الدوحة - وكالات
أعربت كندا عن قلقها من طلب قطري باستضافة المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) وتعهدت بتكثيف جهودها لمنع نقل المقر الموجود في مدينة مونتريال منذ إنشاء المنظمة عام 1946. وكانت قطر فاجأت كندا مطلع الأسبوع الماضي بعرض مشروع نقل مقر إيكاو إلى الدوحة، وذلك في الوقت الذي كانت فيه حكومة ستيفان هاربر تتفاوض على شروط تجديد الاتفاق الذي ينتهي عام 2016 بين مونتريال والوكالة الأممية.ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مصادر بالمنظمة أن العرض القطري يتضمن بناء مقر جديد لإيكاو وتحمل نفقات نقل معداتها وموظفيها إلى الدوحة، وأي مصاريف أخرى تنجم عن صرف الموظفين الكنديين. وقالت الوكالة إن قطر لم تبلغ الأمر إلى وزير الخارجية الكندي جون بيرد خلال زيارته إلى الدوحة الشهر الماضي.وعلق بيرد على الموضوع خلال مؤتمر صحفي عقد أمس الجمعة في مونتريال قائلا إن "مونتريال هي المكان الطبيعي للوكالة الدولية للطيران المدني" مؤكدا أنه "لا يشعر بالقلق من حملة قطر" التي تتطلع لأن تكون الدوحة "مدينة ذات شهرة دولية".وأكد أنه تحدث حول الموضوع مع دولتين عربيتين لم يحددهما، مشيرا إلى أنهما كانتا "إيجابيتين وداعمتين" لموقف بلاده. ومضى قائلا "لا نشك بأن قطر ستكافح للحصول على أصوات من الجميع وخصوصا جيرانها، ونحن سنكافح للحصول على أصوات من ذلك الجزء من العالم".وتشير مشاركة وزير الشؤون الدولية في كيبيك جان فرانسوا ليسيه وعمدة مونتريال إبليوم، بالمؤتمر الصحفي ذاته، إلى القلق الرسمي الكندي الجدي من التحرك القطري وإلى ما يشبه الحملة المضادة لحملة الدوحة.وقارن بيرد خلال المؤتمر بين المناخ في كندا ونظيره في قطر قائلا "بالنسبة لي أفضل مناخ الفصول الأربعة على الطقس شديد الحرارة والرطوبة العالية ودرجات الحرارة التي تصل إلى أربعين درجة لمدة 12 شهرا في العام".من جهته قال ليسيه وزير الشؤون الدولية بالإقليم الساعي للانفصال عن كندا إن قطر ألمحت إلى الطقس البارد كأحد أسباب طلب نقل المقر، مؤكدا أنه من شأن التحرك القطري أن يشكل "واحدا من الأسباب الكبرى للتوحد في تاريخ كيبيك وكندا".وكان رئيس الوزراء الكندي ستيفان هاربر قد تطرق بدوره إلى الموضوع قائلا إنه ليس قلقا من إمكانية وجود شكاوى جدية من طريقة استضافة كندا لمقر المنظمة، مضيفا أن كندا وكيبيك كانتا مضيفين كبيرين لها "ولا يوجود سبب منطقي لخروجها من مونتريال، فهي مدينة متطورة ومركز لصناعة الطيران حول العالم".يُشار إلى أن المنظمة الدولية للطيران المدني هي الهيئة الوحيدة التابعة للأمم المتحدة التي تتخذ من كندا مقرا، كما أن العرض القطري بشأن استضافة المنظمة يأتي في الوقت الذي تتفاوض فيه كندا والمنظمة على عقد إيجار جديد للمقر الذي بني بكلفة قدرها مائة مليون دولار في تسعينيات القرن الماضي.ومن المقرر أن تتم عملية تصويت إزاء هذا الأمر في سبتمبر/أيلول المقبل، ويتطلب نجاح الطلب القطري موافقة ما لا يقل عن 60% من إجمالي 191 دولة عضو بالمنظمة الدولية للطيران المدني.وقد يكون لنتائج التصويت آثار اقتصادية وسياسية على كندا، حيث يعمل بمقر المنظمة 534 موظفا، وتقول إيكاو إنها تحقق نحو ثمانين مليون دولار سنويا لاقتصاد مونتريال وتوفر 1200 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.