طرابلس-ليبيا اليوم
قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، إن مشروع قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر لم يعد موجودًا بعد الآن، ولا ينبغي أن يكون على طاولة المفاوضات، مشيرًا إلى أن زيارة وفد بلاده إلى ليبيا لم تكن مُفاجئة وأنهم يتابعون الأحداث في ليبيا عن كثب بتعليمات من الرئيس التركي رجب أردوغان مباشرة.وأضاف في مقابلة لبرنامج تلفزيوني حول زيارته الأخيرة لطرابلس، “لقد عقدنا اجتماعات موسعة مع ممثلي حكومة الوفاق، وذهبنا لإظهار دعمنا للإدارة الليبية الشرعية للعالم أجمع، وناقشنا كثير من القضايا التي تخص علاقاتنا الثنائية ودعمنا لهم”.وأشار أوغلو، إلى أن بلاده لم تعلن أي من المعلومات التي تم الاتفاق عليها لأي شخص، قائلاً “لا يوجد أحد لا يعرف فحوى اتصالاتنا مع السلطات الليبية، والجميع يعلم أنه بعد محادثاتنا الأخيرة مع الروس، كان علينا أن نقابل الليبيين من أجل بحث وقف دائم لإطلاق النار، ومعرفة ما إذا كان سيتم اتخاذ خطوات ملموسة للبدء في العملية السياسية؟، وبالتالي الإعلان عن هدنة”.
وتابع “لقد فعلناها بحسن نية في الماضي عندما أعلنا عن الهدنة، لكننا ذهبنا إلى موسكو ولم نجد حفتر صادقًا في تلبية دعوة وقف إطلاق النار، كما أن لدينا علاقات واتفاقات أخرى مع ليبيا، حيث ناقشنا مذكرة التفاهم البحرية، والتي من خلالها يمكننا أن نستثمر هذه الثروات معًا، ومن ثم أجرينا مقابلات مكثفة ومثمرة”.وأردف “كانت هناك تحركات لاستبعاد تركيا في شرق البحر الأبيض المتوسط، حين تم التوقيع على اجتماعات ثلاثية ورباعية، لكننا نقول أنه ليس هناك أي مشروعية لأي اتفاق غير موجود به تركيا، لقد أثبتنا ذلك من بدء خلال أعمال الحفر واتفاقنا مع ليبيا”.واستدرك “إذا أعلن وقف لإطلاق النار، ولم تكن لديك خطط لجعله دائمًا بعد ذلك، فإن وقف إطلاق النار هذا لن يكون دائمًا، وسوف يتدهور فورًا بسبب أولئك الذين دعموا حفتر، وإذا عادت هذه الحرب إلى شوارع طرابلس، فستكون هناك فوضى كبيرة وستستمر 10 سنوات، ومن ثم يصبح إعلان وقف إطلاق النار غير واقعي”.وأخذًا في الاعتبار الأطماع التركية في ليبيا، أشار أوغلو إلى أن ليبيا بها العديد من آبار النفط، قائلاً: “بعد اتفاقنا معهم ستكون هناك دائما ثروات، فهل هذا أمر سيئ لنا؟، فإذا ما تعاونت شركاتنا مع ليبيا في مجال الطاقة بدلاً من الشركات الأوروبية.. فأين الضرر؟ هذه هي أولويتنا في السياسة الخارجية، وبالتالي علينا أن نحقق تفاهمات مربحة للجانبين”.
وردًا على موجة الغضب الدولية، قال أوغلو “نحن لسنا مستعمرين، لكننا مستعدون للتعاون، والحفاظ على مصالحنا هناك لا ينبغي أن يُفسر على خلاف ذلك، فنحن لا نقسّم أي مكان نذهب إليه، فمفهوم دعونا نقسم هذا البلد ونستغله هو مفهوم المستعمرين، لكننا ندعو لتقاسم الثروات على قدم المساواة، ومن ثم بدأنا في تبادل الخبرات حول الإصلاحات الاقتصادية”.وأفاد وزير الخارجية التركي، بأن هناك قبائل في ليبيا وأن لها هياكل مختلفة، قائلاً “تم التوصل إلى اتفاق بدعم من كل هؤلاء، حيث لم يعد لدى حفتر شرعية بعد الآن، والسؤال الآن هو لماذا يجب استبعاد إخواننا وأخواتنا المتبقين في ليبيا لأجل حفتر؟ خاصة وأن هناك أكثر من 5 ملايين من أصل 7 ملايين نسمة في جانب حكومة الوفاق، والحقيقة التي يجب الجزم بها هي أن عقلية مثل حفتر في ليبيا تجلب فقط الفتنة والقتال والحرب الأهلية”.واختتم “هناك دول إقليمية تحاول تقسيم ليبيا بالفعل ونحن ضد ذلك لأن هذا الأمر يعمق الفوضى في هذه المنطقة، فإذا كانت هناك دول تريد العمل مع الحكومة الشرعية في ليبيا ومراجعة أخطائها فسوف نتعامل معها إذا أرادت أن تتخذ الخطوات الصحيحة”.
قد يهمك ايضا
حكومة الوفاق الليبية ترفض دعوة مصر لعقد اجتماع طارئ للجامعة العربية
المطالبة بتحقيق فوري بحادثة المواطنين المصريين