الدوحة - قنا
تحتفل مؤسسة الدوحة للأفلام بالتعاون مع السفارة الفرنسية في قطر والمعهد الفرنسي في قطر، بإرث المؤلف الكوميدي الفرنسي جاك تاتي، عبر عرض مجموعة خاصة من أفلامه تحت عنوان "عبقري الكوميديا الحديثة: جاك تاتي" خلال شهر مارس. ويأتي عرض هذه المجموعة تزامناً مع الاحتفال العالمي بأسبوع الفرانكوفونية، وكجزء من سلسلة العروض السينمائية التي تنظمها كتارا ومؤسسة الدوحة للأفلام. وتشمل العروض التي تنظّمها المؤسسة أربعة أفلام، تم تجديدها رقمياً، وهي تُقدّم في منطقة الخليج للمرة الأولى. و تتضمّن المجموعة أفلام "يوم العيد" (1949) الذي سوف يكون فيلم الافتتاح يوم 17 مارس الجاري، و"عطلة السيد هولو" (1954)، و"خالي" (1958)، و"زمن اللّعب" (1967)، حيث سيتم عرضها بين 17 و20 مارس في تمام الساعة 7:30 مساءً في مسرح الدراما في كتارا. أضف إلى ذلك أن عرضاً خاصاً لفيلم "زمن اللعب" سينظّم لطلاب المدارس حصرياً صباح يوم 20 مارس، وذلك في إطار نشاطات مؤسسة الدوحة للأفلام المتواصلة الممتدة على مدار السنة والمخصصة للشباب في المجتمع. وفيلم الافتتاح "يوم العيد"، أول فيلم طويل لـ تاتي، وقد عُرض للمرة الأولى في مهرجان البندقية السينمائي الدولي عام 1949. وفي هذا الفيلم، أدخل جاك تاتي عدة عناصر كانت مشتركة خلال عمله، ومنها الكوميديا التهريجية الراقصة البحتة واستخدامه المميّز لمؤثرات الصوت والحوار. أما فيلم "عطلة السيد هولو" وهو الفيلم الذي قدّم للعالم أسلوب الكوميديا الخاص بـ تاتي. بعد خمس سنوات على انطلاقتها، تعود شخصية السيد هولو المحبوبة لتظهر من جديد في فيلم "خالي" من إخراج تاتي، وهذه المرة ضمن مجموعة مرحة للغاية تجسّد الزخرفات السطحية لنمط الحياة العصرية في فرنسا، أما فيلم "زمن اللّعب" فيروي أحداثاً مدتها 24 ساعة في مدينة باريس، وتطّلب هذا الفيلم بناء مجموعة منشآت ضخمة للغاية إلى حد أطلق عليها اسم "مدينة تاتي" – وقد أنجزت على شكل مبان مكتبية من الفولاذ والزجاج، مع سلّم ميكانيكي شغّال، و يعتبر هذا الفيلم كنزاً سينمائياً خيالياً رائعاً، فهو التحفة الفنية الأضخم لـ تاتي. وفي هذا السياق، قالت السيدة لودميلا تشيكوفا، رئيسة قسم برمجة الأفلام في مؤسسة الدوحة للأفلام في بيان صحفي اليوم: "نحن نفتخر كل الفخر كوننا نقدّم لجمهورنا في قطر فرصة اختبار أعمال المخرج الفرنسي المحبوب جاك تاتي. فهو عبقري الكوميديا البصرية، وأسلوبه الدقيق في الكوميديا التهريجية لطالما أحيي بفرح كبير لأكثر من خمسين سنة. سواء كنتم تشاهدون أفلام تاتي للمرة الأولى، أو كنتم تعيشون من جديد أوقات مرح جميلة، أو أن الغرض هو تعريف الشباب على بعض من أفضل الأفلام الكوميدية في عالم السينما. من جهته، قال سعادة السيد جان كريستوف بوسيل: "جاك تاتي أسطورة ثقافية في فرنسا، وإن انتقاداته الكوميدية للحياة في العالم الحديث مرحة جداً وترتبط بعالمنا الحالي كما كانت تماماً عندما أخرج أفلامه. يسرّني أن الجمهور المحلي سيتمكّن من اختبار سحر هذه الأفلام على الشاشة الكبيرة خلال أسبوع الفرانكوفونية القادم، وإنني شخصياً أتوق لتشارك هذا الجزء من تاريخ السينما مع مجتمعنا في الدوحة". جدير بالذكر أن تاتي يعرف بأسلوبه المتميز في الإخراج، فأفلامه هي أعمال كلاسيكية خالدة. حصد نجاحاً عالمياً من خلال فيلم "خالي"، الذي نال جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان وجائزة الأوسكار عن أفضل فيلم باللغة الأجنبية عام 1958، وخلال مسيرته المهنية، عمل تاتي ممثلاً ومؤلفاً ومخرجاً، وهو معروف بفنّه الكوميدي التهريجي وانتقاده الرقيق للعالم الحديث.