الرباط - المغرب اليوم
قضت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف في مكناس، أخيرا، بإدانة حارس عمارة (كونسييرج) وزوجته بسنتين حبسا نافذا في حدود سنة، وموقوف التنفيذ في الباقي، لكل واحد منهما، بعد مؤاخذتهما من أجل جناية السرقة الموصوفة بالليل والتعدد، بصفتهما مستخدمين، إذ ارتأت تمتيعهما بظروف التخفيف، مراعاة لحالتهما الاجتماعية والعائلية ولانعدام سوابقهما القضائية، فضلا عن تنازل المطالب بالحق المدني، في شخص "سانديك" العمارة التي يشتغلون بها، عن شكايته في مواجهتهما، وفق تنازل كتابي مصحح الإمضاء، أدلى به للغرفة في جلسة محاكمتهما.
وصرحت الغرفة ببراءة متهم ثالث توبع على ذمة القضية نفسها، من أجل جنحة إخفاء أشياء متحصل عليها من جناية، ولم يخطر على بال قاطني إحدى العمارات السكنية، الواقعة في شارع الجيش الملكي بالمدينة الجديدة (حمرية) في مكناس، أن يكون”با لحسن” المكلف بحراسة العمارة، وزوجته”مي رقية”، وهما اسمان مستعاران، يقطنان برفقة طفليهما بشقة خاصة بالحارس، بحكم اشتغالهما منذ أزيد من عقد من الزمن مستخدمين بالعمارة موضوع السرقة، إذ يشغل الأول حارسا، في حين تشتغل الثانية منظفة، (لم يخطر على بال السكان) أن الحارس وزوجته هما من كانا وراء السرقات المتعددة التي استهدفت، على فترات متقطعة ومتباعدة، مجموعة من الملابس والزرابي والأغطية والأغراض الأخرى من سطح العمارة، بعدما اعتقدوا أن السرقات نفذها شخص أو أشخاص مجهولون، خصوصا أنهما كانا محط ثقة وتقدير كبيرين من قاطني البناية، لتفانيهما وإخلاصهما في الأعمال المنوطة بهما، إذ كانوا يغدقون عليهما العطاء، بسبب أحوالهما الاجتماعية وقصر ذات يديهما.
مع تعدد السرقات لم يكن أمام ”سانديك” العمارة من خيار سوى البحث عن وسيلة للإيقاع بالجاني أو الجناة، قبل أن يهتدي بعد استشارة أعضاء المكتب المسير لودادية العمارة إلى تثبيت خمس كاميرات للمراقبة، من الحجم الصغير جدا، لعدم إثارة انتباه الفاعلين، أربع منها تم تثبيتها في زوايا سطح العمارة، بينما نصبت الخامسة في مدخل السطح، وهو الطعم الذي ابتلعه بسهولة “كونسييرج” العمارة وزوجته، إذ بعد تفحص أشرطة تسجيل الكاميرات تبين أن الفاعل لم يكن سوى الحارس وزوجته، إذ رصدتهما الكاميرات وهما بصدد سرقة مجموعة من الملابس والأغطية والزرابي، صغيرة الحجم في جنح الظلام، وسكان العمارة نيام.
لم يجد الزوجان بعد مواجهتهما بالتسجيلات، بدا من الاعتراف بالمنسوب إليهما جملة وتفصيلا، مفيدين أن خطتهما في تنفيذ السرقات كانت تعتمد على توزيع الأدوار في ما بينهما، إذ تتولى الزوجة مراقبة الأدراج المؤدية إلى السطح، بينما يقوم الزوج بسرقة الملابس والأغراض ذات قيمة، حتى لا يثيرا انتباه السكان، وأفاد الأخير بأنه كان يبيع المسروقات لأحد بائعي الملابس المستعملة بـ”جوطية” باب جديد بالمدينة العتيقة في مكناس، مؤكدا عدم علم المشتري بأن الملابس وغيرها متحصل عليها من السرقة، الشيء الذي أكده المعني بالأمر، عندما أبرز أنه كان يقتني المشتريات بأثمنة معقولة، ولم يخامره أدنى شك في أن المتهم محط شبهة.
وقد يهمك أيضاً :
وفاة شابًا متأثرًا بجراحه إثر طعنه من صديقه في مكناس المغربية
معركة دموية خطيرة بالأسلحة البيضاء بين شابين في برج مولاي بمكناس