بكين - وكالات
عبر علماء بيولوجيا عن مخاوفهم من أبحاث "خطرة" لمجموعة من العلماء الصينيين بشأن فيروس هجين لإنفلونزا الطيور يمكن أن يتطور ليصيب الإنسان.وأعلن فريق من أكاديمية العلوم الزراعية الصينية والجامعة الزراعية لغوانزو عبر مجلة "ساينس" الأميركية، عن تركيبهم لنوع جديد من الفيروسات، عبر خلط جينات من فيروس إنفلونزا الطيور "إتش 5 إن 1" والإنفلونزا الوبائية "إتش 1 إن 1".واكتشف العلماء الصينيون أن الفيروس الهجين ينتقل بسرعة بين الخنازير الهندية عن طريق الأجهزة التنفسية، وأوضحوا أن فيروس "إتش 5 إن 1" يحتاج لتحور بسيط ليصبح قابلا للعدوى بين الثدييات.ومعروف أن فيروسات هجينة يمكن أن تتولد بصفة طبيعية عندما تصيب سلالتان مختلفتان من الفيروس خلية واحدة، وهو ما يفرز انتقالا جينيا ينتج في الأخير "فيروسا مختلطا"، غير أنه ولغاية الآن لم يثبت بعد حدوث ذلك بين فيروسي "إتش 5 إن 1" و"إتش 1 إن 1".وبناء على ذلك عبر عدد من العلماء عن تخوفهم من قيام علماء بمثل هذه الخطوة التي قد تنتج جسما غير قابل للسيطرة.تحذيروقال عالم الفيروسات بمعهد باستور الفرنسي سيمون واين هوبسون لوكالة الصحافة الفرنسية إن الفيروس المذكور تم إنتاجه في المختبرات، وبالرغم من عدم القدرة على تحديد تأثيرات مثل هذا الفيروس في الوقت الراهن فإنه يمكن أن يشكل تهديدا وبائيا، قد يصل إلى مقتل ما بين مائة ألف ومائة مليون من البشر.ووفقا لهذا العالم وزملاء آخرين له فإن الأهمية العلمية للتجربة لا تبرر الإقدام على مثل هذه المخاطرة، فإنتاج مثل هذا الفيروس لا يساهم إلا بشكل بسيط في الأبحاث المتعلقة بإيجاد لقاح أو علاج يستمر البحث عنه لسنوات طويلة، وقد لا يكون جاهزا عند حدوث مثل هذا الوباء.وحذر العالم من مخاطر تسرب الفيروس من المختبر، واستدل بتسرب سلالة من الحمى القلاعية تصيب المواشي فقط، تسبب في حالة وبائية ببريطانيا خلال 2007.من جانبه أكد عالم الفيروسات بجامعة كوين ماري بلندن جون أوكسفورد أن هذه الدراسة تستحق أن تثير انتباه المجتمع العلمي، وأوضح أن القوانين الإحصائية تشير إلى احتمال إصابة فرد بسلالتين مختلفتين من الفيروس، وهو ما يجعل تهديد ظهور الفيروس الهجين قائما.وطالب بإعادة تنظيم الجهود ومراجعة الخطط المتعلقة بمواجهة الأوبئة والتأكد من وجود مخزون كاف من اللقاحات الخاصة بفيروس "إتش 5 إن 1".