الجديدة ـ أحمد مصباح
اهتزت مدينة سيدي بنور المغربية (67 كيلومترًا جنوب الجديدة)، الأربعاء، على وقع حريق مهوّل، شبّ في 3 حافلات لنقل المسافرين، كانت مستوقفة في المحطة الطرقيّة الكائنة عند المدخل الجنوبي للمدينة ذات الطابع القروي-الزراعي، بمحاذاة السوق القروي الأسبوعي المعروف بـ"ثلاثاء سيدي بنور". وعلمت "المغرب اليوم" أن حريقًا اندلع في حافلة مستوقفة داخل المحطة الطرقية، وحاول بعض رُوّاد المحطة الطرقية والعاملين فيها التدخل لإخماد الحريق، لكن أبواب الحافلة كانت مُصفَّدَة، ومالكها لم يكن في المكان عينه. وانتقلت ألسنة النيران المتصاعدة إلى حافلة ثانية، ثم ثالثة كانتا مستوقفتين بالجوار. وسادت حالة استنفار لدى السلطات الأمنية والمحلية، التي هُرِعَت إلى مسرح الحادث، وحاولت احتواء الوضع، بالاستعانة برجال المطافئ، وشاحنات صهريجية، أوفدتها ثكنة الوقاية المدنية. وأتى الحريق المهول كليًّا على حافلتين للركاب، أردى هيكليهما رمادًا، فيما تمكّن المتدخِّلون من إجلاء حافلة ثالثة، بعد أن امتدت إليها ألسنة النيران، وأحدثت بها أضرارًا ماديّة متوسطة. وتضاربت الآراء بشأن أسباب اندلاع الحريق، والذي يُرجَّح أن يكون بفعل الحرارة المفرطة، أو تماس كهربائي، فيما تظل فرضيّةُ عمل إجرامي مدبر، غيرَ مُستبعَدة. وفتح المحققون لدى الفرقة المحلية للشرطة القضائية، التابعة للمنطقة الأمنية الإقليمية في سيدي بنور، بحثًا بوليسيًا، بغاية تحديد أسباب وظروف وملابسات الحريق. ولو صادف الحريق المهول، الثلاثاء، اليومَ الذي يقام فيه السوق القروي الأسبوعي "ثلاثاء سيدي بنور"، داخل المدار الحضري للمدينة، لكانت العواقب وخيمة، ولخلّف ضحايا بشرية، سيّما أن المحطة الطرقية في سيدي بنّور تَعْرِف بشكل استثنائي، خلال الثلاثاء، منذ الساعات الأولى من الصباح، وإلى غاية وقت متأخّر من المساء، توافد العشرات من الحافلات، وحركة دؤوبة، وفوضى عارمة في حركات السير والجَوَلان، والتي يزيد من تأزيمها الاكتساح المهول للعربات المجرورة بالبغال والحمير، والتي يزيد عددها على 2000 عربة.