واشنطن - المغرب اليوم
أعلنت مؤسسة "ميرك" العالمية للأدوية والتي تعد الأكبر في أمريكا وكندا، انضمامها إلى جانب حملة منظمة الصحة العالمية للتشجيع على استخدام التطعيمات ضد أكثر الأمراض فتكاً في العالم، ومساندة الدول لتعزيز أنظمة التطعيم وخدماتها.
واستهدفت حملة "أسبوع التطعيم العالمي"، التي رعتها منظمة الصحة العالمية وأطلقتها لأول مرة في عام 2012 ، العمل على تشجيع استخدام التطعيمات لحماية الناس في الأعمار كافة ومساعدتهم على مواجهة الأمراض، وتزامن ذلك مع ذكرى العام الثاني لحملة "سد ثغرة التطعيمات" التي احتفلت بجملة من الإنجازات التي تحققت على أرض الواقع، وشددت على أهمية الوفاء بما لم يتحقق من أهداف على صعيد تطعيم المراهقين والبالغين.
وعلى الصعيد الأفريقي، يسلط "أسبوع التطعيم الأفريقي" لعام 2016، الذي انطلق تحت شعار "سد ثغرة التطعيمات. الخلاص من شلل الأطفال"، الضوء على ضرورة أن تحصل المنطقة الأفريقية على تغطية عالمية في مسألة التحصينات والوقاية من الأمراض، كما أبرزت الحملة أهمية الاحتفال بالقضاء على مرض شلل الأطفال في القارة، مطالبة البلدان الأفريقية باستمرار اليقظة والاستعداد لمواجهة المرض لضمان خلو القارة من شلل الأطفال.
ويعلق مدير منطقة جنوب الصحراء للسياسات والمسؤولية المؤسسية التابع لمؤسسة "ميرك" فاروق شماس جيوا، في بيان صدر أخيرا، قائلاً "التطعيمات تمثل واحدة من أكثر قصص الصحة العامة نجاحا في التاريخ، فمنذ أكثر من 100 عام، قام علماؤنا باكتشاف التطعيمات والأمصال التي تركت آثارا واضحة على حياتنا، وعبر مساعدة الناس على البقاء أصحاء، أزالت التطعيمات قيوداً كبيرة على البشر وساهمت في التنمية الاقتصادية".
وحققت أفريقيا العديد من النجاحات أبعد من مجرد تحقيق الوقاية واللقاحات والأمصال؛ إذ تمكنت من القضاء على بعض الأمراض من خلال برامج التطعيمات واللقاحات واسعة النطاق، وباتت التطعيمات ركناً جوهرياً في برامج الوقاية الصحية في شريحة واسعة من الدول الأفريقية، بفضل الإرادة السياسية المستدامة، والدعم الدولي، وتطور الشراكات العامة والخاصة، وعلى الرغم من التطورات الأخيرة التي طرأت على برامج الرعاية الصحية داخل البلدان الأفريقية، فإن هناك فرصا كبيرة وجوهرية لأنشطة الوقاية والتطعيمات، ولاسيما لمساعدة الناس الوقاية من فيروس الأورام الحميدة HPV، وسرطان العنق.
المعروف أن ما يقرب من 266 ألف امرأة تلقى حتفها سنويا بسبب مرض سرطان العنق، وينتمي ما يربو على 85% من حالات الوفاة تأثرا بهذا المرض إلى نساء يقطن في الدول النامية، وبدون إجراء تغييرات ضرورية على برامج الوقاية والمراقبة، فإن حالات الوفاة تأثرا بمرض سرطان العنق يتوقع ارتفاعها إلى 416 ألف حالة بحلول عام 2035، ويتركز جميع هذه الحالات في واقع الحال داخل البلدان النامية.
ويعد سرطان العنق من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً في أفريقيا، ويواصل تهديده للحياة بصورة كبيرة، وهو ما يستلزم التفاتا عاجلاً في المنطقة الأفريقية، وفي عام 2012، ظهرت أكثر من نصف مليون حالة إصابة جديدة بسرطان العنق على مستوى العالم، كان مصاب من بين كل 5 مصابين يقطنون في إقليم جنوب الصحراء الأفريقية.
الإصابة بالتهابات مزمنة بنوع أو أكثر من فيروسات الأورام الحميدة HPV، تعتبر سبباً رئيسياً لحالات الالتهابات السابقة لتسرطن الرقبة وسرطان العنق، وتعد فيروسات الأورام الحميدة، التي تنتقل عدواها في الغالب عن طريق الاتصال الجنسي، هي الأكثر انتشاراً بين المراهقين والشباب والفتيات.
مرض سرطان العنق من الأمراض التي يمكن الوقاية منها، وتتمثل أفضل استراتيجية لمواجهته في التطعيم باللقاحات، والأشعات، والخضوع للعلاجات المناسبة، بما يمكن الدول من تحقيقها حصاراً للمرض وخفضاً سريعاً لأعبائه الصحية والاقتصادية.
وتحتفل مؤسسة ميرك هذا العام بذكرى تأسيسها قبل 125 عاماً، ومرور 10 سنوات على اللقاحات التي أنتجتها لمواجهة فيروس الروتا، وفيروس الأورام البشرية الحميدة، ومرض القوباء، ويضيف مسؤول المؤسسة فاروق شماس جيوا، قائلاً "ينبغي علينا مواصلة البناء على ما توصلنا إليه من نتائج رائعة، ستعمل على لملمة الجهود التعاونية الشاملة من جانب الحكومات، والمانحين، ومنظمات المرضى، والمتخصصين في مجالات الرعاية الصحية، والمنظمات غير الحكومية، والمنظمات المتعددة الأطراف وغيرها في القطاع الخاص، من أجل زيادة القدرة على الحصول على اللقاحات والتطعيمات اللازمة لإنقاذ حياة البشر وتقوية برامج الوقاية والتحصين ضد الأمراض".
"فالوقاية من الأمراض من خلال اللقاحات والأمصال تعد ضماناً للمستقبل - ولاسيما بالنسبة للفتيات والنساء الأفريقيات، فهدفنا هو استدامة وتطوير جودة الحياة والصحة للمجتمعات والدول عبر القارة الأفريقية، وتعهدنا صارم في هذا الشأن بينما نعمل من أجل زيادة قدرة الوصول باللقاحات إلى المحتاجين إليها في الوقت الراهن ومستقبلاً".