العيون - المغرب اليوم
تستمر المملكة المغربية منذ عودتها الى منظمة الاتحاد الإفريقي في إعطاء أولوية هامة للأقاليم الجنوبية من خلال انفتاحها الدبلوماسي على الدول الإفريقية وتشجيعها على الاستثمار بمنطقة الصحراء؛ فبعد فتح قنصلية شرفية لساحل العاج في يونيو الماضي بالعيون، يأتي الدور اليوم على افتتاح قنصلية رسمية لجمهورية جزر القمر المتحدة.
وترأس حفل تدشين القنصلية العامة لجمهورية جزر القمر المتحدة ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ونظيره القمري، محمد الأمين صيف.
ويأتي الحدث الأول من نوعه بالأقاليم الجنوبية في إطار تعزيز العلاقات الثنائية للمغرب مع الدول الحليفة بالقارة الإفريقية، والحرص على ترسيخ مبدأ دعم مغربية الصحراء على أرض الواقع، الشيء الذي أثار حفيظة البوليساريو التي سارعت إلى توجيه وسائل إعلامها لرفض وتسليط الضوء على ما اعتبرته "خرقا للقانون الدولي"، وما أسمته "انتهاكا صريحا لقرارات مجلس الأمن الدولي وقرارات الاتحاد الإفريقي ذات الصلة".
وفي هذا الصدد، اعتبر ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أن "افتتاح قنصلية جزر القمر بعاصمة الأقاليم الجنوبية حدث تاريخي تشهده المملكة، لما يحمله من دلالات سياسية وتاريخية تعزز العلاقات والروابط التاريخية التي تجمع البلدين العربيين والمسلمين الإفريقيين".
وأضاف بوريطة خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده رفقة نظيره القمري أن "هذا الحدث الدبلوماسي الهام يعتبر تعبيرا صريحا عن الموقف الداعم للمغرب في وحدته الترابية"، لافتا إلى أن "الخطوة الإيجابية التي عبرت عنها جمهورية جزر القمر لن تكون الأخيرة"، كاشفا أن "مطلع السنة القادمة سيشهد تدشين قنصليات عامة مماثلة بعاصمة الأقاليم الجنوبية".
وشدد المسؤول الدبلوماسي على أن "مسألة مغربية الصحراء محسومة دوليا، والنقاش القائم حول نزاع الصحراء على المستوى الأممي هو فقط من أجل التوصل إلى حل سياسي يُنهي الصراع حول مشكل إقليمي مع بلد جار"، في إشارة إلى الجزائر، موردا أن "الجارة الشرقية للمغرب كانت وما تزال المعطل الأساس لمواصلة المغرب البناء والنماء في أقاليمه الصحراوية".
واسترسل رئيس الدبلوماسية المغربية قائلا إن "افتتاح القنصلية اليوم يأتي ضمن تفعيل توصيات خطاب الملك محمد السادس بمناسبة عيد المسيرة الخضراء، الذي شدد على أن منطقة الصحراء المغربية بوابة المملكة نحو القارة الإفريقية"، مضيفا أن "دور القنصليات الإفريقية بالأقاليم الجنوبية لن يقتصر على البعد السياسي فقط، بل سيرتكز أساسا على الأبعاد الاقتصادية المغربية-الإفريقية".
من جانبه، عبر سيد حسن، القنصل العام لجمهورية جزر القمر المتحدة بالعيون، عن فخره بالعلاقات الأخوية التي تجمع بلاده بالمملكة المغربية، مضيفا أن "هذه العلاقات تتطور دائما منذ استقلال جزر القمر".
وأبرز حسن، في تصريحات للصحافة، أن "فتح جزر القمر المتحدة لقنصليتها العامة بمدينة العيون يعد شرفا لبلاده"، وأضاف أن "الخطوة اعتراف صريح بمغربية الصحراء وتأكيد على العلاقات الأخوية التي تجمع بلدينا الشقيقين".
كما دعا المسؤول الإفريقي كافة الدول الإفريقية إلى "فتح تمثيليات دبلوماسية لها بالصحراء المغربية"، قائلا: "آمل أن تقتدي دول صديقة وشقيقة أخرى للمغرب بجمهورية جزر القمر المتحدة لإبراز تضامنها مع أشقائنا المغاربة، وكذا امتنانها لكل ما تقدمه المملكة لدول القارة الإفريقية قبل وبعد عودتها للمنظمة القارية".
وقد حضر فعاليات افتتاح القنصلية العامة لجمهورية جزر القمر المتحدة بالعيون عبد السلام بيكرات، والي جهة العيون الساقية الحمراء عامل إقليم العيون، وعمال أقاليم بوجدور وطرفاية والسمارة، وسيدي حمدي ولد الرشيد، رئيس المجلس الجهوي، الى جانب عدد من المنتخبين وممثلي منظمات المجتمع المدني.
حري بالذكر أن جمهورية غامبيا قد أعلنت رسميا عزمها افتتاح قنصلية عامة لها بجهة الداخلة وادي الذهب.
قد يهمك ايضا
إعلان دخول الأمازيغية منظمة الاتحاد الإفريقي بصورة رسمية
بوصوف يؤكد أن رجوع المغرب إلى الاتحاد الإفريقي "قيمة مضافة"