الرباط - المغرب اليوم
في ممر صغير يوجد في عمق المركز الصحي بحي السلام الذي مر على ميلاده أسبوع ونيف، فسحت لنا إحدى المواطنات الطريق الذي يعج بصراخ الأطفال الرضع وأنين المرضى من الشيوخ، بعد أن رمقت عيناها آلة التصوير، في حين اختارت أخرى أسلوب الصراخ في وجهنا في محاولة منها لإيصال معاناتها ومعاناة أقربائها الذين يستظلون تحت حائط مبنى المركز منددين بدورهم بما أسماه أحدهم “رحبة الغنم”، في صورة تعود إلى زمن ماض.
وعزا أحد الأطر الصحية بذات المركز الاكتظاظ الحاصل إلى سوء إدارة وتوزيع المراكز بحيث إن كتلة سكنية مهمة أضحت تحج إلى المركز الصحي السلام بعد صلاة الفجر مباشرة، الشيء الذي أكدته مواطنة تقطن بالقرب من المركز، وأضاف المتحدث كونه ابتدأ العمل رفقة زميلتيه بهمة متناهية قبل أن يصطدم بواقع لا يمكنه أن يدعم ويشحذ تلك الهمة التي ابتدأ بها، مشددا على ضرورة تحييد القطاع دون تسييسه، وتوفير الفضاء اللازم والتجهيزات الطبية وأطر صحية إضافية.
من جهته، أفاد المندوب الإقليمي كون طاقم إدارته يمضي قدما نحو توفير أطقم صحية في مختلف المراكز الصحية في إطار برنامج إحداث مراكز القرب على مستوى الإقليم بالرغم من النقص الحاد في الموارد البشرية، غير أن ذلك، على حد قوله، سيتجسد ميدانيا في عملية إعادة الانتشار في صفوف الأطر الصحية وفق مسطرة سيساهم فيها جميع المتدخلين في القطاع، دون حسابات أو حساسيات، ويرى المسؤول الإداري أن نجاح هذه العملية مرتبط أساسا بمدى استعداد الأسرة الصحية والمجتمع المدني لتكتيل الجهود وتثمين هذه المبادرة الصحية التي ينتظرها الكثير.
وتجدر الإشارة إلى أن المركز الصحي السلام رأى النور مؤخرا بهدف تعزيز البنية الصحية في مدينة اليوسفية، بعد أن أضحت المراكز الأخرى غير قادرة على استيعاب عدد كبير من المواطنين.