القاهرة - ليبيا اليوم
اعتاد الفنان المصري حسن الرداد تجسيد شخصيات رومانسية وكوميدية بأعمال عدة، لكنّه غيّر جلده أخيراً عبر مسلسل «شاهد عيان» الذي عُرض خلال شهر رمضان الماضي، على إحدى الشاشات المصرية، ودخل في منطقة أخرى مختلفة تماماً، مجسداً دور ضابط عمليات خاصة يطارد المجرمين، ويكشف الكثير من أسرار الجرائم ويواجه الإرهاب للقضاء عليه، ويقدم ذلك في إطار من الأكشن الذي مكنته لياقته البدنية من التفوق فيه.
وأكّد الرداد أنّه يرفض تصنيفه في قالب واحد كممثل، ويراهن على مفاجأة جمهوره بنوعيات متباينة من الأدوار التي تُثري تجربته الفنية. ويقول: «مذ كنت في السنة الأولى بمعهد الفنون المسرحية وأنا أكتشف نفسي كممثل لأعرف إمكاناتي ونقاط قوتي وضعفي، فقد أتاح لي المعهد تجربة ألوان فنية متنوعة، فوجدت أنني أستطيع التمثيل في القالب الكوميدي والتراجيدي، لكن بدايتي الحقيقية جاءت عبر أدوار تراجيدية، سواء في فيلم «خيانة مشروعة» للمخرج خالد يوسف أو مسلسل «الدالي» مع الفنان الراحل نور الشريف، وحين شققت طريقي نحو البطولة السينمائية قرّرت تقديم أدوار كوميدية وفوجئ الجمهور والنقاد بامتلاكي القدرة على الأداء الكوميدي، وفي النهاية، يفوز باللذات كل مغامر».
ويشير الرداد إلى أنّه يحرص على التوازن في نوعية ما يقدمه، ويوضح: «قدمت الكوميديا في السينما، والدراما في التلفزيون» ويُكمل، «بعد نجاح مسلسل «آدم وجميلة»، تلقيت عروضا لأدوار رومانسية عديدة، لكنّي اعتذرت عنها، فعندما ينجح الممثل في نوعية معينة من الأدوار، يسعى المنتجون لاستثمار نجاحه ويصبح أسيرا لها. وحين صُنّفت ممثلا كوميديا كان لدي تخوّف من تكرار تجارب بعض الممثلين الذين ظلوا يقدمون نوعية واحدة طوال عمرهم، وكلما نجح الممثل في نوع معين يكون لديه مخاوف من التغيير ليبقى في المنطقة الآمنة. وقد تمردت على ذلك، وقلت لن أقدم أعمالا كوميدية في الوقت الحالي، لذا وجدت ضالتي في مسلسل شاهد عيان».
ويوضح الرداد أسباب حماسه للمسلسل قائلاً: «تحمّست للعمل بشدّة ليس لأنّه يقدمني في إطار مختلف وحسب، بل لأنّه عمل متكامل يطرح قضايا مهمة. فبدأت بدراسة شخصية الضابط (عمر شكري) وإيجاد تاريخ لها مع المؤلف أحمد مجدي والمخرج محمد حماقي. فهذا الضابط رجل مقاتل يتمتع بالذكاء، وكنت حريصاً على أن أؤديه بشكل مختلف تماماً وأن أبتعد به عن أي أعمال سابقة لعبت شخصية ضابط الشرطة، فنظرة عمر شكري تبدو مثل النمر المستعد للانقضاض على فريسته، حتى وهو يتحدث، له صوت عريض وواثق، لذا كنت مستمتعاً للغاية بأداء الشّخصية، وكان الأصعب هو تحقيق البعد النفسي لشخصية ضابط الشرطة، وكيف يتعامل مع المحيطين به سواء في عمله أو مع أسرته وأصدقائه. في الحلقة الأولى يذهب للقبض على مجرم ويخبرونه أنّ زوجته احترقت وماتت، لكنّه بذكائه يثق أنّها لا تزال على قيد الحياة فيخوض رحلة لكشف لغز اختفائها».
قدم الرداد خلال المسلسل مجموعة من مشاهد الأكشن والمطاردات، لكنّه لم يكن بحاجة للتدرب عليها، وفي ذلك يقول: «أحب الرياضة وأواظب على ممارستها، وساعدتني لياقتي على مواكبة الدور فلم أكن بحاجة لأي تدريبات أخرى. أمّا الشّق الخاص باستخدام الأسلحة ومشاهد الأكشن فكانت تُنفّذ مع متخصّصين، وكنت أُدرّب عليها قبل تصوير المشهد مباشرة».
وصف الرداد أجواء تصوير العمل بالمرهقة للغاية، وأضاف، «بل كانت بمثابة انتحار، فأماكن التصوير متعددة والمشاهد الخارجية كانت كثيرة وكلها مهمة، فكنّا نتنقل في اليوم الواحد للتصوير بين أكثر من مكان، ولا يوجد ديكور نصور فيه ليومين متتاليين، وبسبب فيروس كورونا، توقفنا عن العمل لـ10 أيام، وفي ظل الحظر وضغط الوقت فقدت الأمل بأن نلحق بالعرض الرمضاني، ولكنّ التّصوير تكثّف واستمرّ حتى يوم 28 رمضان».
وبشأن المنافسة في موسم دراما رمضان يقول الرداد: «عندما أبدأ عملا ما لا يشغلني شيء سواه، فأصبّ كل تركيزي على المشاهد التي أصورها، وفي ظل عشرات المسلسلات المتنافسة في رمضان لم يكن هناك عمل يشبه (شاهد عيان). عموما أنا أحب المنافسة، ولا زلت أتذكر ما قاله الأستاذ نور الشريف ونحن نصور مسلسل (الدالي)، حين أكّد أنّ بعض أعماله التي لم يتوقع لها النجاح، حققت نجاحاً مبهراً ولخصها بقوله (رَبّك لما يريد). بعدما اعتاد تقديم الأدوار الكوميدية والرومانسية».
ويرى الرداد أنّ عمله حقق نجاحاً لافتاً في رمضان من خلال متابعته لردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي واهتمام الناس بتفاصيل الحلقات، «في الشارع كان بعض الأشخاص يسألونني عن مصير الزوجة وهل احترقت فعلاً... لأنّ في المسلسل قدر كبير من التشويق والإثارة وهو محطة نجاح مهمة في مشواري الفني».
ويستطرد في سياق حديثه، أنّه اتفق مع زوجته إيمي سمير غانم ألّا يعملا سويا لفترة من الزمن، ويضيف، «منذ أن قدمنا معا مسلسل (عزمي وأشجان) قبل ثلاث سنوات، لم يجمعنا عمل آخر والأمر يتوقف على أن نجد فكرة جيدة وجديدة تجمعنا».
وبعيداً عن رمضان، ينتظر حسن الرداد أن تفتح السينما أبوابها من جديد، ليبدأ عرض أحدث أفلامه «توأم روحي»، تشاركه في البطولة أمينة خليل والمغربية عائشة بن أحمد، وبيومي فؤاد ورجاء الجداوي، وهو من إخراج عثمان أبو لبن.
ويختم حديثه بالقول: «أراهن على «توأم روحي»، الذي أقدّم فيه دوراً مختلفاً أعيد من خلاله الرومانسية إلى السينما المصرية، بعد غيابها الطّويل. وقد صورنا بعض مشاهده في أوروبا قبل جائحة كورونا، وأتمنّى أن يعود التّنوع إلى السينما، لذا أسعى إلى تقديم فيلم رعب وأنا أعمل عليه حاليا».
قد يهمك أيضاً:
حسن الرداد يكشف أن دوره في "شاهد عيان" اجتماعي تشويقي
حسن الرداد يؤكد أن عثمان أبو لبن خلصه من رهبة الخيل ورياضة الغطس