الرباط - المغرب اليوم
نظم عشرات السكان القاطنين بتراب جماعة تملالت بإقليم قلعة السراغنة، الأربعاء، وقفة احتجاجية أمام مقر ولاية جهة مراكش أسفي، مستنكرين ما وصفوه بـ"الوضعية الكارثية" التي تعيش عليها المنطقة بسبب "التأثيرات الخطيرة لمصنع للزيتون واستخراج المواد الزيتية، يوجد وسط الجماعة سالفة الذكر.
ورفع المشاركون في الاحتجاج شعارات من قبيل: "لا لا ثم لا للدخان والمزبلة"، و"عاش عاش والساكنة ماشي أوباش"، و"علاش جينا واحتجينا لوزين خرج علينا"، و"هذا عيب وهذا عار تملالت في خطر"، و"المسؤول يلقا الحل ولا يرحل"، تعبيرا عن الوضعية التي وصفوها بالمزرية.
إدريس بلهاط، أحد المشاركين في الشكل الاحتجاجي، أوضح، في تصريح لهسبريس، أن هذا المعمل "يوجد وسط أحياء تساوت والبساط 2 والمقاولين الشباب والزهرة 1 والزهرة 2 ودوار تملالت ودوار التومي الآهلة بالسكان".
وواصل بلهاط: "يشكل هذا المعمل خطرا على صحتنا بسبب الدخان الكثيف الذي ينبعث منه طوال النهار والليل، خاصة خلال هذه الفترة المرتبطة بجني الزيتون"، لافتا إلى أن المحتجين سئموا الحلول الترقيعية والوعود الكاذبة، بعدما لم تف الجهات المختصة بتنزيل وعد بتوقيف المعمل مع نهاية شهر يونيو من سنة 2019".
وتابع مستغربا: "كيف سمحت السلطة المحلية والمنتخبة بتخصص رواق لهذا المعمل بمعرض أقيم أخيرا بمدينة تملالت؟"، معتبرا أن هذه الخطوة تشكل "اعترافا رسميا بهذه المؤسسة الاقتصادية، وضحكا على الذقون وضربا للاتفاقية التي وقعت بين ممثلي السكان وباشا المدينة والجماعة"، حسب تعبيره.
وقال عبد الهادي بلفايقي، وهو أيضا من السكان المتضررين من المعمل سالف الذكر، في تصريح لهسبريس، إن "معاناتنا متعددة؛ منها أننا أضحينا محرومين من تهوية منازلنا لأننا نضطر لإغلاق نوافذها"، مضيفا: "تزداد مأساتنا ليلا، بسبب مصادر الروائح الكريهة المنبعثة من المصنع وسحب الدخان التي تغطي سماء المدينة".
وزاد: "سحابة الأدخنة، التي تغطي المدينة وترى من جماعات أخرى تبعد عنا بحوالي ستة كيلومترات، تسبب اختناقا للسكان الذين يشكو معظمهم من الحساسية وضيق التنفس نتيجة الغازات المنبعثة من المصنع، ناهيك عن الضوضاء وظهور الكثير من الحشرات"، وفق تعبيره.
واستنكر المحتجون "عدم التجاوب مع خطوات احتجاجية عديدة وتوقيع عرائض وشكايات وجهت إلى المسؤولين بالمدينة"، يقول كل من بهاط وبلفايقي، وأضافا: "هذا ما جعلنا ننقل احتجاجنا إلى أمام مقر جهة مراكش أسفي، لعلنا نجد آذانا تنصت لآلامنا".
وطالب السكان المتضررون بضرورة "تدخل الجهات المسؤولة برفع الضرر الناجم عن التلوث الناتج عن هذا المصنع الذي يهدد صحة المواطنين، بنقل مقر هذا المعمل إلى مكان آخر بعيدا عن التجمعات السكنية"، لحمايتهم واتخاذ الإجراءات اللازمة لحل هذا المشكل نهائيا، مؤكدين أن أغلبهم صار يفكر في مغادرة منازلهم بسبب هذا المصنع.
من جهته، جمال كينون، رئيس جماعة تملالت، أوضح أن "ضرر هذا المعمل، الذي يقوم بإعادة تدوير مادة الفيتور الذي يجلبه من مناطق عديدة، قائم؛ على الرغم من توفره على دراسة بيئية منذ الموسم الفلاحي 2015 ـ 2016".
وزاد المسؤول الجماعي ذاته، في تصريح لهسبريس، إن "لجان المديرية الجهوية للبيئة بجهة مراكش آسفي وجب عليها، حاليا، النظر من جديد في الدراسة البيئية، لمعرفة مدى احترام توصياتها".
وفي هذا السياق، أضاف رئيس جماعة تملالت: "تمت مراسلة إدارة البيئة مرات عديدة، وكان عليها الحضور خلال شهر شتنبر قبل موسم جني الزيتون، ولا يزال الكل ينتظرها إلى حدود الآن"، مشيرا إلى أن "لجان المديرية الجهوية المذكورة هي من تملك الأهلية لاتخاذ القرار المناسب وطمأنة السكان والمنتخبين من خطورة الدخان والغازات المنبعث من المعمل من عدمه".
وأورد جمال كينون: "نحن بين المطرقة والسندان، فخلال زيارتنا لمنازل المواطنين نقف على معاناتهم؛ لكن المجلس الجماعي في حاجة إلى دراسة علمية تبين هذا الضرر.. وحينها، سأكون أول من سيقف ضد هذا المعمل، ويتخذ القرار المناسب"، حسب قوله.
وللوقوف على رأي المديرية الجهوية للبيئة بجهة مراكش أسفي، ربطت هسبريس الاتصال بمديرها الذي كان في اجتماع بمدينة الرباط ؛وهو ما منع الموقع الإلكتروني من الحصول على توضيحاته بخصوص موضوع احتجاج سكان تملالت.
قد يهمك ايضا
سيناتور روسي: إيران ستسير على طريق تصنيع السلاح النووي
دونالد ترامب يكشف أنّ تصرف كوريا الشمالية بعدوانية