الرئيسية » مقابلات
الكاتبة و أخصائي الطب النفسي دكتورة مي محمود عبد اللاه

القاهرة ـ عبير السيوطي

قدمت أجاثا كريستي من قبل, أدق و أخطر جرائم القتل في حبكه إنجليزيه فاخرة ، اختلط فيها السم بالعسل و كانت النتيجة روايات رائعة لم يتهمها أحد بالتحريض على ارتكاب جرائم ذات طابع ارستقراطي مثلًا

وتُعدّ تدوينة الطبيب قبيل انتحاره هي اقتباس من " قصاصات قابلة للحرق " لأحمد خالد توفيق ، و في هذه القصاصات بعض السياسة و بعض الفن و بعض الأمل و كلها تحمل طابعًا واحدًا كونها " قابلة للحرق " ،و المقصود أنها كتابات انتهت مدة صلاحيتها أو أنها عديمة النفع .

وقالت الكاتبة و أخصائي الطب النفسي دكتورة مي محمود عبد اللاه, إن أي نوع من المؤثرات التي حولنا سواء في صورة أدب مقروء أو مصور أو مسجل أو مرسوم أو منطوق أو حتى منشورات علي شبكات التواصل الاجتماعي ضمن ما يدخل استقبال الفرد في حياته اليومية قد يؤثر سلبًا أو ايجابًا علي نفسية الفرد حسب إدراكه واستقباله لها و تفسيرها عنده في الوعي واللاوعي في صورة أفكار أو سلوك أو مشاعر أو أعراض جسدية ، وعليه فإن نوع أدب الرعب ليس سببًا مباشرًا للإصابة بالاكتئاب ، قد يكون مؤثر محفز تم استقباله عند أفراد معرضين جينيًا أو تشريحيًا في المخ أو مزاجيًا في كيمياء الدماغ و ساعد علي تولد حالة مزاجية سيئة مثل هؤلاء الذين يتأثرون بمشهد درامي أو تراجيدي أو به فقد أو بكاء وإن جاز التنويه في هذا المقام فالأولي أن ننوه أن مشاهد الرعب والقلق المقروءة أو المصورة قد تكون محفز لأعراض القلق أو نوبات الهلع أو اضطرابات النوم بشكل أكبر عن تحفيز مزاج اكتئابي .

وتابعت أن كلًا أدب الجريمة و أدب الرعب أو الأدب بكل أنواعه فكلها كما ذكرت مجرد "مؤثر" ضمن المؤثرات المحيطة المختلفة المرئية و المسموعة و الملموسة و المقروءة ، يختلف كل منا في استقبالها ،فمن لديه ميول للجريمة قد يستقبلها كعنصر محفز لتولد أفكار للجريمة ،و منا من يستقبله كمستقبل للحذر والحيطة أكثر، و منا من يستقبله كأدب مجرد ومنا من يستقبله علي أنه مستقبل ممتع وحسب،ومنا من يستقبله كمؤثر مخيف وكل واحد يختلف في إدراكه عن الآخر حسب نظرية الإدراك الكلي لعالم السيكولوجي"جيشتالت" Gestalt Perception school .

وأضافت" يمكن القياس علي أي نوع أدب آخر أو أي مؤثر محيط بنا ... نأخذ في الاعتبار أننا في الغالب غير قادرين علي خلق بيئة خارجية محيطة تعد بحالة نفسية متزنة ولكن يمكننا بناء استقبال فردي داخلي ذاتي يوازن استقبال المؤثرات المختلفة بشكل أكثر ايجابية و أقل تأثيرا كمن يرتدي درع واقي تجاه الرصاصات المختلفة ...ولا ننسي أن الواقع هو عالم مرعب أكثر من رواية أو قصة مقروءة

وقالت إن الذكاء قدرة عقلية تختلف درجتها حسب العطية الربانية وكذلك جزء منه مكتسب وله أنواع ,و لا تختلف نسبة ذكاء الفرد في إصابته بالاكتئاب فلو فهمنا طبيعة المرض قسمنا أسبابه لأسباب تشريحية وظيفية لشكل الدماغ ( وهذا سبب قد يصاب به أي فرد أيًا كان ) و أسباب في اعتلال كيمياء الدماغ ( وهذا سبب أيضا قد يصاب به أي فرد أيا كان ) و أسباب جينية ( وهذا سبب أيضا قد يصاب به أي فرد أيًا كان حسب الميل الجيني للشخص ووجود أفراد من العائلة و حسب درجة القرابة تزيد أو تقل احتمالية الإصابة بالاكتئاب ) تبقي أسباب بيئية مثل : الأحداث والمشاكل و المعرقلات و المحن والفقد و ضياع الأمنيات  وهذا السبب الذي قد يختلف فيه شخص عن آخر حسب استقبال كل فرد لكل حدث ، منا من يستقبل الحدث علي انه محنة سيأتي بعدها منحة، منا من يستقبله علي أنه أزمة تنهي الحياة ، منا من يستقبله بالعجز ، منا من يستقبله كحافز لأداء أعلي ...الخ) , هناك فرد ذكي ذكاؤه يدفعه لأن يدرك بسهولة غدر صديق ، يعي ببساطة أن الترقية لم تناله لأن ثمة واسطة بالقصة ، يستوعب بكفاءة تجاهل شريك الحياة و ربما فرد آخر أقل ذكاء ينعم في جهله ويعتقد أن الأمور عادية وبسيطة وصديقه وعائلته وشريكه و وظيفته علي ما يرام وربما هذه نعمة منطبقة علي قول الشاعر : وذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ، وبالمثل فإن درجة حساسية وعاطفية الشخص تؤثر في مزاجه بسهولة فالشخص الحساس يدرك الألم بنسبته الكاملة ١٠/١٠ بينما سيكون أفضل له كثيرًا أن يجعله ٢/١٠ ولا يدخل بكل مشاعره في الحدث أو الموقف حد الانغماس, و حقيقة الأمر مع قليل من التدريب واكتساب مهارات التعامل مع الأزمات والنكبات والمحن والضغوطات و التخلص من المشاعر السلبية وهي بالمناسبة فرصة مكتسبة و تأتي بالتعلم أكثر تحققا لمن يمتلك نسبة ذكاء أعلي سيكون أقل عرضة للإصابة بأعراض الاكتئاب أو المزاج الاكتئابي ولن أقول ( مرض الاكتئاب بصورته الكاملة لأنه طبعا ليس فقط مجرد مزاج كئيب أو حزن أو ضيق ولكن له مفردات تشخيصية و أسباب وراثية و تشريحية وكيميائية مثله مثل أي مرض عضوي يصيب الإنسان أمراض الضغط والسكر و الكلي والكبد وليس كما مشهور أنه الشخص الأكثر ذكاءً و أكثر حساسية سيكون عرضة للاكتئاب أكثر فلو افترضنا هذه الفرضة فذكاؤه أيضا فرصة أكبر لتدارك المحن و المؤثرات الخارجية .

واختتمت قائلة "اعتقد أنه ليس هناك علاقة بين انتحار الشاب و بين قراءته لروايات دكتور أحمد خالد توفيق ، جميعنا يقرأ مثل تلك الروايات و أكثر منها بشكل مسموع أو مصور و كما نوهت سابقًا أن طريقة استقبال كل منا لكل مؤثر حوله مختلف، منا من قد يتنبه لأعراض الاكتئاب من رواية مثل هذه ومنا من يستمتع بالأدب مجردا ومنا من تأتيه الفكرة من فيلم أو رواية و منا من قد تفيده هذه الرواية بأن يكتشف أنه بحاجة للعلاج و ما انتهجه من انتحر من اقتباس من رواية معينة له عدة احتمالات فقد يكون مجرد اقتباس عادي جدا يقوم به أي فرد عادي سواء مكتئب أو يريد وصف حالة الاكتئاب و نقل أعراضه عن طريق اقتباس ما و قد يكون نوع من التوعية عن الاكتئاب وقد يكون نوع من الدعايا لرواية تعجبه و يظل احتمال انه إعلان لانتحار من الاحتمالات ,لم لا ولكن هي في العموم حالة فردية وسط ملايين القراء لنفس الرواية فلا يمكن تعميم الفكرة أو الموقف علي فرد ليعبر عن مجموع قراء بالملايين يجدون مثل هذه الكلمات و أكثر منها في كل مكان في التلفاز و في الشارع و في القصص و في الحياة اليومية حتي أصبح الرد العادي للبشر في الآونة الحالية عن سؤال : كيف حالك ؟ ...فيرد متبسطا : مكتئب والله . ووجب التنويه هنا أن اللفظ الدارج للفظة عندي اكتئاب أو مكتئب والله أو أنا في غاية الاكتئاب مختلف تماما عما يقصد به الاكتئاب المرضي التي يشخصها الطبيب ، ربما فقط تعبر عن الحالة المزاجية الكئيبة وهي جزء من مرض الاكتئاب الذي ندرجه في تشخيصات الأمراض النفسية و أيضا الحالة النفسية نفسها حتى تصبح جزء من الاكتئاب بالمفهوم الطبي لها مواصفات دقيقة حتى نستطيع كأطباء إدرجها في خانة الجزء ( كحالة مزاجية كئيبة) من الكل وهو( الاكتئاب) كمرض له عناصر متعددة وأسباب ذكرتها في الاسئلة السابقة .

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

استشاري حقن مجهري يوضح عن الحالات التي يُمنع فيها…
وزير الصحة الكويتي يُؤكد ثقته في وعي الناس لكن…
أيمن سالم يُوجِّه رسائل مهمة لمرضى الصدر بشأن الرياح…
استشاري يوضح مرضى السكري الممنوعين من الصيام في رمضان
أيمن سالم يقدّم روشتة لمٌصابي الأمراض الصدرية للصيام في…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة