مراكش - ثورية إيشرم
كشف مدرب رياضة اليوغا، محمد الحلو، في حديث خاص إلى "المغرب اليوم"، أن "مصطلح اليوغا يرجع إلى أصول هندية قديمة، والذي يعني الوحدة، وبشكل عام هي مساعدة الكائن البشري على تحقيق الوحدة، في كل مرة يستنشق فيها الهواء، والتقنيات المختلفة الموجودة في اليوغا تساعد الإنسان على تحقيق السلام الداخلي؛ وأنواعها أربعة؛ البهاكتي، وهي تتجلى في تطوير شعور الحب داخلنا، ثم الكارما، وهي تطوير حس العمل، ومساعدة الآخرين، وجنانا، وهي تطوير فهمنا للحياة من حولنا والأرض التي نعيش عليها، وأخيرًا راجا، وهي الصوت الملكي ذلك الشيء الفطري الذي نولد معه".
وأضاف الحلو، أن "الهاثا يوغا، تتضمن ممارسة وضعيات معينة، أولها تمارين التنفس، والاسترخاء أو التأمل، وهو الممارسة الأكثر انتشارًا في الغرب، ومن هنا جاءت فكرة ممارسة اليوغا بطريقة رياضية، وصممت تلك الوضعيات من أجل جعل الجسم مرنًا ومسترخيًا، ولهذا فليس من الضروري أن يكون الشخص مرنًا حتى يمارس اليوغا، كما أنها تساعد على التخلص من التوتر الجسدي، كما أن التنفس يساعد الجسم على التخلص من جميع السموم، وزيادة مستويات الطاقة، والاسترخاء يزيد من قدرتنا على الاستسلام والثقة والتأمل، وبعد الشعور بالاسترخاء وتجميع التركيز، فكل هذا يطور في الشخص شعور الوحدة، فالثلاث ممارسات تحضرك للتأمل، وهي وسيلة لاستحضار انتباهنا لشيء ما وهو جسدنا، وتنفسنا، وكذلك ذهننا والرؤية".
وأشار محمد، أن "لليوغا فوائد كثيرة لكن شريطة أن تمارس بشكل منتظم، ما سيجعل الممارس يلاحظ وبالتأكيد تغييرًا على جميع المستويات؛ أولها على الجسم وثانيها، العقل وثالثها، الأحاسيس، ويصبح الجسم مسترخيًا، ويحس كأن الحياة عادت إليه، ويصبح العقل أكثر هدوءًا واسترخاءً، وعلى مستوى الأحاسيس، يشعر بتدفق الأحاسيس والمشاعر، وهي رياضة يمكن لكل الأشخاص ممارستها، فهناك اليوغا الموجهة للأطفال، وللمرأة الحامل، وحتى للأشخاص الذين يعانون من الأمراض".
وأضاف أنه "يمكن ممارسة تلك الرياضة في أي وقت خلال اليوم، كما يمكن ممارستها في الصباح، لإيقاظ الجسم والعقل، ووسط النهار لإعادة الطاقة من جديد، وفي آخر اليوم لتخفيف حدة التوتر وإعادة التركيز، كما يمكن للنساء ممارسة اليوغا خلال رمضان، لأنها لا تُشكِّل أي خطر عليهن، في اليومين الأولين من فترة الحيض، يمكن للمرأة أن تستغل طاقة الفريق في بعض التمارين حتى تحس بالسلام في كامل جسمها، وذلك لما لها من فوائد مهمة خلال شهر الصيام إذ تسمح بعيش هذه الأيام بعمق كبير، وبوعي كبير، وتساعد هذه التمارين على تقليص الشعور بالجوع، ومساعدتنا على التركيز على ممارساتنا الدينية، كالصلوات التي نشعر فيها باتصال كبير مع الله، وتعطينا الكثير من الطاقة".