الرباط - المغرب اليوم
"حاولوا الإسراع بإبعاد السيارة من هذا المنفذ، فهذا المقطع الطرقي خطير للغاية"، هكذا نصح أحد الأشخاص العاملين في ورش مد قنوات جنب المقطع الطرقي المعروف بمنعرجات الموت ويسلان طاقم هسبريس حين كان يهم بتصوير بعض المشاهد من هذه المنعرجات التي تقع بين مدينة مكناس وبلدية ويسلان، والتي تم تحديد السرعة فيها في 40 كيلومترا في الساعة، رغم أنها على شاكلة الطرق السريعة باتجاهين مستقلين.
المتحدث لهسبريس أكد أنه رغم ركن السيارة في "منفذ إغاثة" تمت إقامته على جنب الطريق، فإن ذلك يبقى أمرا محفوفا بالمخاطر، مشيرا إلى أن حوادث سير متتالية تقع بهذه المنعرجات، مستدلا بآثار ما زالت شاهدة على حادثة سير خطيرة وقعت مؤخرا لحافلة للنقل الحضري بعد أن عرقلت سيارة خفيفة طريقها حين زاغت عن اتجاه الطريق الذي كانت تسلكه.
ما قاله عامل الورش المذكور أكده لهسبريس عدد من مستعملي هذا الممر الطرقي، خاصة من سائقي سيارات الأجرة الرابطة بين حمرية و"معمل الإسمنت" بويسلان، الذين أوضحوا أن قطع هذه المنعرجات يعد بالنسبة إليهم مغامرة يومية حقيقية، مجمعين على أنها تعد من أخطر المقاطع الطرقية بضاحية مكناس، وتبقى هاجسا يقض مضجع جميع السائقين على حد سواء.
"هذا المقطع الطرقي أصبح يسمى بمنعرجات الموت بسبب العدد الكبير من حوادث السير التي يعرفها"، يقول أحمد البوحساني، ناشط جمعوي بمدينة مكناس، مبرزا أن ما يعاب على المسؤولين بمدينتي ويسلان ومكناس هو عدم قيامهم بأي إجراء ناجع لضمان سلامة مستعملي هذه الطريق، "وكأنه ليس لديهم الإرادة للتقليل من حوادث السير بهذا المكان"، بتعبير المتحدث لهسبريس الذي تساءل عن مآل معاينة لجنة من العمالة لهذه المنعرجات بعد حادث حافلة النقل الحضري.
أحمد البوحسائي، الذي اعتبر منعرجات ويسلان شريانا رئيسيا يربط مكناس بويسلان وفاس، أشار إلى أن هذه المنعرجات تلاقي دائما ردود فعل كثيرة بسبب ما تعرفه من حوادث مرورية باستمرار، موردا أنه كانت هناك العديد من المقترحات للحد من الحوادث بها، مثل إحداث المطبات، وإقامة رادار ثابت لمراقبة السرعة، وفتح ممرات ولوج بين اتجاهي الطريق لاستخدماها في حالة وقوع حادثة سير من طرف سيارات الإغاثة والأمن، ولمرور السيارات عبر سلك الممر الآخر، حتى لا تتوقف حركة المرور.
من جانبه، قال رئيس جماعة ويسلان، عبد السلام الخالدي، إن منعرجات ويسلان حظيت منذ فترة طويلة باهتمام المسؤولين، مبرزا، في تصريح لهسبريس، أنه في ثمانينيات القرن الماضي أجريت دراسة لربط ويسلان بمدينة مكناس عبر قنطرة، فكانت التكلفة الأولية المقدرة لإنجاز هذا المشروع تناهز 80 مليون درهم.
وأردف عبد السلام الخالدي أنه في 2003 تم إحياء هذا الملف والبحث عن الطرق الكفيلة لإخراج هذه القنطرة إلى الوجود، موردا أن التكلفة الباهظة لإنجاز هذا المشروع، التي حددها مكتب للدراسات في حوالي 120 مليون درهم، دفع إلى التفكير في حلول بديلة، تتمثل في تثنية طريق ويسلان مكناس بتعبئة جميع الشركاء، وذلك بكلفة مالية تناهز 70 مليون درهم.
"بعد إنجاز مشروع تثنية هذا المقطع الطرقي تبين أنه تشوبه بعض العيوب الفنية التي تشكل خطرا على الوافدين على مدينة مكناس الذين يجهلون طبيعة هذه المنعرجات"، يقول رئيس بلدية ويسلان، مبرزا أن لجنة مشتركة، ضمت شرطة مكناس وويسلان والمصالح التقنية بجماعتي المدينتين والسلطات المحلية، عاينت مؤخرا هذه المنعرجات، وتم الاتفاق على تقوية علامات التشوير ووضع مطبات بها.
وأورد عبد السلام الخالدي أن اللجنة المذكورة اقترحت أيضا إنجاز فتحة للإغاثة في منتصف المنعرجات، وذلك حتى لا تتعثر حركة السير إذا ما وقعت حادثة، وليتم استغلالها لمرور عربات الإسعاف والإطفاء والشرطة إلى موقع الحادثة للقيام بالمتعين.
"نحن بصدد معالجة هذا المقطع الطرقي على مستوى برنامجي التهيئة الحضرية لمدينتي ويسلان ومكناس"، يقول رئيس جماعة ويسلان، مؤكدا أن الحوادث بمنعرجات ويسلان، التي تسجل أغلبها خلال فصل الصيف، هي حوادث غير قاتلة، وغالبا ما يتحمل فيها المسؤولية العامل البشري.
قد يهمك ايضا
برلمانيون يتغيبون للمرة الـ16 عن "أشغال اللجان"
مجلس النواب يضعون معاملات الأبناك تحت المجهر