واشنطن ـ رولا عيسى
أكد الباحثون أن السيدات اللاتي يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية لمدة ستة أشهر تقل لديهن مخاطر الوفاة لسبب الإصابة بجميع أنواع السرطان بنسبة 10%، كما تقل لديهن فرص الوفاة من الإصابة بالأزمات القلبية، والسكتات الدماغية بنسبة 17%.ووجدت الدراسة أن متابعة التوصيات الرئيسية لحياة صحية يقلل من مخاطر الوفاة لسبب الإصابة بمجموعة من الأمراض بنسبة الثلث، حيث نظر البحث في العوامل التي أظهرت الأمراض من خلال فحص كيف امتثل الأشخاص لسبع توصيات رئيسية، للحد من مخاطر الإصابة بالسرطان. وأجرى الباحثون دراسة على مايقرب من 380 ألف شخص، في ثمانية دول أوروبية، خلال أكثر من 12 عامًا، ووجدوا أن فرص الوفاة انخفضت بنسبة 34% لدى الأشخاص الذين اتبعوا توصيات معهد أبحاث السرطان العالمي، والمعهد الأميركي لأبحاث السرطان. وتُعد هذه الدراسة، التي نشرت في الدورية الأميركية للتغذية الطبية، أول دراسة تفحص الرضاعة الطبيعية كجزء من مزيج تغيرات الحياة، من أجل التوصل إلى تأثير الرضاعة على مخاطر الموت. وأظهرت الدراسة أن المرأة التي ترضع طفلها رضاعة طبيعية ما لا يقل عن 6 أشهر تقل لديها مخاطر الموت نتيجة الإصابة بالسرطان بنسبة 10 %، وأمراض الدورة الدموية بنسبة 17%. وتوصل بحث سابق إلى وجود دليل قوي على أن الرضاعة الطبيعية يمكنها تقليل مخاطر إصابة الأم بسرطان الثدي، حيث أن كل عام من الرضاعة الطبيعية يقلل من الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 4%. وعلى الرغم من ذلك، يحصل أقل من 2% من الأطفال البريطانين على رضاعة طبيعية بعد الستة أشهر. وتضمنت التوصيات الحفاظ على الوزن الصحي وممارسة النشاط البدني والتقليل من تناول المشروبات والأطعمة التي تساعد على زيادة الوزن، وضرورة تناول الأطعمة النباتية، وتقليل تناول اللحوم والكحول، وشملت التوصيات أن ترضع الأم طفلها لمدة لا تقل عن ستة أشهر. وقال المشرف على البحث من جامعة "إمبريال كوليج" لندن الدكتور تيريسا نورات أن "هذه الدراسة الأوروبية الضخمة تعد أول دراسة تظهر أن هناك علاقة قوية بين توصيات المعهد وتقليل مخاطر الوفاة نتيجة الإصابة بالسرطان، وأمراض الدورة الدموية وأمراض الجهاز التنفسي، ونحتاج حاليًا إلى مزيد من الأبحاث على عدد أكبر من الناس لتأكيد هذه النتائج، وبالنسبة للأشخاص الذين اتبعوا توصيات المعهد فقد قلت لديهم مخاطر الموت نتيجة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي بنسبة 50%، وأمراض الدورة الدموية بنسبة 44%، والسرطان بنسبة 20%، وذلك مقارنة مع الأشخاص الذين كانوا أقل امتثالاً لهذه التوصيات". وأضاف الباحث قائلاً "كانت هذه التوصيات، التي لها تأثير كبير على تقليل مخاطر الموت نتيجة الإصابة، ضعيفة دون نقص الوزن بنسبة 22% مخاطر أقل، وتناول الأطعمة النباتية بنسبة 21%، كما أن توصيات الحد من تناول الكحول وتناول الأطعمة النباتية أدت إلى تقليل مخاطر الوفاة نتيجة الإصابة بالسرطان بنسبة كبيرة وصلت إلى 21%، و17% على التوالي". وتعد هذه هي المرة الأولى أيضًا التي يدرس فيها العلماء العلاقة بين النظام الغذائي وتوصيات نمط الحياة وبين الوفيات الناجمة عن الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي. وقال نائب رئيس قسم العلوم في معهد أبحاث السرطان العالمي الدكتور باناجيوتا ميترو أن "هذه الدراسة تظهر قيمة التوصيات التي أصدرتها (WCRF) و (AICR) في منع وقوع الوفيات جراء سلسلة من الأمراض الشائعة، ليس فقط السرطان". وأضاف ميترو قائلاً "كما أن هذا الدليل يسلط الضوء على أهمية سياسة الصحة العامة التي تتبناها الحكومة، فيما يتعلق بزيادة تناول الفواكه والخضروات، والتشجيع على الرضاعة الطبيعية والحد من تعاطي الكحول".