مراكش - ثورية إيشرم
كشفت أخصائية التغذية الدكتورة جمانة اركيت في حديث خاص لـ"المغرب اليوم"، أنّ النظام الغذائي المتوازن لا يلعب فقط دورًا أساسيًا في أداء الرياضي، بل يساعده أيضًا على تجنب الإصابة بالأمراض، ويسرع الشفاء، ويمده بالطاقة للحفاظ على جسم ووزن سليم وصحي.
وبينت جمانة، أنّ النظام الغذائي المتكامل يرتكز على النشويات بنسبة 50% على الأقل- 60-70% للرياضيين، والبروتينات بنسبة 10-15% من مجموع الوحدات الحرارية اليومية، والدهون بنسبة 20-30% من مجموع الوحدات الحرارية اليومية، والسوائل والأملاح المعدنية والفيتامينات الضرورية دون اللجوء إلى المكملات الغذائية، مؤكدة "هكذا فقط نكون قد أكملنا الغذاء الصحي المتوازن".
ولفت جمانة إلى، أنّ "معظم المنشطات المستهلكة من قبل الشباب هي غير مؤيدة من طرف الدراسات العلمية، بل معظمها تحذر من تناول المنشطات ومحاولة تجنبها، خاصة وأن معظمها ذو مفعول وهمي، ومعظمها ممنوع من الـ"International Olympic Committee"، فالرياضي الذي يتبع حمية غذائية ملائمة وسليمة، ليس بحاجة إلى تناول أي منشط أو مدعم إذ أن الإكثار من بعض الأحماض الأمينية أو الهرمونات الموجودة في هذه المنشطات تضر الجسم أكثر مما تفيده، وتتسبب في مشاكل صحية كثيرة منها، احتباس السوائل في الجسم، ومشاكل في الكلى ومشاكل في زيادة الوزن، إضافة إلى مشاكل جنسية، وضرر خلوي في الكبد، فضلاً عن أمراض قلبية وأمراض في الضغط، وأحيانًا الموت المفاجئ واضطرابات نفسية".
وتابعت جمانة، أنّ "الدور الأساسي للنشويات هو تزويد الطّاقة لجسم الرياضي، فالمصدر الأول لهذه الطاقة هو ما يسمى بـ"الجليكوجين" (Glycogen) وهو السكر المخزن في الكبد، والمصدر الثّاني هو من الأكل والنظام الغذائي السليم"، موضحة أنّ الرياضي الذي لا يستهلك النشويات كما يجب خلال فترة التمارين، سينخفض تحمله للتمارين (Endurance)، فضلاً عن أدائه الرياضي (Performance)، مؤكدة ضرورة تناول الكمية والنوعية الملائمة من الكربوهيدرات قبل وخلال و بعد فترة الرياضة.
وألمحت أخصائية التغذية إلى،" أنّ الدور الذي تلعبه البروتينات هو تأمين الطاقة مثل النشويات، والحافظ على العضل فضلاً عن ذلك نتج الأنزيمات، وتحمل المغذيّات داخل الجسم، وكذلك الأكسجين إلى الدم، وإنتاج الهورمونات".
وذكرت الدكتورة، أنه "يجب تناول البروتين بمعدل 12-15% من مجموع الوحدات الحرارية اليومية، كما يجب تناول كميات ملائمة من الطعام الغني بالبروتين مثل السمك، اللحم، والدواجن، الألبان، والحليب، البيض والحبوب، أما بالنسبة للمقويات الغنية بالأحماض الأمينية فيجب تجنبها لأنها يمكن أن تسبب زيادة في الوزن ومشاكل في الكلى و الكبد وزيادة كالسيوم البول علاوة على الجفاف".
وشددت جمانة، على أنّ "الدهون هي المصدر الأساسي للطاقة، حيث تؤمن تسع وحدات حرارية في كل غرام ومعدل تناولها يتراوح بين 20 إلى 30% يوميًا من مجموع الوحدات الحرارية، وتتضمن الفيتامينات A,D,E,K والأحماض الذهنية الأساسية، اللأوميغا 3 و 6 المهمة للرياضي، أما بالنسبة لنوعيتها، فيجب تناول الدهون غير المشبعة كالزيوت النباتية، اللوز، الجوز، الفستق، الأفوكادو، السمسم، وتجنب الدهون المشبعة كالزبدة، السمنة، الأجبان الصفراء، بالإضافة إلى ذلك، فهي مهمة جداّ للحركات الرياضية التي تتطلّب وقتًا طويلاً، وكالمشي، السباحة والركض".
وأكدت جمانة، أنّ "للسوائل أهمية كبيرة إذ تحافظ على حرارة معتدلة في جسم الرياضي، خاصةً إذا كانت الحرارة الخارجية تفوق الـ36 درجة مئوية، ويجب على الرياضي شرب السوائل باستمرار ليس فقط عند الإحساس بالعطش، لأن حينئذ يكون الجسم قد خسر لترًا و نصف إلى لترين، فالمياه العادية هي جيدة و لكن المشروبات المنشطة هي أفضل لإعادة إصلاح الصوديوم، والبوتاسيوم، والإلكترولايتس، إلى الجسم بشكل أسرع بعد التعرق، خاصةً بعد الحركات التي تتطلّب القوة، و يجب شرب 3 أكواب من السوائل حيث كل كوب يساوي 240 ملل، مما يعني شرب 400 إلى 600 ملل من السوائل على الأقل قبل ساعتين من التمارين الرياضية، وشرب 150 إلى 350 ملل من السوائل كل 15-20 دقيقة، خلال التمارين الرياضية، فضلاً عن شرب 450 إلى 675 ملل من السوائل لكل نصف كلغ نخسره خلال التمارين الرياضية".