الرئيسية » مقابلات
اختصاصي أمراض النساء والتوليد والعقم الدكتور سيد الأخرس

القاهرة - شيماء مكاوي

كشف اختصاصي أمراض النساء والتوليد والعقم الدكتور سيد الأخرس، عن أسباب حدوث مرض بطانة الرحم المهاجرة، مشيرًا إلى أنَّه يحدث نتيجة خلل هرموني وخلل في الجهاز المناعي.

وأضاف الأخرس في مقابلة مع "المغرب اليوم"، أنَّ "خلايا شبيهة بالخلايا المبطنة للجدار الداخلي للرحم تنمو في مواضع أخرى من الجسم خارج الرحم، وتصيب الفتيات والنساء من عمر 8 أعوام وحتى سن اليأس وأحيانا تستمر أعراضه لما بعد سن اليأس".

وأوضح أنَّ "هذا المرض ترجع تسميته نسبة إلى بطانة الرحم وهو الغشاء المبطن للجدار الداخلي للرحم وهو المسؤول عن حدوث الدورة الشهرية، حيث أنه في كل دورة شهرية تنمو خلايا الغشاء المبطن للرحم لاستقبال الجنين وحينما لا يحدث إخصاب يحدث هدم لهذا الغشاء ويخرج من الجسم في صورة الدورة الشهرية وتتم هذه العملية تحت تأثير مجموعة من الهرمونات".

وتابع: "ما يحدث في بطانة الرحم المهاجرة هو أمر مشابه حيث تتواجد خلايا مشابهة للخلايا المبطنة للرحم، وهذه الخلايا تتأثر بالهرمونات أيضا مع كل دورة شهرية ولكن خارج الرحم حيث يمكن أن تتواجد في أي مكان بالجسم وتتسبب في حدوث التهابات وإلتصاقات وتجمعات دموية في صورة أكياس وهذه الأكياس حينما تنفجر تسبب انتشار المرض في أماكن جديدة ونتيجة لذلك تشعر الفتيات والسيدات بآلام شديدة أثناء الدورة الشهرية".

واستطرد: "من الأماكن الشائعة التي من الممكن أن يتواجد بها هذا المرض هي البطن كالمبيضين وقناتي فالوب وأربطة الرحم وعلى السطح الخارجي للرحم والغشاء المبطن لتجويف الحوض وفي بعض الأحيان تصل إلى الأمعاء خصوصا إذا كانت هناك جراحة سابقة والمتنة والمستقيم والمهبل وعنق الرحم، وفي بعض الحالات النادرة وجدت خلايا بطانة الرحم المهاجرة في الرئتين والجلد".

وأشار الأخرس إلى أنَّ "هناك دراسة حديثة أثبتت أن من يصاب بهذا المرض هو عرضة للإصابة بالسرطان خصوصًا سرطان المبيض والثدي والجلد ومرض المناعة الذاتية مثل التصلب العصبي المتعدد والتهاب المفاصل الروماتزمي ويحدث هذا المرض نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي للجسم لأنسجة الجسم نفسه، ومن أسباب حدوث بطانة الرحم المهاجرة "نظرية الحيض المرتد" حيث يعتقد برجوع دم الحيض عبر قنوات فالوب ليسبب انتقال الخلايا المبطنة للرحم إلى البطن حيث تستقر وتنمو ويعتقد الخبراء أن سبب حدوث هذا الأمر هو خلل في النظام الهرموني أو المناعي".

وأبرز أنَّ "النظرية الثانية تشير إلى أن انتقال الخلايا المبطنة للرحم إلي أماكن آخري يتم عن طريق الدم أو الجهاز الليمفاوي، وهناك نظرية ترجع سبب المرض إلى عامل الوراثة، وهناك نظرية أخرى تتحدث عن إمكانية أن تكون هذه الخلايا هي بقايا من الأنسجة الجنينية أي أنها موجودة منذ تكون الجنين وحدث لها تطور إلي أنسجة بالغة تحت تأثير ظروف معينة".

وبيَّن أن "هناك بعض الأبحاث تؤكد أن السموم البيئية التي تصل إلى الحيوانات والأسماك وبالتالي تصل إلى السلسلة الغذائية وهذه السموم لها تأثير على الجسم مشابه لتأثير الهرمونات وتتسبب في تلف الجهاز المناعي وحدوث مرض بطانة الرحم المهاجرة"، مضيفًا: "من أعراض مرض بطانة الرحم المهاجرة النزيف الشديد ، وألام عند الجماع بالنسبة للسيدات ، وتعب وإرهاق ، وألام أسفل منطقة الظهر وفي الأجناب ، وآلام شديدة قبل وأثناء الدورة الشهرية ، وعقم ، ومشاكل في الجهاز الهضمي وألم في الأمعاء ، وبعض الأمراض المناعية مثل الحساسية والربو ، والأكزيما".

وشدد الأخرس على أنَّه "يجب تشخيص المرض عن طريق إجراء منظار تشخيصي للبطن والذي يساعد الطبيب على رؤية خلايا بطانة الرحم المنتشرة داخل الحوض وحجمها ومدى تأثيرها ، وأيضا اكتشاف وجود أكياس دموية أم لا، كما يستطيع الطبيب تقدير حجم الالتصاقات وهذه المعلومات تساعد في تحديد مدى تطور المرض وأفضل طرق العلاج".

وزاد: "يمكن علاج بطانة الرحم المهاجرة عن طريق التدخل الجراحي لوقف الطمث عن طريق استئصال المبيضين ولكن يجب تعويض الجسم عن طريق الأدوية بالهرمونات التي كانت تفرز من المبيضين مثل هرمون الأستروجين وعندما يأخذون هذا الهرمون يشعرون بنفس أعراض بطانة الرحم المهاجرة لذا يجب على الطبيب عمل توازن بين العديد من الهرمونات الأخرى مثل البروجيسترون والتستوستيرون".

واستدرك: "يمكن علاج المرض عن طريق التدخل بالمنظار الجراحي ويعتبر هذا أحدث تقنية لعلاج مرض بطانة الرحم المهاجرة وهي فعالة أكثر من فتح البطن حيث يتم الدخول بالمنظار وفك الألتصاقات وإزالة الأكياس الدموية وكي خلايا بطانة الرحم المهاجرة وشفط التجمعات الدموية بالحوض والتطور التكنولوجي الهائل في جراحة المناظير ويساعد على خروج المريض بعد الجراحة في نفس اليوم كما أن الاستشفاء يكون سريعا".

واسترسل: "لكن للأسف لا يوجد علاج يقضي تماما على مرض بطانة الرحم المهاجرة ولكن سرعة التشخيص والعلاج خصوصًا العلاج الهرموني يقضي على الآلام التي تشعر بها المريضة ويساعدها على ممارسة الحياة اليومية كما يساعد الكثير من المرضى الذين يعانون من العقم على الإنجاب سواء بطريقة طبيعية أو بوسائل مساعده مثل الحقن المجهري"، لافتا إلى أن التطور الهائل في مجال المناظير يجعل من السهل التدخل بالمنظار إذا عادت الأعراض بعد عدة أعوام مع بعض المرضى.

 

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

استشاري حقن مجهري يوضح عن الحالات التي يُمنع فيها…
وزير الصحة الكويتي يُؤكد ثقته في وعي الناس لكن…
أيمن سالم يُوجِّه رسائل مهمة لمرضى الصدر بشأن الرياح…
استشاري يوضح مرضى السكري الممنوعين من الصيام في رمضان
أيمن سالم يقدّم روشتة لمٌصابي الأمراض الصدرية للصيام في…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة