رام الله ـ المغرب اليوم
كشف الدكتور المختص في العلاج النفسي السلوكي والجنسي سفيان الزريبي، أن الاغتصاب في نطاق الزواج، هو إكراه أحد الزوجين للطرف الآخر على إقامة علاقة جنسية على الرغم من إرادته، مبينا أنه سلوك مرضي حيواني، باعتبار أن الرجل الذي يجد لذة في ممارسة الجنس بالغصب والعنف، ويستمتع بآلام شريكته في علاقة مليئة بالدموع والصراخ والنحيب وملطخة بالدماء هو شخص غير سوي.
وأكد الزريبي في تصريحات خاصة إلى "المغرب اليوم" أن الاغتصاب في إطار الحياة الزوجية لا يهم شريحة اجتماعية دون أخرى، وليس له علاقة بالمستوى الثقافي والأخلاقي أو بالتدين، مشددًا على أنه ليس علامة قوة، وإنما دليل ضعف ونقص في الثقافة الجنسية، واضطراب في الشخصية بما يؤدي إلى سلوك اندفاعي، وفقدان السيطرة على النفس، وعدم تحكم الشخص في أفعاله.
ويعكس فرض علاقة جنسية على الزوجة وفق الأخصائي النفسي، انعدام التواصل بين الطرفين وذهاب المودة والرحمة بينهما، وهو ما يؤكد وجود "إشكالية علائقية" مردها جفاف المشاعر بين الأزواج، واتساع الهوة بينهما وإحساس الزوج بفقدان القدرة على التقرب من شريكة حياته، واستمالة قلبها لدرجة يصبح معها غير قادر على ممارسة الجنس، إلا باستعمال العنف والإكراه.
وشدد سفيان الزريبي على أن العلاقة الجنسية القائمة على التعنيف والسادية والشذوذ، تخرج عن إطار العلاقة الزوجية العادية لتدخل في إطار ما يسمى بالعنف الجنسي" وهو مفهوم يدل قطعا على وجود إشكالية وصعوبات داخل النواة الزوجية، التي عادة ما يغلب عليها في هذه الحالات العنف وعدم التواصل والتفاهم.
وبيّن دكتور الزريبي أن الكثير من التونسيات يجدن أنفسهن أسيرات لدوامة العنف بما فى ذلك تعرضهن للاغتصاب، الذي غالبا ما يكون على أيدي أزواجهن. واعتبر أن الإشكال الحقيقي بالنسبة إلى هذا النوع من الجرائم، يكمن في عدم تقدم الزوجات اللاتي يتعرضن للاغتصاب الزوجي، بشكاية في الغرض. وأردف "امرأة واحدة فقط من بين أربع نساء يتعرضن للعنف المادي من قبل أزواجهن يقدمن شكاية".