بيروت - أ.ف.ب
شجب الائتلاف السوري المعارض اليوم الجمعة ممارسات "الدولة الاسلامية في العراق والشام" التي وصفها ب"القمعية" وابتعادها عن الجبهات مع قوات النظام لمحاربة "قوى الثورة"، وذلك بعد يومين من سيطرة "داعش" في معركة خاطفة على مدينة في شمال سوريا منتزعة اياها من ايدي لواء منضو ضمن الجيش الحر. يأتي ذلك عشية انتهاء المهلة التي حددها الاتفاق الروسي الاميركي حول الاسلحة الكيميائية السورية، والذي من المفترض ان تقدم دمشق بموجبه لائحة بأسلحتها بحلول غد السبت، في حين اعلنت منظمة حظر انتشار الاسلحة الكيميائية ارجاء اجتماعها حول سوريا المقرر الاحد. وندد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية في بيان اليوم "بعدوان داعش على قوى الثورة السورية والاستهتار المتكرر بأرواح السوريين"، معتبرا ان ممارساتها "خروج عن إطار الثورة السورية". وهي المرة الاولى ينتقد الائتلاف بهذا الوضوح تنظيما جهاديا، بعدما اكتفى في مراحل سابقة بالتمايز عن المجموعات الاسلامية المتطرفة التي تقاتل النظام، من دون رفضها. وانتقد الائتلاف "ارتباط التنظيم بأجندات خارجية، ودعوته لقيام دولة جديدة ضمن كيان الدولة السورية، متعدياً بذلك على السيادة الوطنية"، و"تكرار ممارساته القمعية واعتداءاته على حريات المواطنين والأطباء والصحافيين والناشطين السياسيين خلال الشهور الماضية". كما انتقد احتكام الدولة الاسلامية الى "القوة في التعامل مع المدنيين، وشروعها بمحاربة كتائب الجيش الحر كما حدث مؤخرا في 18 آب/أغسطس بمدينة اعزاز بريف حلب"، مشيرا الى ان مقاتلي الدولة الاسلامية توقفوا "عن محاربة النظام في عدة جبهات". وسيطرت "الدولة الاسلامية" مساء الاربعاء على مدينة اعزاز التي كانت تحت سيطرة الجيش السوري الحر بعد معركة استمرت ساعات مع "لواء عاصفة الشمال" اوقعت قتلى وجرحى لدى الطرفين. وتوصل الطرفان الليلة الماضية الى اتفاق على هدنة، من دون حل المشكلة بين الطرفين المتقاتلين. وحصل الاتفاق برعاية "لواء التوحيد"، ابرز مجموعة مقاتلة ضد النظام السوري في محافظة حلب والمنضوي تحت الجيش الحر، بحسب ما ابرزت صورة عن الاتفاق حصل عليها المرصد السوري لحقوق الانسان. ونص الاتفاق على "وقف إطلاق النار فوراً، وخروج جميع المحتجزين بسبب المشكلة خلال 24 ساعة من تاريخ توقيع الاتفاق، ورد جميع الممتلكات المحتجزة لدى الطرفين". كما اتفق الجانبان على "ان يضع لواء التوحيد حاجزا بين الطرفين لحين انتهاء المشكلة في اعزاز"، وان "يكون المرجع في أي خلاف هيئة شرعية معتبرة من الطرفين". وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اكد الخميس ان بلاده ستزود الجيش السوري الحر بالسلاح ولكن "في اطار يخضع للمراقبة". وقال "الروس يسلمون (النظام السوري السلاح) في شكل منتظم، ولكن نحن، سنقوم بذلك في اطار موسع، مع مجموعة من الدول وفي اطار يمكن اخضاعه للمراقبة لانه لا يمكننا القبول بان تصل اسلحة الى جهاديين" وليس الى "الجيش السوري الحر". وياتي ذلك بعد نداء وجهه رئيس الائتلاف الوطني السوري احمد الجربا قبل ايام الى مجلس الامن الدولي طالبه فيه باصدار قرار حول سوريا تحت الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة الذي يتيح استخدام القوة. واعتبر الجربا ان "اعلان حظر استخدام الطيران والصواريخ والمدفعية ونزع سلاح النظام الكيماوي" مقدمة "لمعالجة الوضع السوري و(...) وقف التطرف ومحاربة الارهابيين وتنظيماتهم للوصول الى نظام ديموقراطي". في غضون ذلك، من المقرر ان تنتهي غدا المهلة التي حددها الاتفاق بين كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في 14 ايلول/سبتمبر في جنيف، على اتفاق لتفكيك الترسانة الكيميائية السورية. واشترطت موسكو ودمشق لتطبيق هذا الاتفاق ان يخلو القرار الدولي المزمع صدوره في شانه من اي اشارة الى استخدام القوة. وينص الاتفاق على ان تسلم دمشق "في غضون اسبوع"، اي في مهلة اقصاها السبت 21 ايلول/سبتمبر، قائمة باسلحتها الكيميائية. ولم يعرف اذا ما كانت هذه المهلة ملزمة. واليوم، اعلنت منظمة حظر انتشار الاسلحة الكيميائية في بيان من لاهاي ان اجتماعها "حول سوريا الذي كان مقررا في 22 ايلول/سبتمبر ارجىء" مضيفة "سنعلن عن المواعيد الجديدة في اقرب وقت ممكن". وقالت مصادر دبلوماسية ان النص الذي كان يفترض ان يشكل قاعدة عمل للاجتماع والذي يبحثه الاميركيون والروس ليس جاهزا بعد. والاجتماع الذي ارجىء عدة مرات، يفترض ان يتيح للدول الـ41 الاعضاء في المجلس التنفيذي درس انضمام سوريا الى المنظمة وبدء برنامج التخلص من هذه الاسلحة. في هذا الوقت، تجهد الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا) منذ الاثنين لايجاد مساحة تفاهم تنتج قرارا دوليا بحق سوريا ينظم عملية تدمير اسلحتها الكيميائية. وحض وزير الخارجية الاميركي جون كيري الخميس مجلس الامن الدولي على التصويت "الاسبوع المقبل" على مثل هذا القرار. وشدد كيري قبل توجهه الاحد الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، على اهمية "ان يعبر المجتمع الدولي (عن موقفه) بلهجة عالية وقوية"، داعيا الى قرار "يعبر بأقوى العبارات الممكنة عن اهمية تحرك تنفيذي ليتخلص العالم من الاسلحة الكيميائية السورية". في طهران، اعلن الرئيس الايراني حسن روحاني في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية على موقعها الالكتروني انه "مستعد (..) لتسهيل الحوار" بين النظام والمعارضة في سوريا. وقال روحاني الذي طلب لقاء نظيره الفرنسي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك الاسبوع المقبل "للبحث في الملف السوري"، انه يعتزم اتباع سياسة "اللقاءات البناءة". واعلن نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل في مقابلة مع صحيفة "غارديان" البريطانية نشرت الخميس ان النظام السوري سيطلب وقفا لاطلاق النار في حال انعقد مؤتمر جنيف 2 لتسوية الازمة السورية.