واشنطن ـ وكالات
من المعلوم ان سرطان البنكرياس هو من السرطانات الخطيرة، فهو يقتل 19 مريضا من اصل 20 مريض خلال خمس سنوات، والسبب الأساس أنه لا يكتشف الا في مراحل متأخرة.جاك اندراكا من منطقة كراونزفيل في ولاية ماريلاند الأميركيةCrownsville Maryland والطالب في المرحلة الثانوية ابن الخامسة عشر عاما، قد ينقذ الملايين من البشر باكتشافه اختبار بسيط يشبه فحص السكري المنزلي، وبكلفة قليلة حيث يمكن لهذا الاختبار الكشف عن الإصابة بهذا النوع الخطير من المرض في مراحله المبكرة. الاختبار هو فحص تقليدي كما يتم فحص نسبة السكري بالدم،بمعنى استخدم عيدان فحص لمستويات مادة بيولوجية بالدم أو البول تعرف باسمالـــ “ميزوثيلين”Mesothelin، وهي علامة حيوية فارقة للإصابة بسرطان البنكرياس في مراحله الأولىالقابلة للعلاج، وقبل ان يصبح منتشرا ومن الصعب معالجته. فهذا الاختبار البسيط يعد بإحداث ثورة في علاج هذا المرض. بهذا الاكتشاف اختراع حصل جاك على منحة مدرسية بقيمة 75000 دولار في معرض انتيل للعلوم لعام 2012، وقد بين في براءة اختراعه المتميز ان اختباره هو اسرع بـ 28 مرة وكذلك اقل كلفة بـ 28 مرة واكثر دقة بــ 100 مرة من الاختبارات التي تجرى حاليا.ونتيجة هذا الكشف المبكر يؤكد جاك ان مرضى سرطان البنكرياس سيحصلون على المساعدة الطبية التي قد تمكنهم من العلاج بحيث يمكن ان يؤدي الى التعافي من المرض بنسب تصل الى 100 بالمئة. واختبار سرطان البنكرياس يكفيه نقطة من الدم لتحدد ان كان المريض حاملا للعلامة البيولوجية لسرطان البنكرياس وهي الميزوثيلين. ويعتبر الاختبار دقيقا للغاية حيث يمكنه الكشف عن سرطان البنكرياس بنسبة 90 بالمئة وبكلفة قليلة تقدر بـ 3 سنتات أميركية. والأهم من هذا كله ان اختباره يمكن استعماله للكشف عن سرطان المبيض الخطير قبل ان يستفحل وسرطان الرئة. ويمكن تعديل الاختبار للكشف عن المؤشرات الحيوية لعدد كبير من الأمراض والحالات الأخرى. ويقول جاك في حفل تسلمه جائزة مجلة “سميثسونيان” الأميركية السنوية الأولى للإبداع عند الشباب في العاصمة واشنطن Smithsonian Magazine’s first annualAmerican Ingenuity Award for youth achievement “المهم في هذا الاختبار إمكانيةتطبيقهعلىأمراضأخرى… علىسبيلالمثالأشكالأخرىمنالسرطان،والسل،وفيروسنقصالمناعةالبشريةHIV،والملوثاتوالبكتيريا والفيروسات مثلالاي كولايEColi،السالمونيلا، في اختبار يكلف 3 سنتات ويمكن اجراؤه بخمس دقائق فقط”. وما حث جاك على البحث هو وفاة عمه متأثرا بالمرض وكذلك قراءته في درس البيولوجيا عن انابيب الكربون النانوية carbon nanotubes.انما لحظة الاكتشاف لم تكن كافية للاعتراف بأهمية ما توصل إليه، بعد أن رفض اكتشافه من قبل 197 عالما قدم لهم بحثه، مبررين ان فكرته لن تلقى نجاحا. انما المراهق المثابر لم يضعف وتمكن من اقناع الدكتور أنيربان مايتراAnirbanMaitra الاختصاصي بأمراض الباثولوجيا والسرطان في جامعة جون هوبكنزprofessor of pathology and oncology at Johns Hopkins University بالفكرة فخصص له مساحة في مختبره للعمل تحت اشرافه. وقام جاك بتغليف ورق الترشيح العادي بمزيج من مضادات الميزوسيلين الخاصة المرتبطة بأنابيب الكربون النانوية. فالأنابيب النانوية تجعل الورق موصلا للكهرباء، وبالتالي عند وضع مادة الميزوسيلين فان مضادات الميزوسيلين ترتبط به مما يجعلها تتضخم وبالتالي توسع انتشار الانابيب النانوية، مما يغير الخصائص الكهربائية للورق المكون لعيدان الفحص. وكلما كان تواجد مادة الميزوسيلين اكبر كلما كان ارتباط المضادات الخاصة أكبر، وبالتالي تتضخم انابيب الكربون النانوية مما يجعل الاشارة الكهربائية تضعف وهذا يسمح للعلماء بفحص مستويات الميزوسيلين بطريقة دقيقة للغاية. يقول جاك “اختباري هو اسرع من الاختبار البروتين الروتيني الايلايزاE.L.I.S.A. والذي هو حجر الزاوية في الفحوصات المخبرية بأكثر من 168مرة واقل كلفة بـ 26000 مرة واكثر دقة بـ 400 مرة”. أما الآن فالمراهق النابغة ينوي العمل على خطط لتسويق اختراعه للجمهور بحيث يكون متوفرا، فهو مؤمن بإمكانية تغييره ميزان القوى في الطب وطرق مقاربة الكشف عن الأمراض. يتابع جاك “ما اتصوره هنا ان هذا الاختبار وامثاله يمكن ان يجده المواطن على رف في السوبرماركت القريبة منه مثل والغرينز Walgreens وكي مارتKmart “.ويختم جاك “لنقل انك تشك بإصابتك بحالة معينة، فأنت تشتري الإختبار الخاص بتلك الحالة، ويمكنك ان تكتشف مباشرة اصابتك بها. فبدلا من ان يكون طبيبك هو الذي يشخص الحالة فسيكون بإمكانك ان تكون طبيب نفسك وتشخص حالتك”.