الدار البيضاء ـ جميلة عمر
أكّد رئيس مكتب محكمة النقض والعضو المركزي للودادية الحسنية للقضاة الأستاذ نور الدين الرياحي، الملقب بـ"صقر القضاة"، والذي قدم الكثير لهذه المهنة الجليلة، أنّ أقلام وفكر القضاة لا يفرق بينها انتماء جمعوي مهني، ولا طائفة قضائية، معتبرًا أنَّ تلهف شباب الودادية على موضوع الديمقراطية، ومطالبتهم بحق دستوري، لم يعد منّة، ولا عطاء، بقدر ما هو حق في البقاء.
وأضاف "صقر القضاة"، المعروف بكتاباته على صفحة القضاة، والتي كان آخرها تقديمه باقة متنوعة عن صحوة شباب الودادية، ونضال شيوخها والدفاع عن الكرامة القضائية التي تبتدئ من الحرية في الرأي و التعبير دون حجر أو تقصير، في حديث إلى "المغرب اليوم"، موضحًا "لقد أحسست اليوم بأنّ أقلام وفكر القضاة لا يفرق بينها انتماء جمعوي مهني، ولا طائفة قضائية، لقد شعرت وأنا أرى تلهف شباب الودادية على موضوع الديمقراطية، وراء التغريدة التاريخية للأستاذ عبد الهادي آمين، والمشاركة الصادقة لأقلام الشباب، ومطالبتهم بحق دستوري لم يعد منة ولا عطاء بقدر ما هو حق في البقاء، لقد شعرت شخصيًا بأنّ صحوة شباب الودادية قد أقبلت بعنفوان شبابها ونضال شيوخها".
وتابع "أبهرني كما أبهر كل المتتبعين للشأن القضائي أنّ فجر الاستقلال الحقيقي لقضائنا قد بزغ، لأنّ أيّ استقلال يبدأ من استقلال إرادة القضاة، وهو مطلب عزيز ناضل من أجله قضاة شرفاء، وضحى لتحقيقه ثلة من شيوخنا العظماء، وتركوه للشباب ليكملوا مشواره الشاق، فإذا بحلمهم قد تحقق، في هذه المرحلة من تاريخ البلاد، على أيديكم، وإذ بأشعة من الأمل تبرق لتضيئ نفقًا أظلم، مبشرة بغد أسلم، غد يتحقق فيه جمع الشمل وتوحيد الكلمة، في الطرق التي لا يعدمها فكر القضاة الثاقب، ولا ينال من عزمها تواطؤ المسترزقة الغائب، هذا الغد هو رهان للقضاة كافة من كل الانتماءات".
وأردف "من يختلف من القضاة في الديمقراطية والاحتكام إلى صناديق الاقتراع، ومن يختلف بينهم في عنوان الاستقلال وعدم التبعية، من يختلف في الدفاع عن الكرامة القضائية التي تبتدأ من الحرية في الرأي والتعبير دون حجر أو تقصير، من يختلف في أنَّ اللحظة لحظة اختيار، والوقفة وقفة اعتبار، وأنَّ الشباب هو المستقبل، ودون ذلك أمر مفتعل، وأساليب الخنوع والمكر هي التي أعطت الصورة القاتمة علينا مدى الدهر".
واعتبر أنَّ "الزمان أراد لنا اللقاء في الأفكار، نحن من ندافع عن الأوكار، ونبعد عن محراب عدالتنا العار، نحن من نعيش في هذا الوطن، ونرعى حسن الجوار، لا نريد وجهان، فنحن أصحاب الحق دون خذلان، ومن أراد لنا العبودية والشنآن سنطرده طردة شيطان، وسنرجمه بالأحجار والقطران".
وأشار إلى أنَّ "القضاة والمغاربة يغترفون القيم من عدالة السماء، وفي سبيل الكرامة يكفيهم خبز دون حساء، وعلى سبيل العزة يفترشون الأرض دون غطاء، من يختلف على أنَّ لذتنا استنشاق الهواء، وأنَّ آذاننا صماء عن الهراء، ومودتنا الصفاء، وأنه عار محاربة من اختار في الانتخابات النقاء".
ورأى أن "من نصب لحرية الإرادة خيمة عزاء شخص جبان"، مبرزًا أنه "لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى تراق على جوانبه الدماء، والقضاة ليسوا بعبيد أو إماء، بل هم فحول الوغى والإباء، وورثة الرسل والأنبياء، طعنهم عار من الوراء، فهم أسود لا ينفعها في الطوى حياء، وهم جبال لا تعرف الانطواء"، مؤكّدًا أنَّ "الشعب الغربي بات على كلمة سواء".