول د.أسعد إبراز هويته الفلسطينية في كل المؤتمرات وورش العمل التي كان يشارك فيها، حتى حين يكون ممثلا لدولة روسيا الاتحادية، وهو ما عرضه للوم في بعض الأوقات، إلا أن إصراره على ذلك كان يجبرهم على القبول، كما حرص على مشاركة الجاليات العربية عموماً والفلسطينية على وجه الخصوص جميعَ مناسباتهم الاجتماعية في دولة روسيا الاتحادية، وكذلك الظهور كفلسطيني في كل المناسبات الروسية الأهلية التي يحضرها.