الرباط - المغرب اليوم
بات من المؤكد أن المهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء يعيشون آخر أيامهم بمدينة تيزنيت، فقد باشرت السلطات مسلسل مفاوضات معهم أمس الإثنين، من أجل إقناعهم بالتنقل صوب مدن مغربية أخرى، وهو ما يقابله المتمركزون بـ"وسط المدينة" بكثير من التردد ومطالب التعويض المادي.
وحسب مصادر محلية فقد "زار باشا المدينة، مرفوقا بأعوان سلطة ورجال شرطة وقوات مساعدة، مخيم المهاجرين، وناقشوا مع الجميع فكرة الرحيل صوب مدينة أخرى، وهو ما لاقى رفضا من البعض، فيما تقبل آخرون الفكرة مقابل تذكرة سفر، ومبلغ 500 درهم كتعويض عن الخسائر، ولضمان تدبير جيد لاحتياجات ما بعد الرحيل".
وأضافت المصادر، في تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "السلطة تقترح منح تذاكر السفر فقط"، مسجلة أن "المهاجرين سينقلون من مدار وسط المدينة إلى وجهة أخرى داخل تيزنيت بشكل مؤقت، في انتظار ترحيل نهائي"، ومشيرة إلى أنهم "طلبوا مهلة من أجل التفكير والتشاور بينهم، قبل اتخاد القرار النهائي بالموافقة أو الرفض".
وأوضحت المصادر أن "الوجهة الجديدة غالبا ما ستكون مدينة الدار البيضاء"، مشددة على أن "هذه النقطة ستكون موضع خلاف بين السلطة والمهاجرين، إذ من المرتقب أن يطرحوا السفر صوب طنجة أو الناظور، قصد مواصلة حلم الهجرة نحو "الفردوس الأوروبي"، وهو ما سترفضه السلطات دون شك".
ويحتضن "المدار الرئيسي" للمدينة أعدادا كبيرة من المهاجرين، يستقرون بمخيم عشوائي، في باحة فندق مهجور، ويتخذونه مأوى مؤقتا يقيهم حر الشمس وبرد الشتاء، في انتظار تأمين مصاريف التنقل نحو مدن الشمال، والتسلسل بعدها إلى دولة أوروبية.
وتعيش تيزنيت بين الفينة والأخرى على وقع وصول حافلات تقل مهاجرين سريين أو مختلين عقليا، وهو ما رفضه المجلس الجماعي للمدينة في بلاغ سابق له بتساؤله حول "دواعي إغراق المدينة بمتسولين ومختلين عقليا ومهاجرين أفارقة من جنوب الصحراء، وعن السبب الحقيقي وراء اختيارها كفضاء لاستقبال هؤلاء".
قد يهمك ايضا
المجلس الوطني لحقوق الإنسان في الرباط يُنّظم ندوة بشأن حماية اللاجئين في أفريقيا
مقتل عشرات المهاجرين غرقًا قبالة موريتانيا