الرياض ـ وكالات
اضطر مواطن سعودي في مكة المكرمة إلى اتخاذ سيارته في شكل منزل متنقل له مع أطفاله الثلاثة بسبب بطالته وتراكم الديون عليه وعجزه عن سداد الايجار. وتجهد سلطات أغنى بلدان العالم لانتشال أربعة ملايين سعودي يرزح تحت خط الفقر، في وقت يشكك المتابعون بجدية المعالجات الحكومية لإنقاذ ربع سكان البلاد الذين يعيشون على 17 دولارا في اليوم.ولا تفصح السلطات السعودية عن بيانات رسمية حول معدل الفقر في البلاد، إلا أن تقارير صحفية تداولتها صحيفتا "واشنطن بوست" الأميركية و"الغارديان" البريطانية اشارت إلى أن هناك ما بين 2 إلى 4 ملايين سعودي يعيشون تحت خط الفقر.وكشف وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي محمد الجاسر ان المساكن التي يسكنها السعوديون غير لائقة، مؤكدا ان 60% من السعوديين يمتلكون مساكن.وافادت تقارير حكومية ان 40% من السعوديين لا يمتلكون منازل.ويعتبر خبراء ان السوق العقارية في الرياض غير منظمة وتعاني عددا من المشاكل أبرزها النقص الشديد في المعروض والزيادة المستمرة في أسعار الإيجارات والمضاربة على الأراضي غير المطورة وطول فترة الحصول على التراخيص إلى جانب عدم توافر القدرة المادية بين معظم الشرائح التي يتركز فيها الطلب.وذكرت صحيفة "عكاظ" السعودية الجمعة أن صاحب المسكن طرد المواطن السعودي من الشقة لعدم دفعه ما تخلد بذمته.ونقلت الصحيفة السعودية معاناة المواطن والذي قال بنبرة متحسرة وحزينة "ضاق بي الحال سكنت وأطفالي في سيارتي الخاصة وهي ملكي الوحيد، والتي أصبحت منزلا متنقلا نأكل ونشرب وننام داخلها بمواقف مسجد التنعيم ونستخدم دورات المياه الخاصة بالمسجد".واضاف "في النهار أقوم بإيصال أبنائي إلى مدارسهم ويبقى الطفل الصغير برفقتي حتى خروج أشقائه حيث نتوجه إلى كبري البحيرات أو تحت الأشجار التي تقينا من حرارة الشمس حتى المساء وفي أيام العطل أعيد أبنائي لوالدتهم حسب اتفاق شروط الطلاق معها".وتصاعدت معدلات البطالة في المملكة التي تملك أكثر الموارد النفطية في العالم بعد ارتفاع عدد سكان البلاد من 6 ملايين عام 1970 إلى 28 مليونا حاليا.وسبق أن دعا الأمير طلال بن عبدالعزيز، رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند)، إلى بدء حركة أساسية لمكافحة الفقر في السعودية في إطار عملية التغيير والإصلاح التي يقودها خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.وقال "مادام الملك هو الذي بدأ بنفسه فلا عذر لعدم الوصول إلى الأرقام وإعلان الإحصاءات الصحيحة لمعدلات الفقر، ومن هم تحت خط الفقر".ر طلال عدم تحقيق نتائج قوية في هذا المجال بأنه "تلكؤ أو عدم قناعة من البعض". وتتشكل غالبية الفقراء من الأسر المهاجرة إلى السعودية التي لا تملك جنسية، أو من النساء الأرامل والمطلقات، الى جانب نسبة من العمالة الوافدة التي تقدر بمئات الالاف من غير السعوديين كالأفغان والمصريين واليمنيين الذين دخلوا المملكة واختلطوا بأهلها وتكاثروا.كما يدخل سنويا عشرات الالاف كحجاج الى المملكة ثم يختفون رافضين العودة الى ديارهم. وتقدر الأمم المتحدة وجود سبعين ألف شخص من عديمي الجنسية "البدون" في السعودية، وهم لا يحصلون على الإعانات الحكومية على الرغم من أن غالبيتهم ممن يعيشون تحت خط الفقر.