واشنطن ـ وكالات
هل انتبهت يوما لكون الأشخاص الأكثر عطفا، وتفهما، وتواضعا هم من كانوا قد مروا بالمعاناة في الماضي، أو مورس عليهم الاضطهاد، أو في بحث دائم عن الغاية الأسمى وراء العيش. هذا الأمر صحيح لأن الألم يدفعنا للانتباه لأشياء كنا عنها غافلين، ويجعلنا نعيد ترتيب أولوياتنا. كما أنه يؤدي لتحطيم الرغبة الإنسانية في التنافس وفي التفوق على الآخرين، ويبني شخصية البعض ويساهم في توقيتها. عندما يبدأ الأشخاص في استيعاب المزايا الفردية، والمكافآت، والامتيازات المحتملة المرتبطة بإحساسهم بالألم، يتمكنون حينها من رفض الغضب والإحساس بالمرارة، واستبداله بتجارب النمو التي تسعى لجلب التغيير، وإعادة ترتيب الأمور، وتغيير طريقتهم في التفكير، وسلوكهم، وحياتهم، وهدفهم. فيما يلي قائمة تضم الأسباب التي تدفع إلى الإحساس بالأمور الإيجابية بعد اختبار الألم والمعاناة: - عندما تمر بتجربة من الألم تصبح ترى العالم بشكل مغاير، سواء عالمك الشخصي أو عالم الآخرين. وتشرع في مقاربة الحياة بطريقة مغايرة، وتدرك بأن الوقت ثمين وغال ما يدفعك للسعي وراء الحصول على الأمور الجوهرية ورفض الملذات الزائلة. - يؤدي الألم لجعلنا ندرك نقاط ضعفنا وهشاشتنا، وعدم قدرتنا على تجاوز بعض الحدود، وهو ما يدفعنا لكي نصبح أكثر تواضعا ومستعدين لتقديم يد العون للآخرين. كما يجعلنا ندرك بأن أي إنسان عرضة لكثير من ظروف الحياة القاسية (التشرد، والعنف، والوحدة، والاكتئاب، والمشاكل النفسية والجسدية، وفقدان العائلة والأصدقاء، والمصاعب المالية، والموت). - لعل أحد أكبر المزايا المرتبطة بالألم هي أنه عندما يصيبك التعب من المعاناة، تشرع بطريقة ما في تحدي الوضع. حينها تبدأ في البحث عن كافة الطرق للتخفيف من الضغط وتسعى للحصول على ظروف أفضل ومستوى أحسن من العيش.