واشنطن ـ وكالات
التقى جلالة الملك عبدالله الثاني في نيويورك اليوم الثلاثاء وعلى هامش مشاركة جلالته في اجتماعات الدورة السابعة والستين للأمم المتحدة بأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الأممي والعربي الى سوريا الأخضر الإبراهيمي. وجرى خلال اللقاءين بحث تداعيات الأزمة السورية وتأثيرها على مستقبل المنطقة، وتطورات عملية السلام في الشرق الاوسط والانجازات التي تحققت في المملكة في مجال الاصلاحات السياسية. وعبر جلالة الملك عن القلق من تدهور الاوضاع في سورية وارتفاع وتيرة العنف ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة وخطيرة من الدمار، محذرا جلالته من أن عدم التوصل إلى مخرج للازمة السورية سيدفع بالأمور الى تصعيد خطير. وأشار جلالته الى الجهود التي يبذلها الاردن في استضافة ما يزيد عن 200 الف لاجئ سوري يحتاجون الى رعاية كبيرة تزيد من اعباء الاردن الذي يعاني من شح الموارد والصعوبات الاقتصادية، ما يتطلب مساعدة دولية لإدامة مستوى الخدمات لاسيما في موسم الشتاء المقبل. وأكد جلالة الملك دعم الجهود التي تبذلها الامم المتحدة وجامعة الدول العربية في التوصل الى حل سلمي للأزمة السورية يحافظ على وحدة ارضها وشعبها، وأن الاردن مستعد لتقديم كل دعم لإنجاح مهمة مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الاخضر الابراهيمي إلى سورية. وفيما يتصل بتطورات عملية السلام في الشرق ألأوسط أشار جلالة الملك الى ضرورة بذل المجتمع الدولي ومؤسساته مزيدا من الجهود لإعادة إحياء عملية المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وصولا الى تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي تعيش بأمن وسلام الى جانب دولة اسرائيل. وأكد جلالة الملك رفض الاردن محاولات إسرائيل المتكررة لتهويد الآثار الدينية ومعالم التاريخ الإسلامي والمسيحي في مدينة القدس القديمة خصوصا ما يتصل بالحرم القدسي الشريف، وإن الاردن سيواصل دوره في رعاية المقدسات في القدس والتصدي لكافة المحاولات التي تستهدف تغيير هوية المدينة العربية والإسلامية. واستعرض جلالته الانجازات التي تحققت في الاردن في مجال الاصلاحات السياسية والهادفة الى ترسيخ النهج الديمقراطي الاردني نموذجا في منطقة الشرق الاوسط. وثمن جلالة الملك الدور الذي تقوم به الامم المتحدة في حفظ السلام في مختلف انحاء العالم والجهود الانسانية التي تقدمها في مختلف مناطق الصراع. وأكد الامين العام للأمم المتحدة دعمه لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة في إطار حل الدولتين الذي يحظى بالإجماع الدولي، مثمنا في الوقت ذاته الجهود التي يبذلها الاردن في سبيل عودة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي الى طاولة المفاوضات. وأعرب بان كي مون عن تقديره لمساهمات القوات المسلحة الاردنية والامن العام في إطار جهود المنظمة الاممية في مختلف بقاع العالم. وفيما يتصل بالأزمة في سوريا، أكد امين عام الأمم المتحدة ضرورة دعم المجتمع الدولي لجهود الاخضر الإبراهيمي لتسوية الأزمة السورية وإيجاد حل نهائي لها. ودعا الدول الاعضاء في الامم المتحدة والمانحين الى مساندة الاردن في جهوده لإغاثة اللاجئين السوريين على الارض الاردنية وتوفير الرعاية الاساسية. بدوره، أكد المبعوث الأممي والعربي الى سورية الاخضر الابراهيمي أهمية الدور الاردني في الدفع باتجاه حل سلمي للازمة السورية يقوم على الانتقال السياسي ويضمن وحدة الارض والشعب السوري. ولفت الى الجهود التي يبذلها الاردن لاستضافة اللاجئين السوريين مؤكدا ضرورة سعي المجتمع الدولي الى ايجاد مخرج للأزمة السورية يضمن حقن الدماء ويوقف معاناة الشعب السوري ويضمن عودة اللاجئين الى بلادهم. وحضر اللقاءين وزير الخارجية ناصر جودة ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري وسمو الامير زيد بن رعد سفير وممثل بعثة الاردن الدائمة لدى الامم المتحدة.