واشنطن ـ وكالات
يهمل الكثير من الناس تنظيف ألسنتهم بالمعنى الصحي والحرفي للكلمة وليس بالمعنى المجازي لذلك مع أن العديد من الدراسات أثبتت أن اللسان الوسخ يقف بنسبة تصل إلى 75% وراء رائحة الفم الكريهة في حين يعود مصدر الرائحة بنسبة 25% إلى عدم تنظيف الأسنان. و ينبه الأطباء التشيك إلى أن الكثير من الناس يهملون تنظيف ألسنتهم أما من يقومون بذلك فهم على الأغلب لا يهتمون بهذه النظافة بنفس الاهتمام الذي يبدونه لتنظيف أسنانهم مع انه تم التأكد علميا أن تنظيف اللسان هو من الناحية الصحية أحيانا أكثر أهمية ولاسيما بالنسبة لإزالة وإبعاد رائحة الفم الكريهة. ولا يمثل تنظيف اللسان اكتشاف صحي حديث وإنما تم التوصل إلى ذلك منذ فترة طويلة ولاسيما في الطب الهندي القديم الذي أكد أن التنظيف المنتظم للسان يحسن ليس فقط عملية التذوق وإنما أيضا يقوي صحة الجسم ككل . وورد في الطب الهندي القديم بان وضع اللسان صباحا يكشف عن حجم المواد السامة الموجودة في الجسم وبالتالي فان اكتساء طبقة اللسان العليا باللون الأبيض هو دليل على تراكم كبير للمواد السامة لان مختلف أنواع البكتريا الميتة من المواد الغذائية والوسط المحيط تتموضع على سطح اللسان. ويؤدي تراكم هذا المواد إلى تكاثرها بسرعة وبالتالي وصولها إلى بقية أنحاء الجسم كما تؤثر عملية التراكم هذه سلبيا على صحة الأسنان وعلى اللثة وعلى النفس المنعش في الفم أما عملية تنظيف الأسنان وحدها فلا تكفي لمنع حصول ذلك رغم أهميتها. ويؤكد أطباء الفم التشيك بان تنظيف اللسان يجعل القلب والرئة والكلية والكبد والبنكرياس تؤدي وظائفها بشكل أفضل إضافة إلى تحسن أداء الجهاز الهضمي ككل ، كما تعمل بشكل أفضل أيضا بعد التنظيف خلايا التذوق في اللسان وبالتالي يتم بشكل أفضل تذوق ما يتم أكله وشربه. وفي دليل على ذلك يقولون بأنه يكفي مثلا بعد تناول الحلويات عدم تنظيف اللسان فور الانتهاء من الأكل لضمان صحة الفم وبالتالي فان عملية تنظيف الأسنان تصبح عبثية في هذه الحالة لان السكر الموجود في هذه الحلويات يصل إلى خلايا التذوق في اللسان التي يمكن أن تكون عميقة وبالتالي يمكن بعد عدة ساعات إفراز هذه المواد السكرية من جديد إلى تجويف الفم والتفاعل مع البكتريا .