غزة ـ محمد حبيب
أكد الناطق باسم الحكومة الفلسطينية في غزة طاهر النونو أن مهرجان انطلاقة حركة فتح الـ(48) يمثل مناسبة وطنية هامة موضحًا أن حكومته معنية بضمان انجاح هذا المهرجان بتأمين إتمام هذه المناسبة الوطنية الكبيرة، مبينًا أن شخصيات حكومية ستشارك في المهرجان. وأكد النونو في مقابلة خاصة مع "مصر اليوم" أن الشرطة في غزة بكافة طاقاتها على استعداد كامل لتوفير الأجواء لتأمين الاحتفال.وأوضح أن الشرطة ستقوم بنشر عناصرها وفق خطة معينة تحفظ الأمن في محيط المهرجان بينما ستتولى حركة فتح الأمن داخل المهرجان. وشدد النونو أن الحكومة حريصة على توفير الأمن لجميع المواطنين وعلى مدار الساعة وخصوصا في المهرجانات التي تقام وأنها تقف على مسافة واحدة من كافة الفصائل والتنظيمات. وناشد أنصار حركة فتح الالتزام بما تم الاتفاق عليه بين الحركة والحكومة وهو الحفاظ على النظام العام داخل وخارج ساحة المهرجان. وأكد النونو أن المصالحة الوطنية بالنسبة لحكومته خيار استراتيجي لا رجعة عنها، وأنها ستتعاطى إيجابياً مع حالة المصالحة السائدة بين حركتي حماس وفتح. وأوضح النونو أن الحكومة لن تتوانى في كافة الإجراءات اللازمة من شأنها خلق أجواء مناسبة بين الطرفين.وأستهجن النونو اتهام البعض لحماس بعدم وجود نية لديها لتحقيق المصالحة لاستهوائها الحكم قائلاً :"الحكومة وسيلة وليست هدف لأن هدفنا هو تحرير فلسطين والقدس والأقصى وإعادة اللاجئين لأرضهم ووطنهم مضيفاً أولوياتنا تحرير الأرض والإنسان وغزة كانت ولا زالت قلعة شامخة ومربع صمود وخطوة على طريق تحرير الأرض والإنسان".وأضاف النونو :" إن الانقسام لم يكن بأيدينا ولا خياراتنا، ونحن نريد أن نخرج منه حتى نحقق وحدة الأرض والشعب".وأشار النونو في الوقت ذاته الى أن المصالحة تحتاج الى قيادة تمتلك ارادة انهاء الانقسام، وتعمل تحت برنامج وطني يتوافق عليه ابناء شعبنا، ويهدف إلى حماية الثوابت والمقاومة.كما أكد النونو أن ملف المصالحة سيبقى بيد مصر التى تتولى رعايتها باعتبارها أكثر استقلالية فى الدول العربية من حيث المصالحة الفلسطينية.وفي سياق آخر، شدد النونو على فشل سياسات الاحتلال ضد القطاع، مشير إلى أن الحكومة حافظت على الاستقرار الأمني وقدمت نموذجا في الحكم الرشيد، رغم الصعاب التي مرت بها.وقال النونو إن قصف طائرات الاحتلال لمقر رئاسة مجلس الوزراء في الحرب الأخيرة على غزة يعكس درجة "الغيظ الصهيوني" من الحكومة وانجازاتها ونجاحها في إدارة المرحلة والتعاطي مع القضايا السياسية المختلة.وذكر النونو أن الاحتلال يرى بقصفه لمقر مجلس الوزراء أنه يستهدف الانجازات، مشددا على أن الحكومة ماضية بثبات ورباطة جأش، وإدارة شؤون البلاد والوطن، مؤكداً أن هذا لن يثنيهم عن شيء.وفي موضوع الاعمار وقال الناطق باسم الحكومة في غزة إن حكومته في أعقاب الحرب الأولى على القطاع قدمت أموالاً ومخصصات لأصحاب البيوت المدمرة لإعادة إعمارها، وهذا تم بجهود ذاتية من الحكومة.وأضاف النونو أن الحكومة اجتهدت من ذات نفسها لتمويل أعمال إعادة الإعمار، بعد أن قدمت منحاً للإيواء ومساعدات للأسر التي فقدت منازلها وكل ما تحتويه خلال الحرب.وشدد النونو على أن الحكومة تقوم في هذا الجانب بدورها الكامل، وأن كل ما تعهدت به الدول العربية كان تعهداً إعلامياً فقط، باستثناء قطر التي ستبدأ مع بداية العام المقبل بالخطوات العملية على طريق الإعمار.وكشف النونو عن أن الحكومة في غزة ستبدأ في القريب العاجل ببناء ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية خلال عدوان الأيام الثمانية، مشيراً الى أن هناك وعودا من دول عربية وإسلامية للمساهمة في إعمار القطاع، داعياً هذه الدول للالتزام بما تعهدت به والقيام بواجباتها تجاه أهالي غزة.وأكد النونو أن الوزارات في حكومته قدمت نموذجاً جيداً للعمل الحكومي رغم الظروف الصعبة.وذكر النونو أنه لو أتيحت للوزارات ظروفاً أفضل لكان الناتج أفضل والخدمات المقدمة أحسن، مشدداً على أن الحكومة ستواصل تحمل مسؤولياتها تجاه أبناء شعبها وستعمل على تخفيف معاناة المواطنين في شتى المجالات.وحول ما نشر بشأن ازدياد شعبية الحكومة في غزة و حركة حماس بعد الحرب الأخيرة على القطاع اعتبر النونو أن الاحتشاد الكبير من الفلسطينيين لحضور مهرجان انطلاقة حركة حماس قبل أيام في ذكرى مرور 25 عاما على تأسيسها يؤكد انتصار برنامج الصمود وخيار المقاومة.ورأى النونو أن حركة حماس الآن أكثر قوة وأكبر عددا من ذي قبل. وأضاف النونو أن مشروع المقاومة يوحد ولا يشتت، مضيفا أن خطاب رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في حفل الانطلاقة حمل إستراتيجية واضحة المعالم تعبر عن كل الفلسطينيين وليس فئويا.