القاهرة ـ أكرم علي
أكَّد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير أحمد بن حلي، أن الجامعة تتابع بالتنسيق مع مصر والنرويج، التزام الدول بالتعهدات التي أعلنتها خلال مؤتمر إعادة إعمار غزة، في القاهرة.
وأضاف أحمد بن حلي لـ"المغرب اليوم"، أن هناك لجنة مشتركة تضم فلسطينيين، إلى جانب الأمم المتحدة للتعامل مع إجراءات إعادة بناء غزة من خلال التمويل الذي سيتم جمعه، لافتًا إلى أن المبادرة تضع القضية الفلسطينية في مقاربة جديدة، بحيث لا يتكرر العدوان الإسرائيلي، كما أنها وضعت القضية على مسار الحل بشكل زمني محدد، مثلما طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي أدرك الآن الخطر الذي تتعرض له غزة.
وشدد على أن ما حدث في مؤتمر غزة يجب أن يتم تجسيده على أرض الواقع، فضلا عن متابعته من خلال الدول التي أشرفت على المؤتمر، وكذلك منظمات الأمم المتحدة، موضحًا أن الجامعة العربية دائما في تشاور مع لجنة تنسيق المساعدات الدولية لقطاع غزة، وتنسق مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والذي يعمل على التواصل مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي.
وطالب أحمد بن حلي، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية دخلت مرحلة جديدة، وعلى الجميع الضغط على إسرائيل لرفع الحصار عن فلسطين بأكملها .
وحول الترتيبات الخاصة بالقمة العربية المقبلة، أبرزالأمين العام المساعد أن الجامعة تقوم بتجهيز الترتيبات الخاصة لعقد القمة العربية المقبلة في القاهرة، في آذار/ مارس المقبل، وتعمل على وضع رؤية شاملة وعميقة لتطوير أداء الجامعة العربية وتغيير الأساليب والمناهج التى حكمت الفترة السابقة من تاريخها وتعديل ميثاقها الذى تم صياغته منذ 70 عاما، وفق مرئيات وآليات عمل تتوافق مع المتغيرات والمستجدات التى شهدتها المنطقة فى السنوات الأخيرة.
وتابع قوله "سنعرض على الدول الأعضاء رؤية التطوير من خلال الجوانب المالية والإدارية ومن رؤية استراتجية شاملة لتدخل الجامعة العربية مرحلة جديدة وتتفاعل مع المخاطر التي تواجه المنطقة العربية في الوقت الراهن".
وبيّن أنه لا مفر من أن تستعيد الجامعة العربية التحكم في الوضع الراهن والتأثير على الأحداث من خلال إعادة توجيه سياسة الجوار العربي نحو خدمة الهدف المشترك للشعوب العربية التي أصبحت مهددة بالتفكك والخراب في الوقت الراهن، مضيفًا "نسعى لتفعيل القدرات المتاحة، من خلال الإعلام الذي يمكنه لعب دور أساسي وبارز في خدمة شعوب المنطقة ومواجهة ثقافة الفتنة والتطرف وترويج الجهل واستغلال الدين، وضرورة تمكين المرحلة المقبلة في العلاقات العربية ـ العربية في مجالات الأمن والسياسة الخارجية وتبادل المعلومات الأمنية".
واسترسل حديثه قائلا "نعمل في الوقت الراهن على تحديد القضايا الرئيسية التي سيتم مناقشتها في القمة المقبلة وأبرزها القضية الفلسطينية ومتابعة إعادة إعمار غزة، وضرورة حل الدولتين وإنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، فضلا عن القيام بوضع التطورات الخاصة بمواجهة التطرف في المنطقة وخصوصًا "تنظيم داعش" في سورية والعراق، والعمل على ترسيخ قيم التسامح والوسطية والاعتدال وتعزيز قنوات الحوار والتسامح بين الحضارات والثقافات والأديان على أساس مـن التكافؤ، ولم نغفل الشأن الليبي وما تعانيه في الوقت الراهن ودعم المؤسسات الشرعية في ليبيا وضرورة تأمين الحدود بين الدول العربية".
ولفت إلى أن الجامعة العربية لم تتخذ أي قرار بشأن مقعد سورية في القمة العربية المقبلة، موضحًا أن القرار سيناقش خلال فترة لاحقة.