الجزائر ـ سميرة عوام
كشف شيخ فن "المالوف" الجزائري ياسين عاشوري عن أن ألبومه الغنائي الجديد "الشابية" يحتوي على مقطوعات غنائية عدة مستوحاة من التراث الجزائري القديم، ولكن بصيغة جديدة، مغايرة عن طابع "المالوف القديم".
وأكّد المطرب عاشوري،
في حديث إلى "المغرب اليوم"، أنه "يعمل جاهدًا على تطوير أغنية المالوف، على المستوى المحلي، مع الحفاظ على أصالة هذا اللون، والذي يبحث عن التجديد".
ويرى عاشوري أن "ألبوماته الأخيرة عن الأولياء الصالحين من رأس الحمراء إلى الشابية، رحلة خاصة للتعريف بالأولياء"، مشيراً إلى أن "ألبوم رأس الحمراء حقق مبيعات كبيرة في أسواق الكاسيت في المغرب العربي، لاسيما في تونس الشقيقة، وهي أغنية أعاد تجديدها بعد أن أدخل عليها بعض اللمسات، مع الاعتماد على الآلات العصرية".
وأوضح المطرب أن "نجاح ألبوم رأس الحمراء مرتبط بموسم الأعراس وحفلات الختان وأعياد الميلاد، لأن الأغنية مستوحاة من التراث، حيث كانت محافل النسوة ترددها، لاسيما عند إقامة الوعدات، والزرد، لأن الأغنية تشيد بخصال امرأة صالحة، تدعى رأس الحمراء، كانت تعيش مع إخوتها الثلاثة، في منطقة القبائل الجزائرية، ثم قدر لها أن تغادر قريتها، بعد أن طردت من عرشها، وقد وجدت منطقة صخرية في إحدى جزر غرب مدينة عنابة، كملاذ لها، فقبعت فيها إلى أن تم اكتشافها من طرف أحد الصيادين في الولاية، حيث وجد غذائها التمر والحليب، وتقضي وقتها في الصلاة، والتهجد، وبعد أن أخبر الصياد بمكانها، تحولت المرأة إلى صخرة في قلب البحر، ومنذ ذلك الوقت بات سكان الجزائر، وحتى السواح الأجانب، يقصدون مقام رأس الحمراء، بغية التبرك والدعاء، حيث تتصدق النسوة، وتشعل الشموع، وتذبح الديكة ذات اللون الأحمر".
وأشار إلى أن "العائلات الجزائرية تستغل هذه التقاليد خلال النجاح في البكالوريا، وحتى في الأعراس، أين تخضب يد العروس بالحناء، المبللة بمياه البحر، التي تلطم صخر مقام رأس الحمراء".
بيّن أنه "بغية الحفاظ على التراث الجزائري العريق، تحولت قصة رأس الحمراء إلى مادة غنائية، تطبع أعمال أكبر المشايخ".
وعن أسفاره، أكّد عاشوري أنهم في صدد المشاركة في حفلات عدة في الخارج، منها فرنسا، وبلجيكا، كما أنه من المنتظر التنقل، خلال الأيام المقبلة، إلى الإمارات العربية، فضلاً عن تنظيم حفل فني في المغرب".
يذكر أن الحفلات تعد فرصة للتعريف بأغنية "المالوف" الجزائري، والذي قدمه ياسين عاشوري بطريقة عصرية، دون المساس بمقاييس الأغنية التراثية، لأن هذا الأخير تابع تكوينه لدى المدرسة القديمة للموسيقا، وكذلك في المعهد العالي للفنون.