الرباط- علي عبداللطيف
قلل عبدالعالي دومو من قرار المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والقاضي بتجميد مهامه ومسؤولياته إلى جانب القيادي رضا الشامي كزعيمين لتيار الديمقراطية والانفتاح
واعتبر دومو أنَّ التيار قرَّر القطيعة والانشقاق عنه بسبب خلافات حادة في التوجُّه والقناعات السياسية التي اتخذتها القيادة الحالية للاتحاد الاشتراكي مع عهد الكاتب الأول للاتحاد إدريس لشكر.
وذكر دومو، خلال مقابلة خاصة مع "المغرب اليوم"، إنَّ أي "مناضل شريف لن ينخرط في مكتب سياسي فيه منحى نحو الفساد، والمكتب السياسي لحزب الاتحاد الذي توجد به نزعة الفساد لن يصبح طموح أي اتحادي شريف".
وشدَّد دومو على أنَّ "القطعية مع التردي السياسي اتخذه تيار الديمقراطية والانفتاح يوم 20 كانون الأول/ ديسمبر الجاري".
وبيّن دومو أنَّ التيار شدَّد على أنه بالنظر إلى أنَّ الاتحاد الاشتراكي بالقيادة الحالية مستمر في تكريس الانحرافات، عبّر التيار عن "ضرورة القطعية وإحداث انتفاضة هادئة".
وذكر دومو إنَّ آلة الاتحاد الاشتراكي معطلة وينخر أجهزتها الفساد، ولذلك لا يمكن أنَّ تساهم في ديمقرطة البلاد.
وبشأن الإطار الذي سيعمل فيه التيار بعد القطيعة مع الاتحاد الاشتراكي، إذا ما كان من خلال حزب جديد أو بالاندماج في حزب آخر قائم، أكد عبدالعالي دومو "إنَّ الخيار سيقرره المناضلون في الاجتماع المقبل للسكرتارية الوطنية لتيار الديمقراطية والانفتاح بتشاور مع الأقاليم والجهات بعد تقييم الواقع وبعدها سنتخذ القرار المناسب".
وأشار إلى أنَّ "الهدف الفكري للتيار هو أنَّ يحدث انتفاضة هادئة لجميع الاتحاديين من أجل المساهمة في تخليق المشهد السياسي، والسياسة اليوم في المغرب أصبحت دون أخلاق، ولذلك جعل التيار من بين أهدافه المساهمة في تخليق المشهد الحزبي في المغرب".
وشدَّد المتحدث لـ"المغرب اليوم" على أنَّ من بين أهداف التيار الأخرى "تقوية الديمقراطية الداخلية من أجل ديمقرطة المسار المؤسساتي، ولا ديمقرطة للمسار السياسي وآلة الإصلاح معطلة"، في إشارة إلى أنَّ من آليات الإصلاح في البلد هي الأحزاب السياسية، لكن هذه الأحزاب معطلة وتفتقد للديمقراطية الداخلية، الأمر الذي يعني أنَّ الأحزاب لا يمكن أنَّ تصلح الشأن العام للبلد إنَّ هي لم تتوافر على آليات ديمقراطية داخلية تحتكم إليها فيما بينها.
واعتبر المتحدث أنه عندما افتقد الاتحاد الاشتراكي "شروط التخليق والديمقراطية الداخلية، قرَّر التيار أنَّ يذهب لأي إطار آخر يمكن أنَّ يوفر هذين الشرطين".
وذكر إنَّ المغرب بحاجة اليوم إلى "إقرار المساءلة الحقيقية للمسؤولين كيفما كان موقعه في المسؤولية"، مؤكدًا أنَّ "أي مسؤول عن الشأن العام يجب أنَّ يساءل حقيقة؛ لأنه الآن لا توجد إلا مساءلة شكلية".
وأعرب عن أمله في أنه "من الممكن أنَّ يعود للفعل السياسي مصداقيته".
وبشأن المبررات المعقولة التي دفعت تيار الديمقراطية والانفتاح إلى قرار الانشقاق عن حزب الاتحاد الاشتراكي، شدَّد دومو على أنَّ تخليق المشهد السياسي فكرة أساسية ومبرر كافي لكي لا يستمر التيار في العمل من داخل الاتحاد.
وذكر عبدالعالي دومو: "لا يمكن أنَّ يتحول حزب القوات الشعبية وحزب عبدالرحيم بوعبيد وعمر بنجلون واليوسفي والقادة الشرفاء التاريخيين للاتحاد إلى حزب يتحارب ويتصارع حول المواقع من أجل ريع سياسي"، متسائلاً: "هل عندما يصبح الحزب من هذا الصنف سيبقى يؤدي مهامه التاريخية التي جاء من أجلها؟".
وأضاف بدهشة: "ما هي المواقع المشرفة التي يحتلها حزب الاتحاد الاشتراكي الآن". مؤكدًا أنَّ "حزب الاتحاد الاشتراكي الآن أصبح يحتل مواقع تدبر الطموحات الشخصية وموقعًا للتهافت على الريع السياسي ليس إلا".
وشدَّد على أنَّ تياره "يرفض هذا المنطق فكريًا وسياسيًا، لأنه لا يمكن أنَّ يكون هذا المنحى لحزب نبيل وله رصيد تاريخي مثل الاتحاد الاشتراكي".
وبيّن أنه وتياره حينما ينتقدون الوضع القائم داخل الاتحاد الاشتراكي، فإنهم يتحدثون عن فكر وليس عن صراع شخصي ضيق مع الكاتب الأول للاتحاد إدريس لشكر.
وشدَّد على أنَّ تياره "يناقش الاختلالات التي يعرفها الاتحاد من منطلق فكري وليس من أجل سب شخص معين، رغم أن إدريس لشكر يريد أنَّ يشخصن القضية".
وانتقد دومو بشدة تحالفات الاتحاد الآن، مضيفًا: "إن هذه التحالفات لا تعكس الخط السياسي للاتحاد الذي حددها تاريخيًا من منطلق حزب يساري وتقدمي".
وأبرز أنَّ ما يدعيه إدريس لشكر من كون حزب الاتحاد اختار التحالف مع الحركة الوطنية ليس صحيحًا، واعتبر أنه "لا يمكن اعتبار حزب الأصالة والمعاصرة حزبًا من الحركة الوطنية"؛ لأنه طارئ على المشهد السياسي فقط.
وشدَّد على أنَّ الاتحاد الاشتراكي لا يجب أنَّ يتحالف مع هذا الحزب احترامًا لخطه السياسي ورصيده التاريخي، وكشف أنَّ لشكر يناقش الآن التحالف مع الأصالة والمعاصرة في جميع جهات المغرب.
وأضاف أنَّ "التحالفات التي يعرفها المغرب اليوم تحالفات هجينة وشاذة غير طبيعية، والمشهد السياسي اليوم في المغرب شاذ، وكان من المفترض أنَّ يتم رفض هذه التحالفات والتنديد بها من أجل السمو بالمشهد السياسي وتأهيله حتى لا يصبح الشذوذ طبيعيًا وتصبح التحالفات الهجينة طبيعية"، مشيرًا إلى أنَّ هذا المنحى هو الذي سار فيه حزب الاتحاد الاشتراكي".