بيروت- غنوة دريان
أكّد الدكتور جمال حافظ، أنّ الخوف من الموت هو حالة مؤثّرة على الإنسان يكون سببها إفرازا كيميائيا زائدا من الدماغ، وتتأثر وتقوى هذه الحالة بالعامل النفسي للإنسان، وتقسّم إلى شقين الأول الخوف من الموت بعمومه (مثل موت صديق، أخ، أب، أم، مشاهدة الأموات، الدم) وهي حالة بسيطة، والآخر هو قلق الموت الذي يعني قلق الإنسان من موته هو (موت الفجأة، الأمراض، الحوادث)، وهذه الحالة هي الأخطر والتي تستوجب العلاج إن كان نفسيا أو طبيا.
ويكشف الدكتور جمال حافظ، عن أعراض قلق الموت، خلال حوار له مع "المغرب اليوم"، إذ يُؤكّد أنّ من بينها الإحساس بضيق في النفس وهو الأكثر شيوعا، والإحساس بألم ووخز في الصدر في بعض، والشكوى من أمراض لا وجود لها، والكآبة والشتائم والنظرة القاتمة للحياة والخوف من الأماكن الضيقة والأماكن المضغوطة والبكاء دون سبب والانطواء والأرق والخوف من النوم.
ويضع الدكتور جمال حافظ، مجموعة من الحلول أهمّها "التوكل على الله سبحانه وتعالى (وإذا مرضت فهو يشفين) وتفويض الأمر لله تعالى، والإيمان بأن الموت حق وأنه سيصيبك لا محال فكل نفس بشرية ذائقة من هذا الكأس، والتوكل على الله وتقوية علاقة العبد مع الخالق كفيل بالتخفيف من قلق الموت، ومواجهة مخاوفك فالهرب منها لا يتسبب إلا في زيادة خوفك من هذه المخاوف والاقتناع بأن الخوف من الموت لا يمنع وقوع الموت (قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم) وشرب العصائر الطبيعية وأهمها الحمضيات بأنواعها فلمن لا يعلم فالحمضيات تزيد من كفاءة القلب والدماغ، والتوقف عن العادات الصحية السيئة مثل التدخين وشرب المنشطات مثل الريد بول وغيرها فهذه الأمور تزيد من وسواس المرض لدى الإنسان لعلمه بأنها غير صحية، وممارسة تمارين الاسترخاء، لأنها كافية لتنظيم تنفس الإنسان بشكل صحيح وتغذية الدماغ وإعطائه القدرة الكافية على التركيز وإشغال النفس بعمل مفيد".
هذه أهمّ النقاط العلاجية لحالة قلق الموت، لكن في بعض الحالات التي يكون فيها القلق شديدا ومؤثرا على حالة الإنسان وعمله ينصح دائما بالعلاج الطبي لهذه الحالة، فالسكوت عنها لا يؤدي بالضرورة إلى إنهائها ربما ستتفاقم ويصيب الإنسان أمراضا حقيقية نتيجة هذا الوسواس.