الجزائر – ربيعة خريس
عادت قضية تغير لون لحوم أضاحي العيد وتعفنها في الجزائر إلى الواجهة من جديد، حيث تلقت منظمة الجزائرية لحماية المستهلك، شكاوي عديدة من العائلات الجزائرية، التي اصطدمت وتفاجئت في ثاني أيام عيد الأضحى بتغير لون اللحم وسط انبعاث رائحة كريهة منه.
وحسب المعطيات التي كشفت عنها منظمة حماية المستهلك، فإن طفل جزائري في التاسعة من عمره لقي حتفه، الأحد، متأثرا بتسمم غذائي رفقة خمسة أفراد من عائلته، إثر تناولهم لحما فاسدا في محافظة سيدي بلعباس غرب الجزائر.
وحسب تفاصيل هذه القضية، فإن العائلة بسيطة تقطن بأحد أحياء مدينة رأس الماء، تعرض أفردها الستة لتسمم غذائي جراء تناول أحشاء أضحية العيد الفاسدة التي أفقدت العائلة ابنها " س.ع " البالغ من العمر 9 أعوام، فيما لا يزال البقية يرقدون في المستشفى تحت العناية الطبية بينهم طفل آخر وفتاتان.
وقالت المنظمة إن أفراد العائلة ظهرت عليهم علامات التسمم في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، مما استدعى نقلهم إلى المستشفى على جناح السرعة، أين لفظ الابن أنفاسه الأخيرة. وبمحافظة غرداية، تبعد 600 كلم جنوب العاصمة الجزائر، تسببت الأضاحي الفاسدة في تسمم 4 أفراد من عائلة واحدة، وقال أفراد العائلة أن الأضحية لم تظهر عليها اي شئ يدعو للقلق في اليوم الأول، وتم توزيع بعض قطع اللحم على الجيران، غير أنه سرعان ما تحول لونها إلى الأخضر والأزرق بعد وضعها في الثلاجة.
ونشر رواد شبكات التواصل الاجتماعي، خلال 48 ساعة الماضية، صوراً لحالات التعفن التي طالت الأضاحي، مما تسبب في تحول ألوان اللحوم إلى الأخضر، مع إفرازها لروائح كريهة. وكشفت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، عن تشكيل لجنة خاصة لمتابعة قضية تعفن لحم أضاحي العيد، على خليفة الشكاوي الأخيرة التي وصلتها من مختلف محافظات البلاد، وهذا للوقوف على أسباب هذه الظاهرة وتحديد المسؤول عنها.
وحسب بيان المنظمة ورد "العرب اليوم"، فإن اللجنة تضم بياطرة وحقوقيين وخبراء نوعية، وستلتقي قريبا مع ممثلي وزارة الفلاحة لتبادل المعلومات والمساهمة في إثراء التحقيقات. وأكد البيان بأن ممثلي المنظمة في تواصل دائم منذ الساعات الأولى مع ممثلي المصالح البيطرية للوزارة، رغم عدم تقاسمهم النظرية والإجراءات المتخذ من طرف الأخيرة، إلا أن التعاون واجب لمصلحة البلاد والعباد.
وكانت مديرية المصالح البيطرية في وزارة الفلاحة الجزائرية، قد أكدت في بيان لها الأحد، أن حالات اللحوم الفاسدة التي سجلت في بعض محافظات البلاد هي حالات معزولة، وناجمة عن شروط الحفظ السيئة، في وقت طالبت فيه المنظمة الوطنية لحماية المستهلك بالكشف عن نوع المكمل الغذائي المستعمل في تسمين الكباش، التي تعفنت لحومها، لتطمين المواطنين المتخوفين من مدى خطورته على صحتهم.
وجاء في بيان المصالح البيطرية لمصالح الوزارة أن مواطني المحافظات الأخرى باستثناء الجزائر العاصمة التي سجلت عدة حالات تعفن اللحوم، لاحظا أن بعض أجزاء الأضحية أظهرت أعراضا على شكل لون أخضر.
وأظهر تقرير المصالح البيطرية الأولى أن بعض المشتكين وضعوا أضحيتهم عند الجزارين لتقطيعها. وقامت المصالح البيطرية بأخذ عينات من اللحوم قصد تحليلها على مستوى مخابرهم.