لندن - وكالات
إكتشف باحثون سلالة من البكتريا بإمكانها إصابة البعوض وجعله مقاومًا لطفيلي الملاريا. وأثبتت دراسة نشرها هؤلاء في نشرة (ساينس) العلمية أن الطفيلي لا يمكنه العيش في البعوض المصاب بهذه السلالة. يذكر أن مرض الملاريا ينتقل من الإنسان المصاب إلي السليم بواسطة البعوض، ولذا يأمل الباحثون بأن يتمكنوا من تقليل عدد الإصابات بين البشر عن طريق زيادة مناعة البعوض للطفيلي. ويقول خبراء إن هذه الطريقة توفر أملًا للسيطرة على انتشار الملاريا على المدى البعيد. والملاريا من الأمراض الخطيرة والواسعة الإنتشار، إذ تقدر منظمة الصحة العالمية أن زهاء 220 مليون شخص يصابون به سنويًا بينما يبلغ عدد الوفيات كل سنة أكثر من 660 ألف. وتركزت الدراسة التي أجراها باحثو جامعة ميشيغان بالولايات المتحدة على بكتريا وولباشيا التي تصيب الحشرات. وتنتقل هذه الجراثيم من إناث الحشرات إلي صغارهن، وفي بعض أصناف الحشرات اكتسبت بكتريا وولباشيا القدرة على التلاعب بعملية التكاثر بحيث يرتفع عدد الإناث من أجل أن تستغلها لأغراضها. ولكن بعوض الأنوفيليس الناقل للملاريا ليس موبوءًا ببكتريا وولباشيا في الطبيعة، إلا أن البحوث المختبرية أثبتت بأن نقل العدوى إليه بشكل مؤقت يجعله مقاومًا لطفيلي الملاريا. وكان التحدي الذي واجهه الباحثون يتمحور حول كيفية تحويل العدوى المؤقتة إلي عدوى يمكن نقلها من جيل إلي جيل. وقد إكتشف الباحثون سلالة من بكتريا وولباشيا يمكنها الإستمرار في فصيلة واحدة من بعوض الأنوفليس طيلة مدة البحث، أي لـ 34 جيل متعاقب. وقد وجدت طفيليات الملاريا صعوبة كبيرة في التأقلم في هذا النوع "المحور" من البعوض، ولذا فقد انخفضت أعداده أربع مرات مقارنة بالبعوض غير المصاب. ولكن عددًا من الخبراء حذر من أن التطبيق العملي لهذا الإكتشاف لم يكون يسيرًا.