لندن ـ كاتيا حداد
ينتاب الكثير من النساء مخاوف حيال إمكان عدم حصول الأطفال الرضع على الكميات المطلوبة من اللبن من الرضاعة الطبيعية، إلا أن بحثًا جديدًا رجح أن الرضاعة الطبيعية صحية جدًا، وانه لا خطر من ورائها، وأن حدوث مشكلة يمكنها أن تؤدي إلى الإصابة بالجفاف أو أي من الأمراض الخطيرة الأخرى احتمال< نادر، وأن أقل من 1% من النساء لا يتوافر لديهن لبن لإرضاع الأطفال. استهدف الباحثون الواقفون خلف هذه الدراسة من خلال بحثهم الدعوة إلى دعم أفضل للرضاعة الطبيعية للأمهات، وعدم تحولهم إلى الرضاعة الصناعية.قام فريق من الأطباء في برادفورد وشيفليد بجمع تفاصيل عن حالات نقص الصوديوم في الدم لدى الأطفال الرضع، التي تتمثل أعراضها في نقص الوزن والإصابة بالجفاف، بسبب النقص في لبن الأم، وهي البيانات التي تم جمعها لأطفال في بريطانيا وأيرلندا في الفترة من أيار/ مايو 2009 إلى حزيران/ يونيو 2010. في الوقت نفسه، اكتشف الطبيب البريطاني، سام أودي، هو وفريق من زملائه 62 حالة نقص في الصوديوم، نتيجةً لنقص لبن الأم، وعدم كفايته لسد حاجة الرضيع، وهي النسبة الضئيلة للغاية التي بلغت 7 حالات بين كل 100 ألف رضيع.كما أكدت نائب مدير برنامج المبادرة الصديقة للطفل التابعة لليونيسيف آن وودز، التي تستهدف تشجيع المستشفيات على تدريب الممرضات على دعم الرضاعة الطبيعي، على أن عدد الأطفال الذين لا يكفيهم لبن الأم لا يُذكر، وأن أقل من 1% من النساء لا يتوافر لديهن لبن لإرضاع الأطفال.جدير بالذكر أن نقص الصوديوم في الدم يصيب الأطفال بدءًا من عمر 10 أيام، وأبرز العلامات الأولى للإصابة بالمرض حالة من السبات تجعل الطفل نائمًا طوال الوقت، مع هياج يصيب جسم الرضيع، وقد تتطور الحالة بسرعة لدى بعض الأطفال، مما يجعل من الضروري إيداعه المستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، وأحيانًا ما يزداد تدهور الحالة، ليصل إلى تلف في المخ والوفاة أيضًا.على الجانب الآخر، رصدت الدراسة أن هناك حالات نقص صوديوم في الدم ناتجة عن عدم كفاية لبن الأم لتلبية حاجات الطفل الرضيع أودعت المستشفى بالفعل، إلا أنهم تم شفاؤهم وخرجوا من المستشفى بعد أسبوعين بعد العودة إلى الوزن الطبيعي، مع سلامتهم الكاملة من أي مشكلات دائمة في المخ.وتؤكد المبادرة الصديقة للأطفال على أن حالات العجز في لبن الأم لا تشكل خطورة كبيرة على الأطفال، حيث إن عددها ضئيل للغاية، وأنه يجب دعم الرضاعة الطبيعية، ومساعدة الأمهات اللاتي يواجهن صعوبة في إرضاع الصغار، والبحث عن الحالات المتطورة التي تعاني من مشكلات أكبر، وتوفير المساعدة لهن لتمكينهن من الرضاعة الطبيعية.