القاهرة - شيماء مكاوي
كشف اختصاصي علاج السمنة والتغذية العلاجية وعضو الجمعية المصرية لعلاج السمنة الدكتور مصطفى البحيري، أن وسائل التخسيس الموضعية التي تلجأ إليها الكثير من النساء ليست جميعها فعالة.
وأوضح البحيري في مقابلة مع "المغرب اليوم"، أنَّ "الرشاقة والصحة والوزن المثالي هو هدف كل إنسان، ولذلك أصبحت وسائل التخسيس هي الشغل الشاغل للناس في وطننا العربي، يتبعون كل شائعة يسمعونها، ويجرون وراء كل منتج يرونه في وسائل الإعلام دون تدقيق أو تحقيق، وقد انتشر في الآونة الأخيرة الكثير من الشائعات والمعلومات المغلوطة حول وسائل التخسيس الموضعي، وأسهمت القنوات الفضائية ووسائل الإعلام غير المسؤولة في نشر هذه المعلومات، التي بعضها حقيقي، وكثير منها هو مجرد وهم".
وأضاف: "كثير منا حاولوا إنقاصَ أوزانهم بوسائل متعددة، سواء بالرياضة أو الأنظمة الغذائية أو الأدوية والأعشاب، أو غيرها من الوسائل، لكن كثيرون يشغلون بالهم في أثناء رحلة إنقاص أوزانهم بتخسيس بعض المناطق الزائدة عندهم، أو شد ترهلات الجسم، والتي تسبب في بعض الحالات شكلاً غير ملائم، وغير مرضي للكثير من رواد عيادات السمنة، والذين لديهم استعداد لدفع أموال طائلة للتخلص من السمنة والترهلات في بعض مواضِع الجسم، مما كان دافعًا للبعض لاستغلال هؤلاء".
وتابع: "لذلك فسوف نعرض كل وسيلة من وسائل التخسيس الموضعي ومدى فعاليتها، أولا: جلسات شمع البرافين كثير من عيادات التخسيس تمارِس تلك الطريقة للتخسيس الموضعي، بعمل كمادات ساخنة من شمع البرافين بهدف إذابة الدهون موضعيا، وهذا من المغالطات الكبيرة؛ فقد يظُن الناس أنهم بمجرد تسخين المكان يفقد هذا المكان دهونه، وهذا خطأ، وقد يظن البعض أن شمع البرافين له خاصية إذابة الدهون، وهذا أيضا خطأ، بالإضافة إلى أنه غير علمي، وليس هناك أبحاث تؤيد تلك الفكرةَ".
واستطرد: "كذلك كل وسائل التخسيس التي تعتمِد على تسخين المكان، كأحزمة التسخين الكهربية، وهي أيضا ليس لها أي فائدة في تخسيس المكان، غير أنها تساعد على زيادة تعرق المكان، ومن ثم نُقصان قياسه نتيجة هذا الماء المتبخر، لكن هذا الماء سرعان ما يعود إلى مكانه مرة أخرى، فنكون قد أرهقنا أنفسنا فقط".
وأردف البحيري: "ثانيا كريمات ومراهم التخسيس الموضعي كريمات التخسيس تحتوي على بعض الزيوت الطبيعية التي تُسبب إحساسا بالحرقان في الجلد، مع بعض الزيوت المفيدة للبشرة، فكريمات التخسيس قد تكون مفيدة للبشرة والجلد في شد الترهلات نسبيا، وفي إعطاء مظهر لجلد مشدود، ولكنها علميا ليس لها أي دور في حرق الدهون الزائدة في الجسم".
واستأنف: "ثالثا الكافيتيشن والراديوفركونسي (cavitations and radiofrequency):وهي وسيلة فعالة جدًا في شد الجلد وتقليل الترهلات والتخسيس الموضعي، وتُستعمل على نطاق واسع في الدول المتقدمة طبيا كوسيلة تجميلية معتمدة فهي تعمل على تقليل سُمك الدهون تحت الجلد مع شد الترهلات دون أي آثار جانبية، كما تعمل على تقليل ما يسمى بالسيليوليت، وهو عبارة عن ألياف دهنية خفيفة الوزن تكثُر عند السيدات، وهي تشغل مساحة لكنها لا تزن كثيرا، فتعمل هذه الوسيلة على تخسيس المكان موضعيا دون التأثير على وزن الجسم، وهذا ينفي الفكرة الخاطئة التي ينشرها البعض بأن الكافيتيشن والراديو فركونسي يعملان على تقليل وزن الجسم بكميات كبيرة، والصحيح أنهما يُظهِران المكان بشكل أفضل وأقل مع زيادة بسيطة في نسبة استهلاك الدهون، فأنا أنصح بهذه الوسيلة؛ نظرا لأمانها وفاعليتها، ولكن يجب أن تتم تحت إشراف طبي للوصول لأفضل نتائج".
وزاد: "رابعا الميزوثيرابي وهو عبارة عن وسيلة للتخسيس الموضعي يتم فيها حَقن بعض المواد التي تعمل على تقليل السيليوليت في المناطق المُعالجة، والمواد المحقونة ليس لها آثار جانبية إذ لا تتعدى هذه المواد بعض المواد العشبية أو الفيتامينات أو المواد المنشطة للدورة الدموية، وبعض المواد الحارِقة للدهون، وهذه الوسيلة للتخسيس يجب أيضًا أن تستخدم تحت إشراف طبي؛ لضمان عدم استعمال أي مواد ضارة للجسم، والميزوثيرابي أيضًا لا يعمل على تقليل وزن الجسم، ولكن يعمل على تقليل الخطوط التي تظهر في الجلد، ويعمل على شد ترهلات الجلد مع تقليل حجم المكان المعالج، وهي أيضًا طريقة آمنة إذا استعملت تحت إشراف طبي، وباستعمال مواد غير ضارة".
وأكمل: "خامسا التخسيس بالليزر وهي وسيلة جديدة أيضًا لها نفس خصائص الكافيتيشن والراديوفركونسي في تقليل السليوليت، وشد الجلد والتخسيس الموضعي وبأمان أكثر، ويجب أن يتم أيضًا تحت إشراف طبي، وأنصح بإتباع هذه الوسيلة الآمنة أيضًا".
واختتم البحيري: "سادسا وأخيرًا، التمارين الرياضية وخصوصًا المشي وهي وسيلة فعالة جدا في التخسيس الموضعي بعمل تمارين للمكان المراد تخسيسه، وهي أكثر هذه الوسائل أمانًا وفائدة للجسم، لكنها تتطلَّب وقتًا وجهدًا للمواظبة عليها، لكن مع المواظبة لا تترك ترهلات بالجلد أو دهون زائدة بالمكان، وأنصح بها بشدة لكل من يريد تخسيس أماكن معينة في جسمه".