القاهرة-شيماء مكاوي
أكَد عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال، وزميل معهد الطفولة في جامعة عين شمس الدكتور مجدي بدران بأن "فيتامين سي" يحمي من حساسية الأتربة. موضحًا "تتعرض مصر حاليًا لهبوب الرياح المثيرة للرمال والأتربة وتوالي درجات الحرارة انخفاضها. وتؤثر الرياح المعبأة بالرمال والأتربة سلبًا على مستوى الرؤية، وربما تسبب مشاكل في الأنف والحلق والجهاز التنفسي والعين في الإنسان، خصوصًا في ذوي الاستعداد الوراثي للحساسيات مسببة سيلان الأنف وانسدادها وبحة الصوت والسعال وضيق النفس، كما إن تراكم الأتربة داخل السيارات يسبب الحساسية لركابها".
وأوضح مجدي بدران لـ "المغرب اليوم"، "يقضي الكثير من الناس 90% من حياتهم داخل المباني سواء كانت منازلهم أو أعمالهم، والهواء يدخل الأماكن المغلقة، فلا غرابة من وجود الأتربة والغبار داخل البيوت وأماكن العمل المغلقة. ويتابع "الرياح تحتوي على الرمال و الأتربة ببلايين الأطنان ، كما تحتوي على الغبار وهو عبارة عن حبيبات صغيرة الحجم كالأتربة والرمال الناعمة ولربما يحتوي علي مركبات الرصاص".
وأضاف "كما تحتوي الرياح على العديد من الميكروبات بالملايين، وسموم البكتيريا تزيد من حساسية ضد حشرة الفراش، وسموم البكتيريا الداخلية عبارة عن مواد سامة الموجودة في أنواع معينة من البكتيريا. وتنطلق هذه الجزيئات الصغيرة عندما تتفكك هذه البكتيريا في الهواء وتصبح محمولة جوا يتنفسها المرء، وتسبب التهابات الشعب الهوائية".
وتابع بدران "تشمل مصادر سموم البكتيريا الداخلية الأوساخ والقاذورات، الغبار، و الهواء الخارجي، العديد من أنواع مختلفة من الفطريات، العديد من أنواع مختلفة من حبوب لقاح، العديد من مسببات الحساسية المشتقة من الحيوانات خاصة الأليفة، ملوثات الجو الأخرى، و ملوثات الهواء المنزلي موجوده حتى في نصف منازلنا على الأقل وتشمل مخلفات التدخين السلبي، والجسيمات العالقة قطرها أقل من 0.1 ميكرومتر وتبقى عالقة".
وأشار إلى أن "مسببات الحساسية المشتقة من الحشرات و القطط والكلاب تسبب أضرار تلوث الهواء و تختلف حسب عدة متغيرات وهي اولا حجم الجسيمات العالقة في الهواء، الجسيمات صغيرة الحجم الأكثر ضررا بسبب سهولة المرور عبر الأنف والحنجرة والقدرة على دخول الرئتين، ثانيا نسب و تركيز الجسيمات العالقة في الهواء ، ثالثا طبيعة الجسيمات العالقة في الهواء، رابعا فترة التعرض للهواء الملوث، خامسا العوامل البشرية مثل السن، والحالة الصحية، والمناعة ، والوراثة".
ولفت عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، "تشمل أضرار الهواء الملوث الاصابة بالالتهابات التنفسية، الاصابة بحساسية الصدر أو الأنف أو الجلد، قصور في الدورة الدموية، التلوث يعوق اكتمال نمو الرئتين". أما عن المخاط الزائد فأوضح بدران إنه "عبارة عن إنتاج المخاط في الشعب الهوائية وهو أمر طبيعي، و لو قل المخاط تجف المجاري الهوائية وتتأثر وظيفيا مع التعرض للأتربة خصوصًا في مرضى الحساسية الصدرية ويتم إنتاج المخاط بكثرة وتتغير طبيعته. وإخراج المخاط الزائد والبلغم وسيلة دفاعية مناعية لحماية الجسم والسعال وسيلة دفاعية ميكانيكية تطرد الأجسام الغريبة والإفرازات التي تعيق المجاري الهوائية خارج الجسم فتجعل الجهاز التنفسي نظيفا متسعًا".
وبيَن "من الأهمية شرب الماء والسوائل الطبيعية خاصة الدافئة، ارتفاع محتوى الماء في المخاط يساعد على ترطيب الهواء خلال مروره في المجاري الهوائية. ويعتبر المخاط فخ مناعي، فالمخاط لزج ولديه قدره عالية على لصق واصطياد الجسيمات الغريبة كالغبار والميكروبات، والمخاط يحتوي على مضادات ميكروبية طبيعية، بعضها يساعد على تدمير البكتيريا الغازية، ويحتوي المخاط أيضا على إنزيم اللايسوزيم وهو إنزيم مضاد للجراثيم".
ونوَه بدران إلى أن "ينتشر إنزيم اللايسوزيم في سوائل و إفرازات الجسم ، بما في ذلك الدموع واللعاب ، و يمزق مكونات الجدار الخلوي للبكتيريا ، مما يجعلها سهلة التدمير". أما عن كيفية حدوث الحساسية فيقول بدران: "عند التعرض الأول لمسببات الحساسية كالأتربة مثلا يبرمج الجهاز المناعي نفسه على كيفية التعامل عند أي تعرض جديد لهذه المسببات، وتتولد خبرة مناعية فتصبح الخلايا التحسسية على أهبة الاستعداد لأي غزو للجسم بمسببات الحساسية فتتسلح بمضادات أجسام مناعية تتحسس المسببات ،وسرعان ما تتفاعل معها مناعيا فتصدر الأوامر للخلايا التحسسية لإطلاق مواد كيمائية تنذر الجسم بدخول مسببات الحساسية".
وقالت "تسبب هذه المواد الكيمائية ظهور أعراض الحساسية المقلقة لكنها وسائل مشروعة للجهاز المناعي للتخلص من مسببا الحساسية، بالتخفيف من تركيز مسببات الحساسية بالدموع مثلاً أو زيادة إفراز المخاط في الأنف أو الصدر أو لطردها خارج الجسم بالعطس أو بسيلان الأنف أو العين أو الكحة و يسبب ذلك إرسال رسالة لتحذير الإنسان فيتحرك بعيداً عن مصدر التعرض لمسببات الحساسية أو يضطر للذهاب للطبيب و تناول الأدوية وبالتالي الحفاظ على الحياة".
وعن طرق الوقاية، أكد بدران قائلا "يجب تجنب الخروج من المنزل خاصة المرضى الذين يعانون من أمراض بالجهاز التنفسي خاصة مرضى الربو و مرضى حساسية الأنف و حساسية العين، واستخدام ماسكات ضد الأتربة، أو تغطية الأنف بكوفية أو إيشارب أو منديل ، و غسل الوجه و الرأس بعد الوصول ، و تنظيف الأنف باستمرار، و التخلص من الأتربة في المنازل أو أماكن العمل أو السيارات بالمسح بقطعة قماش قطني أفضل من الكنس، و تغطية أجهزة التكييف ، وإحكام غلق النوافذ والأبواب ، و تناول أدوية علاج الحساسيات خاصة الوقائية التي تباعد بين فترات حدوث أزمات تحسسية ، و رفع القمامة من الشوارع أولا بأول ، و رفع الأتربة المتراكمة من الشوارع والطرقات , فتيارات الهواء تنقلها إلى أنوف المواطنين و عيونهم وصدورهم و جلودهم وملابسهم و أغذيتهم".
وذكر الدكتور مجدي أنه تم الوصول الى ان "فيتامين سي يحمي الرئتين من الأتربة والهواء الملوث فيجب ان نسرع بتناول عصير البرتقال عند هبوب العواصف الترابية. لأن فيتامين سي من أهم مضادات الأكسدة على كوكب الأرض، فهو يساعد في نمو الأنسجة و اصلاحها . الجديد أنه يقي من الآثار السلبية للملوثات الهواء مثل الأتربة و عوادم السيارات، وأن خلال موجات الأتربة وتلوث الهواء فإن معدلات حدوث الأزمات الربوية والاحتجاز بالمستشفيات تتضاعف مع انخفاض مستويات "فيتامين سي"".
وفسَر بدران ذلك بقدرته على خفض الشوارد الحرة في المجاري الهوائية وبالتالي حماية خلايا الجهاز التنفسي من التهتك والتدمير، وأضاف "يعزز امتصاص الحديد، ويفيد في تكوين الكولاجين "خيوط الجلد الداعمة" المسؤول عن مرونة ونعومة ومتانة الجلد. والحفاظ علي لون الجلد ويعمل علي حماية الإنسان من التأثيرات الضارة لأشعة الشمس فوق البنفسجية ، و يساعد في تكوين العظام ، و يساعد في تكوين الأوعية الدموية و توسيع الأوعية الدموية ، و يمنح الجسم حيوية ونضارة لأنه يساعد الجسم علي امتصاص الحديد الموجود في الغذاء".
واستطرد "وفيتامين سي مضاد للأكسدة يحمي من السرطانات ، يساعد علي التئام الجروح ، و يرفع المناعة ، و يحمي من أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم ، و ينظم نسب الكوليسترول في الدم ، و يحافظ علي جمال العين ، ويحمي من الإصابة بالمياه البيضاء علي العين ، يحمي من مضاعفات مرض السكر. ويحمي من البرد، يحمي من التسمم بالرصاص ، و يقلل من معدلات الرصاص في الدم ، و يحمي من مرض النقرس أكثر التهابات المفاصل شيوعاً في البالغين".
وأكد زميل معهد الطفولة في جامعة عين شمس بأن، "العلاقة بين نسبة فيتامين سي في لبن الأم تتناسب عكسياً مع ظهور أعراض الحساسية الوراثية في الرضع، للحفاظ علي أكبر قدر من فيتامين سي في طعامك بجب معرفة ان فيتامين سي يفقد بالتسخين، القلي، التعقيم، البسترة، التخزين، التثليج، التجفيف، التجميد، ويفضل غلي ماء الطبخ قبل إضافة الخضراوات أو اللحوم".
وزاد "غلي الماء قبل وضع البطاطس، يحافظ على فيتامين سي الرافع للمناعة (30 مجم في الحبة المتوسطة) الذي يكثر في الجزء الملاصق للقشرة، ويخرج الغليان الأوكسجين من الماء وبالتالي لن يضيع فيتامين سي في التفاعل مع الأوكسجين. ويفضل تقطيع الخضراوات قطعاً كبيرة ثم تقطع لقطع أصغر بعد الطهو. ويقل فيتامين سي بالغليان والطهو المعتاد، الأفضلية تصبح من نصيب الفواكه والخضراوات غير المطبوخة".
وأما عن المصادر الطبيعية لـ "فيتامين سي" ختم بدران "تتربع الجوافة علي عرش الأغذية الغنية بفيتامين سي حيث تحتوي كل 100جرام 228مجم فيتامين سي. يليه الكيوي الأصفر 150مغم، ثم قشر الليمون 129مجم ، والكيوي الأخضر 92مجم ، و الفلفل الملون 80مجم ، والرضاعة الطبيعية مصدر جيد لفيتامين سي ، و مصدر جيد لإمداد الرضع بفيتامين سي , إذ تبلغ نسبة فيتامين سي في لبن الأم 40مجم في اللتر، وتزداد مع زيادة تناول الأم لهذا الفيتامين ، و تصل النسبة في لبن السرسوب "المسمار" الذي يفرز بعد الولادة 44مغم.