الرئيسية » آخر الاخبار
المستشفى الإقليمي مولاي عبد الله بمدينة سلا

سلا - المغرب اليوم

بالرغم من أنّه لا يفصل مدينة سلا عن العاصمة الرباط سوى وادي أبي رقراق، وبالرغم من أن سلا تعدّ ثاني أكبر مدينة مغربية من حيث الكثافة السكانية؛ فإنّ البنية الصحية بها ضعيفة للغاية.

مؤسسة راقية بلا موارد بشرية

منذ أيام دشّن الملك محمد السادس المستشفى الإقليمي مولاي عبد الله بمدينة سلا، وكان سكان عدوة الرباط يعلقون الآمال على هذه المؤسسة الصحية لسدّ الخصاص الكبير الذي تعاني منه المدينة، على مستوى البنية الصحية؛ لكنَّ آمالهم تحقق جزء منها فقط، نظرا لافتقار المستشفى إلى الموارد البشرية الكافية لتسييره، وكذلك الأجهزة الطبية.

وحسب إفادة مصدر طبي من داخل المستشفى الإقليمي مولاي عبد الله بسلا، فإن بعض الأجنحة داخل المستشفى ما زالت مغلقة، للسبب سالف الذكر؛ وهو ما يعني أنّ الطاقة الاستيعابية للمستشفى غير مُستغلة كلها إلى حدّ الآن، مضيفا "المستشفى من ناحية بنيته التحتية جيد، ولكنهم لم يوفروا له الموارد البشرية والتجهيزات الطبية الكافية".

التخبّط الذي رافق تدشين المستشفى الإقليمي مولاي عبد الله بسلا، يتجلى، أيضا، في عدم تشغيل قسْم المستعجلات به إلى حد الآن، إذ ما زال هذا القسْم في المستشفى القديم الذي يحمل الاسم نفسه، والموجود في حي المزرعة، والذي جرى إغلاقه بعد تدشين المستشفى الإقليمي الجديد، عدَا قسم المستعجلات، "وهذا يزيد من معاناة وآلام المرضى"، يقول مصدر هسبريس.

ولا يشتكي مواطنو مدينة سلا من واقع القطاع الصحي بالمدينة، بل إنّ المسؤولين أنفسهم يشتكون، ومنهم عبد اللطيف سودو، نائب عمدة سلا، الذي نشر "شكاية" على صفحته في موقع "الفيسبوك"، تحدث فيها عن المعاناة التي يكابدها المرضى جرّاء عدم فتح مستعجلات المستشفى الإقليمي الجديد، الواقع في مقاطعة احصين.

وقال نائب عمدة سلا في "شكايته": "من مستعجلات مستشفى مولاي عبد الله بحي المزرعة بسلا، أجدد الشكاية، ليس لنا كأبناء سلا إلا هذا المستشفى، يدخل المريض إلى المستعجلات ويطلبون منه تحاليل الدم، فيحتاج مرافقو المريض الذهاب إلى المستشفى الجديد بالقرية لإنجاز التحاليل.. مسار ذهاب وإياب بين المستشفى الجديد والمستعجلات بالمستشفى القديم".

واسترسل عبد اللطيف سودو طارحا أسئلة يطرحها سكان المدينة المليونية "إلى متى ستستمر معاناة السلاويين.. لماذا لم يتم تحويل المستعجلات إلى المستشفى الجديد؟.. الناس تعاني ونحن كالناس نعاني.. أنا مع أخي المريض كباقي المواطنين أسجل هذه الاختلالات.. الأطر الطبية تقوم بالكثير؛ لكن لا يمكن الإبقاء على هذا التقسيم".

وكانت وزارة الصحة قد أعلنت أن المستشفى الإقليمي مولاي عبد الله، والذي كلّف 312 مليون درهم بطاقة استيعابية تبلغ 250 سريرا، سيقدم خدماته للمرضى بشكل تدريجي، على أن تُفتح جميع أجنحته في غضون ثلاثة شهور؛ لكن بعد مرور ما يقارب المدة التي حددتها الوزارة، ما زال عدد من أجنحة المستشفى مغلقا
"الخدمات الصحية في مدينة سلا، كما هو الحال في عدد من مدن المغرب، حالتها مستعصية. وأرى أن الرعاية الصحية المقدّمة لسكان هذه المدينة ضعيفة جدا، ولا تصل حتى إلى المعدّل الأدنى"، بهذه العبارة لخّص نور الدين تيكيطو، الفاعل الجمعوي في حي لعيايْدة، وضعية القطاع الصحي بسلا، مضيفا: "كرامةُ المرضة تُداس، ولكنّ التشبث بالحياة هو الذي يدفعهم إلى اللجوء إلى المراكز الصحية المتوفرة".

في حي لعيايدة، يصل تدهور الرعاية الصحية إلى أدنى مستوياته، خاصة أنّ الحيَّ يُعد من أكثر الأحياء كثافة سكانية، حسب تيكيطو، مبرزا أنَّ المسؤولين الذين يهندسون ويخططون لقطاع الصحة آخر ما يهمهم هو صحّة المواطن.

وفي هذا الإطار، أشار الفاعل الجمعوي إلى أنَّ بعض المستوصفات في حي العيايدة تقع وسط أسواق لبيع المتلاشيات.

في حي العيايدة يوجد مُستوصف شُيّد وجُهّز منذ حوالي عشر سنوات، ولمْ تُفتح أبوابه بعد، بالرغم من انتهاء أشغال بنائه وتجهيزه، حيث تحوّل إلى خِربة يتخذها المشردون مأوى لهم، ويضطر سكان الحي إلى التوجه إلى مستشفى الحفرة، "ولكن ما يوصلك الرونديفو حتى تموت".

أواخر شهر يوليوز الماضي، عقد نواب حزب العدالة والتنمية لمدينة سلا لقاء مع أنس الدكالي، وزير الصحة، حول عدد من القضايا التي تهم القطاع الصحي بالمدينة، "وقد تميز اللقاء بالتفاعل الإيجابي للسيد الوزير وعلمه بالمشاكل المطروحة، وقدم لنا أهم الخطوات المزمع القيام بها في المستقبل لتجاوز الاختلالات وضمان خدمة صحية جيدة ولتحقيق الحكامة المطلوبة في تدبير القطاع بمدينة سلا"، وفق ما نشر النائب يوسف غربي؛ لكنّ مواطني سلا ظلوا يسمعون مثل هذا الكلام منذ سنوات طوال، ولم يتحقق منه شيء.

حسب إفادة المصدر الطبي الذي تحدث إلى هسبريس، فإنّ القطاع الصحي في مدينة سلا يعاني من خصاص على مستوى الموارد البشرية وصفه بـ"المهول"، موضحا أنّ هذا النقص المهول ظهر بجلاء أكبر بعد افتتاح مستشفى مولاي عبد الله الجديد، "المستشفى القديم كان صغيرا، ولم يكن يظهر هذا النقص؛ لكن بعد أن تحوّلنا إلى المستشفى الجديد، وقفنا على النقص الفظيع في الموارد البشرية"، يردف المتحدث.

المصدر الطبي ذاته أفاد بأنّ القطاع الصحي في مدينة سلا لا يعاني من نقص فقط على مستوى البنية التحتية والموارد البشرية، بل يعاني أيضا، من نقص حتى على مستوى الأدوية، مضيفا "المواطن يرى التدشينات، وهذا جيد؛ ولكن إذا لم تُوفر الموارد البشرية والأدوية والتجهيزات، فإنّ المؤسسات الصحية التي يتم تدشينها تظل فقط بنايات لتزيين الواجهة لا أكثر، بينما المطلوب أن تقدم الرعاية الصحية للمواطنين".

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

المعدل اليومي للإصابات لفيروس كورونا " كوفيد-19" في ليبيا…
المعدل اليومي للإصابات لفيروس كورونا " كوفيد-19" في ليبيا…
المعدل اليومي للإصابات لفيروس كورونا " كوفيد-19" في ليبيا…
المعدل اليومي للإصابات لفيروس كورونا " كوفيد-19" في ليبيا…
المعدل اليومي للإصابات لفيروس كورونا " كوفيد-19" في ليبيا…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة